إيران تقدم مذكرة اعتراض على تصريحات بومبيو وتصر على موقفها من أميركا

25 يوليو 2018
إيران تواصل التمسك باتفاقها النووي (هانز بونز/ فرانس برس)
+ الخط -



أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن بلاده تقدمت بمذكرة اعتراض رسمية للسفارة السويسرية لديها كونها تمثل المصالح الأميركية في طهران احتجاجاً على التصريحات الصادرة على لسان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال اجتماعه بإيرانيين مقيمين في كاليفورنيا قبل أيام.


وذكر قاسمي في تصريحات صادرة عنه، اليوم الأربعاء، أن إيران شجبت بشدة في مذكرتها تهديدات بومبيو وتصريحاته التي اعتبرها تشكّل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الإيراني وتنتهك المواثيق الدولية.

وكان بومبيو قد صرّح أن بلاده قادرة على استهداف النظام الإيراني من على أعلى مستوياته، وأن الإدارة الأميركية تقف مع الإيرانيين ضد نظامهم القمعي، على حد وصفه.

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن أطرافاً عدة تحاول منع إيران من بيع النفط وعرقلة علاقاتها المصرفية، لتحول دون تسلم عائداتها من الصادرات النفطية بهدف ضرب البلاد اقتصادياً.

واعتبر لاريجاني أن أعداء بلاده يشنون حرباً نفسية عليها في الوقت الراهن لكن النظام الإسلامي سيعمل على الوقوف بوجه الضغوطات، رافضاً هو الآخر التفاوض مع أميركا. وقال إن "إيران حاورت الغرب حول النووي والتزمت بتعهداتها، مقابل أن واشنطن نكثت العهود، ومع ذلك تواصلت أطراف أوروبية مع إيران وأكدت لها ضرورة بقائها في الاتفاق ورغبتها في التعاون معها، لكن ليس من المعقول أن تربط طهران قدرها المستقبلي بالوعود"، حسب وصفه.

ودعا لاريجاني لتبديل التهديدات إلى فرص، معتبراً أن فتح الباب أمام الاستثمارات قد يساهم بحل المشكلات وبأن الإيرانيين لطالما استطاعوا الصمود في الظروف الصعبة، على عكس دول ثانية كالسعودية التي وقعت صفقات تسليحية ضخمة مع أميركا، وأكد أن قدرة إيران الدفاعية هي التي تقف بوجه التهديدات.

وعن التغييرات التي أجراها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مناصبه الحكومية وتعيينه رئيسا جديدا للبنك المركزي وهو ما يأتي ضمن حزمة إجراءات تهدف لتحسين الوضع الاقتصادي المرتبك بسبب عوامل داخلية وأخرى خارجية مرتبطة بالسلوك الأميركي، قال لاريجاني إن هذه الإصلاحات كانت يجب أن تطبق في فترة مبكرة، وأن على المسؤولين الجدد أن يقدموا برامج وخططاً واضحة وهو ما يعني ترحيب ودعم البرلمان بهذه الحالة، كما عليهم الالتزام بمهامهم وتطبيق ما طلبه المرشد علي خامنئي لتحقيق صمود البلاد.

في سياق متصل، ذكر المتحدث باسم مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن إنتاج الماء الثقيل في بلاده مازال مستمراً كما السابق، وأنها مازالت تصدره للخارج رغم كل التطورات وتغيير السلوك الأميركي.

وأوضح كمالوندي أن أميركا في زمن رئيسها الأسبق باراك أوباما اشترت من إيران 30 طناً من الماء الثقيل المنتج في مفاعل "آراك"، لكن حكومة ترامب الجديدة حاولت عرقلة استمرار ذلك، حسب تعبيره.

ومع ذلك اتهم الإدارة الأميركية السابقة باتخاذ خطوات عرقلت تطبيق الاتفاق أيضاً رغم عدم وضوحها للعيان، مؤكداً أن لدى طهران خططها واتصالاتها مع شركات صغيرة ومتوسطة لتصدير الماء الثقيل، لكنها لم تستطع أن تطبق خطتها في هذا السياق على مستوى أوسع.

وأعرب عن أن طهران تحاول تطوير منتجاتها من المفاعلات النووية إلى جانب الماء الثقيل من قبيل تلك التي تستخدم لأغراض علاجية، وهو ما ستعلن عن تفاصيله لاحقاً.

والجدير بالذكر أن الاتفاق النووي كان قد سمح لإيران بالاحتفاظ بإنتاج الماء الثقيل بكميات محددة على أن تصدر الفائض منه للخارج، وكانت الولايات المتحدة من الدول التي اشترته من طهران في سنوات سابقة.



كما سمح الاتفاق بإجراء تعديل في قلب مفاعل "آراك"، وهو ما كان يجب أن تقوم به أميركا والصين معاً، لكن انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق في مايو/ أيار الماضي علق ذلك، وحصلت بريطانيا على حصة الولايات المتحدة في تحديث هذا المفاعل وفق ما أعلنت الأطراف الأوروبية عقب اجتماع عقده وزراء خارجية إيران والدول الباقية في الاتفاق مؤخراً.

وبعد تسليم حزمة المقترحات الأوروبية التي من المفترض أن تضمن حصد طهران لمكتسباتها الاقتصادية من الاتفاق بعد خروج واشنطن منه والتي وصفها المسؤولون الإيرانيون بالناقصة كونها لا تقدم آليات واضحة لتحقق المطلب الإيراني.