سقط ما لا يقل عن ستة قتلى مدنيين في الغوطة الشرقية، ظهر اليوم الخميس، جراء استهدافِ طيران النظام الحربي لبلدة مسرابا، كما جدد غاراته على الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، إذ يحاول النظام الضغط على مقاتلي المعارضة هناك، بهدف استرجاع سيطرته على المواقع الاستراتيجية التي كان خسرها الشهر الماضي.
وواصل الطيران الحربي الروسي، منذ فجر اليوم الخميس، شن غاراته على مناطق واسعة بأرياف حماه واللاذقية، كما تناوب مع مروحيات النظام، على استهداف بلداتٍ وقرى بريف حمص الشمالي، إذ تتصدى قوات المعارضة هناك منذ الخامس عشر من هذا الشهر، للحملة العسكرية التي يشنها النظام، الذي يسعى لربط مناطق سيطرته في حمص بتلك الخاضعة له في حماه وجنوبها.
وأكد سكان محليون في الغوطة الشرقية لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي قصف بلدة مسرابا ظهراً بصاروخين، ما أدى لسقوط ستة قتلى من المدنيين على الأقل، وإصابة العشرات بينهم أطفال".
كما بثّ ناشطون من الغوطة على شبكة الإنترنت، مشاهد مصورة للقصف الذي استهدف البلدة، وصوراً من المستشفى الميداني، تُظهر كيف غص بالجرحى، قائلين إن "معظم الحالات خطيرة".
وتقع مسرابا إلى الجنوب من دوما بنحو 3 كيلومترات، كما تبعد أقل من 12 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من وسط االعاصمة السورية دمشق.
إلى ذلك، شن طيران النظام الحربي صباحا، عدة غارات استهدفت الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، والتي كان "جيش الإسلام" سيطر عليها بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتدور منذ حينها اشتباكات يومية، إذ تحاول قوات النظام استعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية التي كانت خسرتها لصالح المعارضة المسلحة.
من جهة أخرى، بدت الجبهات في ريف حمص الشمالي، منذ ساعات الصباح الأولى محتدمة، إذ قصفت المقاتلات الحربية الروسية ومروحيات النظام مختلف القرى والبلدات هناك، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض، دون أن تتمكن القوات المهاجمة من تحقيق أي تقدم، وذلك بعد أكثر من أسبوع على بدء الحملة الشرسة.
وقال الناشط في "مركز حمص الإعلامي" أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا اليوم من أشد الأيام تصعيداً على الجبهات، حيث إن الطيران السوري والروسي يتناوبان على قصف مدن وبلدات تلبيسة، تيرمعلة، أم شرشوح، جوالك، سنيسل، الغنطو، الشعبانية"، قائلاً إن "أكثر من خمسة عشر غارة جوية استهدفت هذا اليوم مختلف مناطق الريف الشمالي".
اقرأ أيضا: بوتين يطلع الملك سلمان وأردوغان على لقاء الأسد
وكان الطيران المروحي، بحسب المصدر، "ألقى نحو اثني عشر برميلاً متفجراً على المواقع المذكورة منذ فجر اليوم، ما أدى لدمار كبير في الأبنية والممتلكات"، مؤكداً أن "اشتباكات عنيفة تشهدها جبهات جوالك، سنيسل، تيرمعلة، المحطة، لكن قوات النظام تقف عاجزة أمام أي منطقة في ريف حمص الشمالي ولم تستطع تحقيق أي تقدم بعد مقتل اثنين من قادة الحملات العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية".
إلى ذلك، تتواصل المعارك بريف حلب الجنوبي، بين قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها من جهة، مع فصائل المعارضة العاملة هناك من جهة أخرى، وإن كانت بوتيرة أخف حدة قياساً بالأيام الماضية. وفي آخر تطوراتها، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، بأن "مقاتلي الجيش الحر أحكموا قبضتهم قبل ظهر اليوم في قرية الأيوبية"، والتي كانت قوات النظام سيطرت عليها خلال اشتباكات دارت مع ساعات الصباح الأولى.
وأضافت المصادر بأن "قوات المعارضة دمرت هذا اليوم دبابتين للنظام على جبهة بلاس، جنوبي حلب، ليرتفع بذلك عدد المدرعات التي دمرتها المعارضة خلال معارك الأسبوع الماضي لأكثر من خمسة عشر بين دبابة وناقلة جنود جنوبي حلب".
بموازاة ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن "اشتباكات تدور بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من جنسيات آسيوية وإيرانية من طرف آخر، في محيط قرية بلاس بريف حلب الجنوبي".
وأضاف أن "الكتائب المقاتلة استهدفت دبابة لقوات النظام بصاروخ، ما أدى لتدميرها، كما دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين غرفة عمليات فتح حلب من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، عند أطراف حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان وثكنة المهلب، شمال حلب".
كما ذكر المصدر نفسه بأن "الطائرات الحربية الروسية نفذت، منذ صباح اليوم، ما لا يقل عن 10 غارات على مناطق في سهل الغاب بريف حماه الشمالي الغربي"، كما استهدفت بـ"ما لا يقل عن 30 غارة، مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي"، مشيراً إلى أن "اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط كفردلبة، ومناطق أخرى في ريف اللاذقية الشمالي".
اقرأ أيضا: الإدارة الذاتية الكردية في سورية تضم تل أبيض