وشهدت مديرية صرواح غرب مأرب، معارك هي الأعنف على الإطلاق خلال العام الجاري، وفقاً لمصادر عسكرية، بالتزامن مع شن مقاتلات التحالف السعودي-الإماراتي، سلسلة غارات في محافظتي مأرب والجوف.
وقالت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ العشرات من عناصر جماعة "أنصار الله"(الحوثيين)، نفذوا عملية هجومية واسعة على سلاسل جبلية هامة في منطقة المشجح، التابعة لمديرية صرواح بهدف السيطرة نارياً على معسكر كوفل، أهم القواعد العسكرية التي تتمركز فيها قوات الشرعية غرب مأرب.
وأشارت المصادر إلى أن المسلّحين الحوثيين، تمكنوا من السيطرة على تلة الشايف في محيط معسكر "كوفل"، قبل أن تتمكن القوات الحكومية وبدعم من رجال القبائل، من استعادتها بعد معارك ضارية.
وذكرت مصادر في الجيش الوطني اليمني، أن قوات الشرعية نفذت هجوماً عكسياً، أسفر عن تحرير مواقع مختلفة في منطقة المشجح، وتطويق نحو كتيبة كاملة من العناصر الحوثيين في جبهة صرواح.
بدورها، تحدثت مصادر حكومية عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر جماعة "أنصار الله" نظراً لكثافة الهجوم، دون إيراد أرقام محددة.
وبحسب الجيش، لقد قُتل في المقابل عدد من القوات التابعة للشرعية وأصيب العشرات، من بينهم القائد البارز ذياب القبلي نمران، قائد اللواء 103 مشاة في صرواح.
ولم يعلن الحوثيون رسمياً عن العملية الهجومية في صرواح، وخلال الفترة الأخيرة تقوم الجماعة بتأجيل الحديث عن مكاسبها العسكرية حتى بسط السيطرة على محافظات بأكملها كما حصل في محافظة الجوف، منتصف مارس/آذار الجاري.
ولم تقتصر الأعمال العدائية التي تهدد بتقويض مساعي الأمم المتحدة لوقف الحرب، على المعارك الميدانية، إذ شنت مقاتلات التحالف السعودي-الإماراتي أكثر من 14 غارة جوية في صرواح التابعة لمحافظة مأرب، وخب والشعف شرق محافظة الجوف، وفقاً لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.
وبدأت أولى بوادر التصعيد الجديد، فجر اليوم الجمعة، وذلك عندما أعلن التحالف السعودي، اعتراض وتدمير عدد من الطائرات دون طيار التابعة للحوثيين، فوق مدينتي أبها وخميس مشيط، جنوب السعودية.
وتأتي العملية، غداة يوم من صدور بيان للمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، أعلن فيه عن سعادته بـ"الردود الإيجابية" من الحكومة اليمنية والحوثيين، لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن وقف إطلاق النار، ودعاهم لاجتماع عاجل لمناقشة سبل ترجمة ما قطعوه من التزامات إلى واقع ملموس.
وقد تشكل العمليات العسكرية الجديدة، انتكاسة لجهود الأمم المتحدة، التي توقعت "التزام الأطراف بوقف الأعمال العدائية وتغليب مصلحة الشعب اليمني على كل شيء".