رفضت الجزائر مقترحاً من الحكومة الموالية للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، يقضي بفتح ممثلية دبلوماسية لها في مدينة بنغازي، لتسهيل الاتصالات بين الطرفين، وتوقيع اتفاقية تخص الشؤون الدبلوماسية.
وحمل وزير خارجية حكومة شرق ليبيا الموالية لحفتر، عبد الهادي الحويج، بحسب مصادر "العربي الجديد"، هذا المقترح، خلال زيارته، اليوم السبت، إلى الجزائر، حيث التقى مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم.
وتعتبر الجزائر أنّ تمثيليتها الدبلوماسية التي يقودها السفير كمال حجازي، والمقيم في تونس، هي القائمة على المصالح الجزائرية في ليبيا.
ويأتي رفض الجزائر لمقترح حكومة حفتر لكونها لا تعترف بهذه الحكومة رسمياً وتتعامل معها كطرف في الأزمة الليبية، بينما تعترف رسمياً بحكومة "الوفاق الوطني" للمجلس الرئاسي في طرابلس المعترف بها دولياً.
وكانت الجزائر قد سحبت من ليبيا بعثتها الدبلوماسية، منذ مارس/ آذار 2014، بعد ورود تهديدات تستهدف سلامة دبلوماسييها الشخصية، وكانت قررت، في يونيو/ حزيران 2018، دراسة إمكانية إعادة إيفاد بعثة دبلوماسية، لكن التطورات الأمنية في العاصمة الليبية بعد إعلان حفتر شنّ هجوم عليها، منذ إبريل/ نيسان 2019، دفعتها إلى إرجاء ذلك.
ولم يعلن عن زيارة وزير خارجية حفتر، السبت، إلى الجزائر، من قبل، كما لم تكشف وزارة الخارجية الجزائرية عن أي تفاصيل تخص الزيارة، ولم تصدر بياناً بشأنها. وتشير بعض المعلومات المسربة، إلى أنّ بوقادوم ناقش مع ضيفه الليبي الأوضاع في ليبيا، على ضوء التطورات الميدانية، وحث الطرف الليبي على التزام اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة ورفض الحل العسكري، وبحث مقترح الجزائر لعقد واحتضان مؤتمر حوار ليبي- ليبي.
وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها للحويج إلى الجزائر، في ظرف أقل من شهرين، بعد زيارة أولى، في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، رفقة وزير الداخلية إبراهيم بوشناف، ووزير الدفاع اللواء يونس فرحات، بينما اللقاء هو الثالث بين الحويج وبوقادوم خلال نفس الفترة.