وأعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن قراره إغلاق المعبر الوحيد للبضائع التي تدخل إلى قطاع غزة، معتبراً ذلك خطوة مهمة.
وتأتي الخطوة الإسرائيلية في سياق محاولات الاحتلال الضغط على حركة "حماس"، وتضييق الحصار على قطاع غزة، بحجة الرد على ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها شبان فلسطينيون من القطاع باتجاه الحدود مع إسرائيل، والتي أدت إلى حرق آلاف الدونمات الزراعية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي هو الآخر بياناً بشأن إغلاق معبر كرم أبو سالم.
وادعى جيش الاحتلال في بيانه، أنه على ضوء "استمرار إرهاب الحرائق ومحاولات تنفيذ عمليات إضافية تقودها حركة حماس، وسط استغلال سكان القطاع، وافق رئيس الحكومة ووزير الأمن، على توصيات رئيس أركان الجيش، الجنرال غادي أيزنكوط، بإغلاق معبر البضائع في كرم أبو سالم".
وأضاف أن القرار سيكون نافذاً باستثناء المساعدات الإنسانية، التي سيتم إقرارها بشكل تفصيلي من قبل منسق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة، وأنه لن يتم السماح بإدخال أو تصدير بضائع من وإلى غزة.
إلى ذلك، نص القرار على تقليص مجال الصيد المتاح أمام صيادي قطاع غزة، وتجميد قرار سابق بتوسيع منطقة الصيد المسموح التوغل فيها وحصر هذه المنطقة بستة أميال في عمق البحر.
وزعم الاحتلال في بيان الجيش، أن دولة الاحتلال تريد التخفيف من الأزمة في القطاع ولكن على ضوء ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة تم اتخاذ هذه الخطوات.
وتعني الخطوة الإسرائيلية إقراراً بعجز الاحتلال عن مواجهة الطائرات الورقية الحارقة على الرغم من الادعاء، الأسبوع الماضي، بتطوير وسائل جديدة لرصد وإسقاط هذه الطائرات الورقية.
فلسطينياً، اعتبر رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار"، جمال الخضري، قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم "تشديدا جديدا للحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاماً، ومضاعفة للمعاناة الإنسانية بشكل غير مسبوق".
وذكر الخضري، في تصريح وزع على وسائل الاعلام أنّ معبر كرم أبو سالم هو المعبر التجاري الوحيد في غزة، ورغم أنه يعمل بشكل جزئي لا يلبي حاجات القطاع وبنظام القوائم والسلع الممنوع دخولها، إلا أن إغلاقه سيزيد الكارثة والأزمات المختلفة.
وأوضح الخضري أنّ هذا القرار "يعني منع دخول الغذاء والدواء والحاجات الإنسانية بما يخالف القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني باعتبار إسرائيل قوة احتلال وهي ملزمة بالسماح بدخول البضائع والسلع وكافة المستلزمات للقطاع".
وقال الخضري إن "هذه المعابر وُجدت لتفتح وتصل من خلالها البضائع والمستلزمات، ويجب أن تكون في منأى عن أي تجاذبات وإخراجها من معادلات الفعل ورد الفعل".
وبين أن مليون لاجئ في غزة يعيشون على المساعدات الإنسانية التي يتلقونها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وفي ظل إغلاق المعبر، فإن حياتهم معرضة للخطر.
و"كان الجميع ينتظر انفراجة على حالة المعابر، وعلاجاً لأزمات القطاع المتفاقمة اقتصادياً وصحياً وكافة القطاعات الإنسانية والخدماتية بفعل الحصار، لكن ما يحدث سيزيد من كارثية الواقع في هذه القطاعات الحياتية والمهمة"، وفق الخضري.
وشدد الخضري على أن المطلوب فتح المعابر كافة التي أغلقها الاحتلال بشكل تدريجي منذ فرض الحصار عام 2006، وتوسيع العمل في معبر كرم أبو سالم وإنهاء قائمة الممنوعات، بدلاً من إغلاقه.