ميدان السبعين... رمزية سياسية وتاريخية

24 اغسطس 2017
ينظم "المؤتمر" مهرجانه اليوم في ميدان السبعين (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -
يعتبر ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء، ويحضر في أغلب المحطات السياسية المحورية في البلاد، لكن المهرجان الذي يستعد أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه المخلوع علي عبدالله صالح لإقامته فيه، اليوم الخميس، بالتزامن مع بلوغ الخلافات بين صالح والحوثيين ذروتها، يكسب الميدان رمزية خاصة، وينظر إليه البعض على أنه قد يتحول إلى مركز محطة سياسية محورية على مستوى الأحداث العاصفة في البلاد.

يمتاز الميدان بمساحته الواسعة وموقعه الفريد، القريب من وسط صنعاء من الجهة الجنوبية، فضلاً عن قرب مقرّ الرئاسة اليمنية في منطقة النهدين منه. كما أنه يقع بجوار أكبر حدائق صنعاء المعروفة بـ"حديقة السبعين" (من الغرب)، وأمام جامع الصالح، أحد أبرز معالم صنعاء، بناه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. أما من الجهة الشمالية أو الشمالية الغربية من الميدان، فيقع مقر أكبر قوة تابعة لوزارة الداخلية وهي قوات الأمن المركزي، على بعد عشرات الأمتار. 

سياسياً، يكتسب الميدان رمزيته واسمه من أنه كان مساحة تعرّض فيها الثوار الذي أطاحوا بالنظام الإمامي الملكي عام 1962 لحصار من قبل فلول النظام الإمامي، دام 70 يوماً في عام 1967، تخللتها معارك في مداخل العاصمة ومناطق قريبة منها، وانتهت بانتصار "الجمهوريين"، المدعومين من مصر خلال عهد جمال عبدالناصر، في مواجهة فلول الملكية الذين كانوا مدعومين آنذاك من السعودية، ويعتبر بعض اليمنيين أن جماعة أنصار الله (الحوثيين)، امتداد للنظام الذي أطيح به بثورة 1962. 

أثناء حكم صالح الذي صعد إلى السلطة في شمال اليمن عام 1978، تحول ميدان السبعين، تدريجياً، إلى أهم ميدان في العاصمة صنعاء، بالاستفادة من المساحة الخالية المحيطة بالميدان ومن أبرز الأحداث المرتبطة به، وفقاً لمصادر سياسية تحدثت لـ"العربي الجديد". واستضاف الميدان عرضاً عسكرياً في إبريل/ نيسان 1994، بعد تصاعد الخلافات بين شريكي الوحدة. وألقى صالح خلال المهرجان آنذاك، خطاباً يعتبره بعض الجنوبيين، بأنه كان الخطاب الذي دشن الحرب الأهلية عام 1994، وفيها أعاد صالح وحلفاؤه فرض الوحدة بالقوة، بعد أن أعلن نائبه علي سالم البيض، خلال الحرب، الانفصال بالجنوب. 

وبسبب قربه من الرئاسة ومنشآت ومواقع مهمة، بدا ميدان السبعين في السنوات الأخيرة من حكم صالح من المناطق التي يتركز فيها نفوذه، خصوصاً في العام 2011، عندما شرع حزبه بتنظيم تظاهرات مضادة للثورة، حيث كان الميدان يستضيف "جمعة" أسبوعية، لمتظاهرين مناصرين لحزب صالح، في مقابل حشود الثورة في شارع "الستين" والأحياء المحيطة بجامعة صنعاء. 

في عام 2016، نظم صالح مهرجاناً حاشداً، هو الأول من نوعه منذ تصاعد الحرب في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وكان ذلك في الذكرى الأولى لبدء عمليات التحالف بقيادة السعودية، 26 مارس/ آذار2015، واستضاف الميدان نفسه، هذا العام مهرجاناً مشتركاً للحوثيين وحزب صالح، بالمناسبة نفسها، كما استضاف أكثر من مناسبة للحوثيين، قبل أن يعود، أخيراً، إلى محور تتجه إليه الأنظار السياسية، بعد بدء صالح ترتيبات منذ ما يقرب من شهرين، لمهرجان حاشد ينظم في الـ24 من أغسطس/ آب 2017، في الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه. 

دلالات
المساهمون