وهنأ وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ستارمر بانتخابه، متمنياً أن يمثل صعوده لقيادة "العمال" فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الحزب وتل أبيب.
من جهته، قال معلّق الشؤون الدولية في صحيفة "جيروزاليم بوست"، هيرب كينون، إنّه على الرغم من أن انتخاب ستارمر رئيساً لـ"العمال" البريطاني يمثل أخباراً سارة لإسرائيل لا سيما لأنه خلف كوربين، إلا أنه من السابق لأوانه الحكم على توجهاته المستقبلية إزاء تل أبيب.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة، اليوم الإثنين، أشار كينون إلى أنّ كلاً من تل أبيب والجالية اليهودية البريطانية ترى في انتخاب ستارمر "تطوراً إيجابياً" قياساً بالتوجهات التي كان يتبناها كوربين.
وأوضح أن انتخاب ستارمر، الذي اعتذر لليهود عن التوجهات "المعادية للسامية التي استشرت" في الحزب، يعد تحولاً مهماً، لا سيما أن سلفه كوربين كان لا يتردد في التعبير عن دعمه لأعداء إسرائيل، مثل "حماس، وحزب الله".
ولفت إلى أن ستارمر شدد في اعتذاره لليهود على أن "مظاهر معاداة السامية التي برزت، أخيراً، لوثت تاريخ الحزب"، متعهداً "بمعالجة هذا السم"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن ستارمر رفض عشية إجراء الانتخابات لاختيار زعيم للحزب، التوقيع على تعهد بدعم الحقوق الفلسطينية قدمتها "حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني" (PSC)، مشيراً إلى حقيقة أن ستارمر متزوج من يهودية لها أقارب داخل إسرائيل.
ويرى كينون أن الزعامات اليهودية البريطانية لعبت دوراً في نزع الشرعية عن قيادة كوربين لـ"العمال" وساهمت في تهيئة الظروف أمام صعود ستارمر.
وأشار إلى أن كبير الحاخامات اليهود في بريطانيا أبراهام ميرفيس لم يتردد في تحطيم التقليد الذي سار عليه أسلافه بعدم التعبير عن مواقف سياسية، ونشر مقالاً قبل شهرين في "التايمز" اللندنية للتحذير من أن "معاداة السامية أوجدت لها جذور في حزب العمال" أثناء قيادة كوربين، مدعياً أن مقال ميرفيس ترك تأثيراً قوياً على الجدل العام في بريطانيا إزاء كوربين.
وادعى أن مقال ميرفيس نجح في التدليل على أن كوربين، عبر مواقفه تجاه إسرائيل، لا يمكن أن يقود دولة مثل بريطانيا.
وأعاد كينون للأذهان حقيقة أن بعض قادة "العمال" في الماضي اشتهروا بدعهم غير المتحفظ لإسرائيل، مثل: غوردون براون، توني بلير، جيمس كالغهان وهرولد ويلسون.
واستدرك كينون بأنه من السابق لأوانه أن تحكم إسرائيل على توجهات زعيم "العمال" الجديد، مشيراً إلى أن الغموض يكتنف مواقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم إعلانه عن تفهمه وتعاطفه مع الحركة الصهيونية.
وأوضح أن وقوف ستارمر ضد معاداة السامية لا يعني بالضرورة أنه سيكون صديقاً لإسرائيل ويتبنى مواقفها.
وأعاد للأذهان حقيقة أن إيد ميلباند، الذي تولى زعامة "العمال" قبل كوربين، كان يهودياً وكان ينظر إليه كداعم لإسرائيل لكنه لم يتردد في تبني مواقف حادة تجاه تل أبيب أثناء الحرب التي شنتها على قطاع غزة في صيف 2014.
وأشار كينون إلى أن مواقف ستارمر الأقل إيجابية تتمثل في أنه لم يتجنب فقط الإشارة إلى مسؤولية كوربين عن استشراء معاداة السامية في الحزب، بل إنه أيضاً "أعاد له الفضل في بعث الطاقة" في صفوف الحركة العمالية وحرصه على نعته بـ"الصديق والزميل".
وقال كينون إنه من غير الواضح ما إذا كان صعود ستارمر لرئاسة "العمال" سيؤدي إلى إحداث تحول على مواقف الحزب من إسرائيل، مشيراً إلى أن "الكوربينية" باتت تمثل تياراً داخل الحزب. وأشار إلى أن التوجهات العامة التي تحكم معظم أعضاء حزب "العمال" تسمح حالياً بتوجيه انتقادات حادة للسياسة الإسرائيلية ووصف إسرائيل بأنها "عنصرية وتطبق نظام الفصل العنصري"، دون أن يعتبر ذلك ضرباً من ضروب "معاداة السامية".