وجه رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال أهرون حاليفا، تحذيرات لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وللأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، مشددا على أن جيش الاحتلال يعد استراتيجية جديدة ستكون تداعياتها "دراماتيكية".
وقال حاليفا، في مقابلة مع موقع "والاه"، إن العمليات الإسرائيلية في سورية مستمرة، وهي تساعد في إخراج إيران من سورية، والحد من نفوذها.
وقال في المقابلة ذاتها إنه لو كان عليه اتخاذ قرار عملياتي، مثل إرسال طائرة مسيرة، والاختيار بين توجيهها إلى لبنان أم لغزة، فإنه سيختار توجيهها إلى قطاع غزة، لأن الأوضاع في القطاع الآن غير مستقرة، في المقابل فإن "القواعد في لبنان واضحة".
ومع أنه قال إنه لا يرصد حاليا إمكانية تفشي فيروس كورونا الجديد في القطاع، إلا أنه استدرك بالقول إنه لا يمكن معرفة ماذا سيحدث في العام الحالي، و"عدم اليقين يؤثر على كافة ميادين القتال، وفي حال اندلعت موجة ثانية من تفشي كورونا لن يكون هناك في القطاع ثلاثة مصابين، بل 30 ألفا، ولا تمكن معرفة إلى أين ستتطور الأمور".
أما في ما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، فأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أن "الضفة، وحتى قبل تفشي جائحة كورونا، تعيش مرحلة حرب الوراثة في السلطة، ونحن منذ سنوات نشهد الحرب الداخلية بين السلطة الفلسطينية و"حماس"، بين "فتح" و"حماس"، واستمرار عملية العزل بين القطاع والضفة الغربية، وعلى الجيش أن يستعد لتداعيات "صفقة القرن" وتطبيقها على أرض الواقع. أبو مازن ( الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يتقدم في السن، وقد تصل "صفقة القرن" إلى نضوج قرار بالضم أو أي شيء آخر. لكل سيناريو يوجد احتمال أن تتحرك الأمور لليمين أو لليسار".
وبحسب الجنرال الإسرائيلي، فإن "قائد "حماس" (في قطاع غزة) اليوم يحيى سنوار يدرك أن دوره مدني، وأن "حماس" ليست مجرد حركة مقاومة، بل هي اليوم تحكم قطاع غزة، وعلى السنوار أن يهتم بمليوني فلسطيني، وآمل لمصلحته أنه يدرك أن استخدام القوة ليس الطريق لتحسين الأوضاع".
وتطرق الجنرال حاليفا إلى الملف السوري، قائلا ردا على سؤال حول التغييرات الإقليمية إنه يعتقد أن "الأسد يدرك أو بدأ يدرك أن الإيرانيين الذين جاؤوا لمساعدته ضد "داعش" باتوا اليوم من يهدد استمرار حكمه، ويهددون بشكل كبير القدرة على إعادة إعمار سورية".
ولفت في هذا السياق إلى أن "جائحة كورونا أبعدت فرص وخطط إعادة إعمار سورية، لأن إعادة الإعمار تتطلب من الدول الاستثمار في سورية، واليوم تحول المال لأغراض أخرى ولم يعد متوفرا".
أما فيما يتعلق بالتحولات في حزب الله، فقد اعتبر حاليفا أن "نصر الله يدرك جيدا الثمن الذي سيدفعه الحزب ولبنان مقابل كل تصعيد. وأعتقد أن لبنان كباقي دول المنطقة يحاول تجاوز أزمة جائحة كورونا، وهنا يتحدثون أيضا عن استراتيجيات الخروج من الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية، كما تعود أمور أخرى لجدول الأعمال: نقل أسلحة متطورة من سورية إلى لبنان والتموضع الإيراني لم يختفيا".
واستدرك المسؤول الإسرائيلي بقوله: "لكن أقول بمسؤولية إن نصر الله يدرك أن الصواريخ الدقيقة هي خط لن تسمح إسرائيل به. وهو يعلم أن إسرائيل مصممة على مواجهة التموضع الإيراني في سورية، ويعرف أن الأسد يدرك أن جزءا من شركائه باتوا عبئا أكثر مما هم ذخر".
وبحسبه، فإن "نصر الله ليس غبيا. إنه يعرف ماهية الاستخبارات عندنا وقوة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وما هي قدرات سلاح الجو والقدرات النارية. وعندما يسمعون عن هجوم في أي مكان في الكون بدرجات دقة عالية فهو يعرف أنه يمكن مضاعفة ذلك في الحرب بشكل مؤلم".
وردا على سؤال وجه له، قال الجنرال حاليفا إن القدرات الإيرانية في سورية انخفضت، وإنه "يتم رصد تراجع عدد الإيرانيين الموجودين في سورية، والمعركة بين الحروب (إشارة للعمليات والغارات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة على سورية وأهداف إيرانية)، والعمليات في الفترة الأخيرة ستسجل كنقطة نجاح لصالح السياسة الإسرائيلية".
وأكد استمرار العمليات ضد سورية والأهداف الإيرانية، قائلا: "إننا نعمل بشكل دقيق جدا ومثابر. وتبعا للتقديرات المستمرة والمهمة يتم التعامل بشكل جيد للغاية مع التموضع الإيراني في المنطقة كلها. إننا نواصل المتابعة الدائمة لكل ما يحدث في البرنامج النووي الإيراني، ونضع كل الأدوات على الطاولة لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية".
واعتبر الجنرال الإسرائيلي أن عملية اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني من أهم الأحداث التي وقعت مؤخرا في الشرق الأوسط.
وقال إن تداعيات وإرهاصات العملية الأميركية باستهداف سليماني لم تتضح بعد، مضيفا أن "الإيرانيين أذكياء جدا، وهم يدفعون الجميع لمحاربتنا".
أما في ما يتعلق بقدرات خليفة سليماني في المنصب، إسماعيل قاني، فقال: "هذا عالم مغاير. هذه إيران مغايرة. زد على ذلك الضغط الأميركي الهائل، وأزمة كورونا التي أبعدت بعض الدول عن مساعدة إيران. إيران تعيش حالة ضغط داخلي، وهي من أكثر الدول تضررا من الفيروس، ومن حيث الأعداد فإنني أقدرها أنها ثلاثة أضعاف ما يصرحون به. ومن يعتقد أن هذا سيمر بسهولة لا يفهم ماذا تعني جائحة كورونا".