السفير الإيراني ببغداد يكشف فحوى رسالة سليماني الأخيرة

04 فبراير 2020
مسجدي يدافع عن الرؤية الإيرانية (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، فحوى الرسالة التي قيل إن قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كان يحملها معه خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، والتي تحدث عنها أول مرة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، بعد يومين من اغتيال سليماني، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.

وفيما اعتبر مسجدي أنّ بلاده "لم تخرق" سيادة العراق بقصفها القوات الأميركية داخل أراضيه، متوعّداً بأنّ طهران سترد مرة أخرى في حال أقدمت واشنطن على "جريمة جديدة"، زعم في تصريح، لوكالة الأنبار العراقية "واع"، أنّ "سبب مجيء سليماني إلى العراق كان لإيصال رسالة تمثل موقف طهران من مبادرة العراق (مبادرة التهدئة بين السعودية وإيران)".

وأضاف أنّ "الرسالة كانت تتضمن رؤية إيران في محاربة الإرهاب ونشر السلام والأمان والمحبة وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة"، معلناً أنّ "طهران ترحب بدور العراق الساعي إلى حلحلة القضايا العالقة بين إيران والسعودية، وقضايا المنطقة"، معتبراً أنّ "الحكومة العراقية لعبت دوراً بناء في المنطقة، ونحن نرحب بأي جهد لخفض التوتر".

وأعرب عن رغبة بلاده بـ"تسوية الخلافات والتحديات بين إيران وكل من الإمارات والسعودية بأسرع وقت ممكن"، مضيفاً "نرحب بأي جهد لحل تلك المشكلات، سواء من العراق أو أي دولة أخرى في المنطقة".

وبخصوص استهداف طهران للقوات الأميركية بالعراق، أكد مسجدي أنّه "جاء رداً بالمثل لأن الولايات المتحدة اغتالت سليماني والمهندس على الأراضي العراقية باستخدام قواعدها الموجودة على مستوى المنطقة".

وأوضح أنّ "اختيارنا قاعدة عين الأسد كهدف للرد لا يعني انتهاك السيادة العراقية، فالقواعد الأميركية الموجودة بالعراق كان لها دور بجريمة اغتيال سليماني، والطائرات التي استهدفت سليماني و(أبو مهدي) المهندس لم تنطلق من أميركا بل من قواعد موجودة ضمن المنطقة واختارت الأراضي العراقية لارتكاب هذه الجريمة"، بحسب قوله.

وحذّر الولايات المتحدة من "تكرار مثل هذه الأفعال"، قائلاً "إذا أردنا وضع حدٍّ لتكرار مثل هذه الأحداث فيجب على الأميركيين أن يتوقفوا عن التدخل في شؤون المنطقة، وأن يفككوا قواعدهم، بوصفها مكاناً لتدبير هذه التصرفات الإجرامية".

وتوعّد السفير الإيراني بأنه "في حال أقدمت واشنطن على جريمة أخرى، فإنّ إيران سترد عليها مرة أخرى، وأنها (واشنطن) وقواعدها في المنطقة مسؤولة عن أي اعتداء على إيران".

ودعا حكومات المنطقة إلى "عدم الشكوى من إيران، بل عليها أن تشكو من الولايات المتحدة ومطالبتها بالكف عما ترتكبه"، مشيراً إلى أن "واشنطن ادعت محاربتها للإرهاب في المنطقة وتوفير الأمن، لكنها في الحقيقة هي التي قامت باغتيال سليماني والمهندس، وهو ما يمثل إرهاب دولة لأنهما قائدان رسميان في البلدين".

وبيّن أنّه "في حال لا تريد الحكومات الأخرى الرد على سياسة الولايات المتحدة فإن طهران لن تسكت عن حقها"، مجدداً دعم بلاده لاستقرار العراق، ومؤكداً "ترحيب طهران بتكليف محمد توفيق علاوي لتشكيل حكومة جديدة تلبي طموح وتطلعات الشعب العراقي".


واغتالت واشنطن بضربة جوية قرب مطار بغداد، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، سليماني ونائب قائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، فيما ردت إيران لاحقاً بقصف صاروخي استهدف قاعدتين عسكريتين في الأنبار وأربيل، تضمّان جنوداً أميركيين، الأمر الذي واجه انتقادات من أطراف سياسية عراقية عدته خرقاً لسيادة العراق.

وأثرت عملية الاغتيال على وجود القوات الأميركية في العراق، إذ أصدر البرلمان العراقي قراراً يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، كما تواصل الجهات القريبة من المعسكر الإيراني الضغط باتجاه تنفيذ القرار، وإلغاء الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين واشنطن وبغداد، في وقت نفذت فيه مليشيات عراقية موالية لإيران عدة عمليات قصف استهدفت السفارة الأميركية وقواعد للولايات المتحدة في العراق.