أكدت مصادر دبلوماسية في كل من الدوحة وعمان أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيجري زيارة رسمية إلى العاصمة الأردنية، في الثلث الأخير من شهر فبراير/ شباط الجاري، وذلك في زيارة هي الأولى له منذ مارس/ آذار عام 2014.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع في الدوحة لـ"العربي الجديد"، إن زيارة أمير قطر تأتي تلبية لدعوة رسمية من العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مشددا على أنها تعكس تميز العلاقات وتطورها بين البلدين.
ووفق المصدر ذاته فإن الزيارة ستبحث العلاقات الثنائية، وتطويرها، فضلا عن آخر تطورات الأوضاع في المنطقة.
من جهته، أكد مصدر أردني مطلع لـ"العربي الجديد" أن "الزيارة تأتي تتويجا لتطور العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة"، موضحا أنها ستركز "على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة التعاون في هذا الإطار". كما سيتم خلال الزيارة بحث المستجدات السياسية في المنطقة، وفق المصدر ذاته.
وشهدت العلاقات الأردنية القطرية توسعاً في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل الدعم القطري للاقتصاد الأردني، من خلال الاستثمارات القطرية، وتوفير فرص العمل للأردنيين بقطر.
وأوضح المصدر أن مثل هذه الزيارات تبقى تفاصيلها قابلة للتعديل، والإعلان عن تفاصيلها يكون، وفق البروتوكولات الدبلوماسية، وبشكل توافقي بين البلدين.
ولفت المصدر، إلى العلاقات المتميزة بين الأردن وقطر والتعاون في الفترة الأخيرة الذي شمل العديد من المجالات ومنها الاقتصادية، والأمنية، والسياسية.
وتجاوزت العلاقات الأردنية القطرية في الفترة الأخيرة حواجز الصد والمنع الإقليمية، لتسير باتجاه تصاعدي، في فصل واضح عن أي علاقة مع أي دولة في الإقليم، وبالتحديد دول الخليج الأخرى؛ فالأردنيون يراهنون على قطر في حل جزء من الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد، فيما قطر تراهن على دبلوماسيتها في الحفاظ على مكانتها ودورها الإقليمي.
يشار إلى أن قرار عودة تبادل السفراء بين الأردن وقطر في يوليو/ تموز الماضي، جاء بعد عامين على قرار عمّان خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة في يونيو/ حزيران 2017 على خلفية الأزمة الخليجية، وشكّل القرار خطوة مهمة في إطار انفكاك الأردن عن الضغط السعودي ـ الإماراتي الذي مورس عليها.
وخلال تلك الفترة، لم تنقطع العلاقات بين البلدين، ومنذ الإعلان عن المنحة القطرية للأردن، بدأ التقارب التدريجي حتى بلغ ذروته، مع إصدار الديوان الملكي بالأردن مرسوماً ملكياً بتسمية السفير زيد مفلح اللوزي سفيراً فوق العادة ومفوّضاً للأردن لدى دولة قطر. كما صدرت موافقة الحكومة الأردنية على قرار الحكومة القطرية تسمية الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني سفيراً فوق العادة ومفوضاً لها في عمّان.
وتمكنت قطر والأردن من الحفاظ على الحد الأدنى من مستوى العلاقات حتى مع ذروة الأزمة الخليجية، حيث أعلنت قطر عن تقديمها لمساعدات للأردن بقيمة 500 مليون دولار، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر.
ونشبت الأزمة الخليجية إثر قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران 2017، بقطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، عقب حملة "افتراءات وأكاذيب"، أكدت الدوحة أن هدفها المساس بسيادتها واستقلالها.