ويتضح مما سربته محافل إسرائيلية مطلعة أنه ستكون على جدول لقاءات ماتيس مع القادة الإسرائيليين ثلاث قضايا رئيسة، وهي: مستقبل العقوبات على إيران، والدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في تقليص فرص استفادة كل من طهران و"حزب الله" من التحولات الأخيرة في سورية، في تثبيت تواجدهما داخل القطر السوري، ولا سيما بالقرب من المناطق الحدودية مع فلسطين.
وكذلك الخطوات الواجب على الولايات المتحدة القيام بها، من أجل منع حدوث تدهور كبير في البيئة الإقليمية لإسرائيل، من خلال تقديم دعم أميركي عاجل لنظام السيسي في مصر، وعدم السماح بسقوطه، إلى جانب العمل على تحسين قدرة نظام الحكم في الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهه.
وحسب المعلق العسكري والسياسي الإسرائيلي بن كاسبيت، فإن إسرائيل تواجه معضلة استراتيجية غير بسيطة عند عقد رهاناتها على الدور الأميركي المرتقب في سورية، مشيرا إلى أن تل أبيب معنية بأن يسهم التدخل الأميركي في تقليص نفوذ إيران و"حزب الله" وسورية، دون أن يفضي هذا التدخل إلى اشتداد المواجهة بين واشنطن وموسكو.
وفي تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، اليوم، يوضح كاسبيت أن إسرائيل تخشى أن يفضي استفحال التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في أعقاب اتساع دائرة التدخل الأميركي في سورية، إلى تقليص هامش المناورة المتاح أمام إسرائيل، ولا سيما المس بقدرتها على مواصلة تنفيذ الهجمات الهادفة لمنع انتقال السلاح النوعي لـ"حزب الله".
وينقل كاسبيت عن مصدر إسرائيلي بارز قوله إن بوتين سيرى في إسرائيل شريكا للولايات المتحدة في أية خطوة تقوم بها في سورية، ما قد يدفعه لحرمان إسرائيل من هامش المناورة الذي تتمتع به في سورية.
ويرى المصدر أن إسرائيل ستحاول التوافق مع ماتيس على خطوات تضمن منع إيران وحزب الله من استغلال الإنجازات التي حققها نظام الأسد أخيرا في تعزيز تواجدهما في سورية، من خلال تنفيذ مخطط تدشين ميناء إيراني شمال سورية، وإرساء بنية تنظيمية في الجولان لمشاغلة إسرائيل، وتكثيف تزويد حزب الله بالسلاح، وضمن ذلك بناء مصانع داخل لبنان لإنتاج الصواريخ، للالتفاف على العمليات التي تنفذها إسرائيل لاستهداف إرساليات السلاح من سورية إلى لبنان.
واستدرك كاسبيت قائلا إن إسرائيل معنية بأن تنجح واشنطن في تحقيق ذلك دون التسبب في استفزاز بوتين.
إلى جانب ذلك، فإن كاسبيت ينقل عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن المسؤولين الإسرائيليين سيبذلون "جهودا لانهائية" لإقناع ماتيس بدعم الأوساط داخل الإدارة الأميركية المطالِبة بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران بسبب توسعها الإقليمي.
واستدرك أن إسرائيل لا تحبذ أي توجه أميركي لإلغاء الاتفاق النووي مع طهران. وحسب كاسبيت، فإن ماتيس سيناقش خلال الزيارة فرص التعاون مع تل أبيب في مجال مواجهة مخاطر إقليمية محددة عبر عمليات عسكرية "خنجرية"، مشيرا إلى أن ذلك ما دفع ماتيس لطلب عقد لقاء غير تقليدي مع الجنرال طال روسو، قائد لواء "العمق" في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وهو اللواء الذي تتأطر فيه وحدات النخبة الإسرائيلية المسؤولة عن شن عمليات عسكرية سرية في عمق دول تنظر إليها إسرائيل كمصدر تهديد لها.
وأشار المعلق العسكري والسياسي إلى أنه ضمن الدول المستهدفة بعمليات لواء "العمق"، كل من إيران ولبنان وسورية والعراق.
ويشير إلى أن ماتيس معني بالاطلاع من روسو على التجربة الإسرائيلية في مواجهة التشكيلات "الإرهابية"، وتوظيف الجهد الحربي غير المتناسب في هذه المواجهة.
وفي ما يتعلق بمتطلبات منع حدوث تدهور في البيئة الإقليمية لإسرائيل، أوضح كاسبيت أن إسرائيل ستطالب ماتيس بأن تعمل الولايات المتحدة على إنقاذ نظام عبد الفتاح السيسي، وعدم السماح بانهياره.
وأضاف: "مضيفو ماتيس الإسرائيليون سيطالبونه بأن تواصل واشنطن دعم السيسي والإبقاء على رأسه فوق الماء، بغض النظر عن الثمن الذي يتوجب على الولايات المتحدة دفعه".
وحسب كاسبيت، فإن الإسرائيليين سيطالبون أيضا بتوجيه دعم أميركي عاجل لنظام الحكم في الأردن "على اعتبار أنه شريك استراتيجي لإسرائيل"، مستدركا أن متطلبات دعم نظام الملك عبد الله الثاني أقل بكثير من متطلبات دعم نظام السيسي.
من ناحية ثانية، كشف موقع "وللا" الإسرائيلي النقاب عن تحرك أميركي إسرائيلي لإرغام السلطة الفلسطينية على وقف تقديم الدعم المالي للأسرى وعوائل الشهداء والجرحى، الذين أصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي.
وفي تحقيق موسع نشره الموقع اليوم، أشارت المراسلة السياسية للموقع، طال شليف، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطرح القضية خلال لقائه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض مطلع مايو/ أيار القادم.
وأشارت شليف إلى أعضاء في كل من البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ومجلس الشيوخ الأميركي يعكفان حاليا على سن قانونين يهدفان إلى تقليص فرص تمكن السلطة ومؤسساتها وكل المؤسسات الاجتماعية العاملة في مناطق السلطة من تقديم الدعم لعوائل الشهداء والجرحى والأسرى.