قتلى بقصف النظام السوري في الغوطة وغارات روسية باللاذقية

22 أكتوبر 2015
تواصل استهداف المدنيين بسورية (الأناضول)
+ الخط -

سقط ما لا يقل عن ستة قتلى مدنيين في الغوطة الشرقية، ظهر اليوم الخميس، جراء استهدافِ طيران النظام الحربي لبلدة مسرابا، كما جدد ‏غاراته على الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، إذ يحاول النظام الضغط على مقاتلي المعارضة هناك، بهدف استرجاع سيطرته ‏على المواقع الاستراتيجية التي كان خسرها الشهر الماضي.‏


وواصل الطيران الحربي الروسي، منذ فجر اليوم الخميس، شن غاراته على مناطق واسعة بأرياف حماه واللاذقية، كما تناوب مع ‏مروحيات النظام، على استهداف بلداتٍ وقرى بريف حمص الشمالي، إذ تتصدى قوات المعارضة هناك منذ الخامس عشر من هذا ‏الشهر، للحملة العسكرية التي يشنها النظام، الذي يسعى لربط مناطق سيطرته في حمص بتلك الخاضعة له في حماه وجنوبها.‏

وأكد سكان محليون في الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي قصف بلدة مسرابا ظهراً بصاروخين، ما أدى ‏لسقوط ستة قتلى من المدنيين على الأقل، وإصابة العشرات بينهم أطفال".‏

كما بثّ ناشطون من الغوطة على شبكة الإنترنت، مشاهد مصورة للقصف الذي استهدف البلدة، وصوراً من المستشفى الميداني، ‏تُظهر كيف غص بالجرحى، قائلين إن "معظم الحالات خطيرة". ‏
وتقع مسرابا إلى الجنوب من دوما بنحو 3 كيلومترات، كما تبعد أقل من 12 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من وسط االعاصمة ‏السورية دمشق.‏

إلى ذلك، شن طيران النظام الحربي صباحا، عدة غارات استهدفت الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، والتي كان "جيش ‏الإسلام" سيطر عليها بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتدور منذ حينها اشتباكات يومية، إذ تحاول قوات النظام استعادة السيطرة ‏على المناطق الاستراتيجية التي كانت خسرتها لصالح المعارضة المسلحة.‏

من جهة أخرى، بدت الجبهات في ريف حمص الشمالي، منذ ساعات الصباح الأولى محتدمة، إذ قصفت المقاتلات الحربية ‏الروسية ومروحيات النظام مختلف القرى والبلدات هناك، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض، دون أن تتمكن القوات ‏المهاجمة من تحقيق أي تقدم، وذلك بعد أكثر من أسبوع على بدء الحملة الشرسة.‏

وقال الناشط في "مركز حمص الإعلامي" أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا اليوم من أشد الأيام تصعيداً على الجبهات، ‏حيث إن الطيران السوري والروسي يتناوبان على قصف مدن وبلدات تلبيسة، تيرمعلة، أم شرشوح، جوالك، سنيسل، الغنطو، ‏الشعبانية"، قائلاً إن "أكثر من خمسة عشر غارة جوية استهدفت هذا اليوم مختلف مناطق الريف الشمالي".‏

اقرأ أيضا: بوتين يطلع الملك سلمان وأردوغان على لقاء الأسد

وكان الطيران المروحي، بحسب المصدر، "ألقى نحو اثني عشر برميلاً متفجراً على المواقع المذكورة منذ فجر اليوم، ما أدى لدمار ‏كبير في الأبنية والممتلكات"، مؤكداً أن "اشتباكات عنيفة تشهدها جبهات جوالك، سنيسل، تيرمعلة، المحطة، لكن قوات النظام ‏تقف عاجزة أمام أي منطقة في ريف حمص الشمالي ولم تستطع تحقيق أي تقدم بعد مقتل اثنين من قادة الحملات العسكرية خلال ‏الأيام القليلة الماضية". ‏

إلى ذلك، تتواصل المعارك بريف حلب الجنوبي، بين قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها من جهة، مع فصائل المعارضة ‏العاملة هناك من جهة أخرى، وإن كانت بوتيرة أخف حدة قياساً بالأيام الماضية. وفي آخر تطوراتها، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي ‏الجديد"، بأن "مقاتلي الجيش الحر أحكموا قبضتهم قبل ظهر اليوم في قرية الأيوبية"، والتي كانت قوات النظام سيطرت عليها ‏خلال اشتباكات دارت مع ساعات الصباح الأولى. ‏

وأضافت المصادر بأن "قوات المعارضة دمرت هذا اليوم دبابتين للنظام على جبهة بلاس، جنوبي حلب، ليرتفع بذلك عدد ‏المدرعات التي دمرتها المعارضة خلال معارك الأسبوع الماضي لأكثر من خمسة عشر بين دبابة وناقلة جنود جنوبي حلب". ‏



بموازاة ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن "اشتباكات تدور بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، ‏وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من جنسيات آسيوية وإيرانية من طرف آخر، في ‏محيط قرية بلاس بريف حلب الجنوبي".

وأضاف أن "الكتائب المقاتلة استهدفت دبابة لقوات النظام بصاروخ، ما أدى لتدميرها، كما ‏دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين غرفة عمليات فتح حلب من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من ‏طرف آخر، عند أطراف حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان وثكنة المهلب، شمال حلب".‏

كما ذكر المصدر نفسه بأن "الطائرات الحربية الروسية نفذت، منذ صباح اليوم، ما لا يقل عن 10 غارات على مناطق في سهل ‏الغاب بريف حماه الشمالي الغربي"، كما استهدفت بـ"ما لا يقل عن 30 غارة، مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد في ‏ريف اللاذقية الشمالي"، مشيراً إلى أن "اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل ‏الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط كفردلبة، ومناطق أخرى في ريف اللاذقية الشمالي".‏

اقرأ أيضا: الإدارة الذاتية الكردية في سورية تضم تل أبيض

المساهمون