عصيان مدني غداً الإثنين بالسودان والحكومة تلجأ لتكتيك الدفاع

18 ديسمبر 2016
سلطات الخرطوم تتخوّف من العصيان (فرانس برس)
+ الخط -

من المنتظر أن يبدأ صباح غد الاثنين تنفيذ العصيان المدني في السودان، الذي دعا له ناشطون وأيدته المعارضة بشقيها المسلحة والسلمية، وتأمل من خلاله فئات مختلفة من السودانيين أن يمثل نقطة فارقة في المشهد السياسي السوداني، فضلاً عن نقطة تحول للنظام في الخرطوم والمعارضة.

ونفذ أواخر الشهر الماضي عصيان، وجد استجابة من قبل الشارع السوداني، وأحدث صدى واسعاً هناك، على خلفية إقرار الحكومة في الخرطوم حزمة قرارات اقتصادية قضت بزيادة أسعار المحروقات وسحب الدعم عن الأدوية.

وعمدت الأطراف المؤيدة والمناهضة للعصيان طيلة الأيام الفائتة إلى التعبئة مع وضد الخطوة بطرق مختلفة، وحظرت فيها بكثافة مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع اقتراب موعد العصيان زاد الفرقاء السودانيين جرعات التعبئة، إذ كثفت المعارضة السلمية والمسلحة الدعوة له بالتزامن مع نشاطات لشباب وناشطين مؤيدين للخطوة، فيما نشطت الحكومة في الخرطوم وحلفائها في التصدي لدعوات العصيان.

وقام الداعمون للعصيان بجمع توقيعات وصل بعضها لـ 500 توقيع تأييداً للخطوة لفئات مختلفة، من فنانيين وصحافيين وكتاب وشعراء وموسيقيين وتشكيليين وقانونيين. وقامت الأحزاب المعارضة بما فيها المسلحة بتوزيع منشورات ووضع ملصقات تدعو شرائح الشعب للمشاركة في العصيان، باعتباره خطوة مهمة في إطار تغيير حال البلاد للأفضل.

وحرصت الأحزاب المعارضة على بث بيانات مساء اليوم لتذكير جماهيرها بأهمية التفاعل والمشاركة في العصيان. ورفعت المعارضة من حجم توقعاتها بشأن نجاح العصيان في تغيير النظام في الخرطوم، ورأى البعض أن الخطوة يمكن أن تتحقق وفقاً للعمل التراكمي وصولاً للانتفاضة الشعبية.

في المقابل، حولت الحكومة من تكتيكاتها عقب إعلان الحزب الحاكم الأسبوع الماضي تكوين غرفة طوارئ لإدارة خطوة العصيان المدني، فانتقلت من خانة الهجوم إلى الدفاع.

ونشط المؤتمر الوطني وحلفاؤه في الحوار للتصدي لدعوات العصيان في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر تخويف الشارع السوداني من الخطوة، باعتبار أن نتائجها النهائية الفوضى وإحالة البلاد لمصير سورية واليمن وليبيا. وعمد الحزب الحاكم ومناصروه إلى نشر ملصقات تحذر من العصيان على شاكلة "العصيان حرمان أبنائنا من التعليم" و"لا للعصيان لا لخراب السودان".

وقللت الرئاسة السودانية، اليوم، من اعتصام الغد ورأت أن نتائجة ستمثل "صفراً كبيراً" أسوة بالاعتصام السابق. وقال نائب الرئيس السوداني، حسبو عبد الرحمن، إن العصيان لن يحقق شيئاً، وطالب الشباب بإطلاق مبادرة لأجل الإنتاج.

من جهته، قال مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، إن "العصيان مجرد حديث في الهواء وسيبقى صفراً كبيراً"، وأضاف "أصلا لا يوجد عصيان".

إلى ذلك، دعت الخارجية الأميركية في بيان الحكومة لضبط النفس تجاه دعوات العصيان المدني، واتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين المواطنين السودانيين من ممارسة حقهم في حرية التعبير. وتطرق البيان لخطوات الحكومة في مصادرة الصحف واعتقال السياسيين وطالبت بوقف تلك الخطوات.

ولم تتأخر الخارجية السودانية في انتقاد البيان الأميركي، وقالت إنه تنقصه الدقة والموضوعية ورأت أنه بعيد تماماً عن الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة السودانية عبر الحوار المنتهي أخيراً.