تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إشادة لافتة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعاونه معه لإنجاح قمة "روسيا - أفريقيا"، التي عقدت خلال اليومين الماضيين في مدينة سوتشي. كما تلاقت الكلمات التي ألقياها في بعض المحاور، خصوصاً بشأن ما وصفه بوتين بـ"العواقب الوخيمة لما يسمى بالربيع العربي"، في إشارة إلى المشاكل الداخلية في بعض بلدان شمال أفريقيا، من دون أن يسميها، وهي الرؤية التي تتفق مع اعتبار السيسي الربيع العربي شراً مستطيراً ونتاج مؤامرة دولية على الدول العربية "نجت منها مصر" على حد تعبيره في خطابات متعددة.
كما اتسم اللقاء الثنائي بين الرئيسين في اليوم الأول للقمة بالدفء. وأبدى بوتين إعجابه بربطة العنق التي كان يرتديها السيسي، والتي تقارب في لونها ربطة العنق الخاصة بالرئيس الروسي، الأمر الذي أبرزه الإعلام الرسمي في البلدين كمؤشر على قوة العلاقة بينهما.
إلى جانب ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية، لـ"العربي الجديد"، اتفاق بوتين والسيسي على تسهيل موسكو حصول القاهرة على أسلحة، وناقلات أسلحة جديدة إلى الجيش المصري من الصين ودول شرق أوروبية أخرى، بأسعار أفضل مما تم عرضه على مصر سابقاً عند طلبها في موعد سابق هذا العام، من دون إعلان رسمي. وفي موضوع سد النهضة، كان بوتين عرض وساطة روسية لحل الخلاف بين مصر وإثيوبيا.
لكن هذه التفاهمات كلها فشلت في تحقيق الهدف الأبرز الذي يسعى له السيسي هذه الأيام، وهي حسم عودة رحلات الطيران الروسي إلى مصر بعد توقف دام 4 سنوات. وذكرت المصادر الدبلوماسية أن بوتين ووزراءه لم يقدموا جديداً يذكر في هذا السياق، مخيبين بذلك آمال المصريين الذين كانوا متفائلين بأن يشهد لقاء بوتين والسيسي، على الأقل، إعلان موعد مبدئي لعودة الطيران، أو اتخاذ إجراءات عملية للإسراع في اتخاذ القرار، وذلك بسبب ارتفاع تقييم الوفود الأمنية الروسية التي زارت المطارات المصرية، منذ إبريل/نيسان الماضي وحتى الآن، حيث تم تسجيل ملاحظات "محدودة للغاية" على الإجراءات التأمينية. وأضافت المصادر أن "هناك بعض المشاكل الفنية العالقة التي يريد الجانب الروسي مزيداً من التأكيد العملي على سلامتها، في المطارات الإقليمية بالمناطق السياحية".
اقــرأ أيضاً
ورجحت المصادر أن ينتظر الروس حتى العودة الفعلية للطيران البريطاني إلى مطار شرم الشيخ، بعد قرار لندن رفع حظر السفر عن هذا المطار، واختبار مدى سلامة الإجراءات الفنية التي تشغل موسكو، ما يعني أن وزارة الطيران المدني الروسية سترسل وفداً جديداً للتفتيش، على الأقل، قبل نهاية العام الحالي. وأشارت المصادر إلى أن "بوتين ووزراءه لم يحددوا موعداً، لكنهم تحدثوا عن توقعات باستئناف الرحلات في القريب العاجل". ورغم أن هذا الوعد سبق وقطعه بوتين أكثر من 6 مرات حتى الآن، إلا أن الحكومة المصرية متفائلة بتصاعد الضغوط التي تمارسها الشركات السياحية الروسية على الحكومة الروسية للمضي قدماً في الطيران المباشر قبل موسم العطلات الشتوية ورأس السنة، بعدما أوقفت في يونيو/حزيران الماضي، تسفير رحلات "شارتر" إلى مطارات قريبة من شرم الشيخ، نظراً لأنها لم تحقق الجدوى الاقتصادية المرجوة بسبب زيادة تكلفة الرحلات البرية إلى شرم الشيخ نتيجة الحاجة لاستعدادات أمنية عالية المستوى بالنظر للوضع الأمني الذي تعيشه سيناء حالياً، مع انخفاض عدد السائحين في الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم إقبال السائح الروسي، محدود الدخل، على دفع مزيد من الأموال مقابل رحلة برية إضافية للوصول إلى وجهته النهائية.
وكان السيسي قد تلقى وعداً من بوتين، في يونيو/حزيران الماضي، بالعمل على حسم مسألة استئناف الرحلات الجوية بشكل كامل بين البلدين قبل نهاية العام الحالي، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في مدينة أوساكا اليابانية على هامش قمة مجموعة العشرين، لكن الرئيس الروسي امتنع عن إعطاء موعد نهائي لعودة الرحلات، موضحاً أنه سيطّلع على التقارير الفنية الخاصة بهذا الملف فور عودته إلى موسكو. وكانت مصادر ملاحية مصرية ذكرت، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن التقرير الفني الروسي حول حالة المطارات الإقليمية المصرية في إبريل/نيسان الماضي، سجل بعض الملاحظات السلبية، لكنها بشكل عام أقل من التقارير السابقة، لكن موسكو ما زالت تشترط تطبيق أنظمة قياس بصمة بيومترية متقدمة، وبصمة الوجه، في مطاري شرم الشيخ والغردقة، الأمر الذي لم يتحقق بالكامل بسبب مشاكل مادية. واكتفت السلطات المصرية بتركيب بعض الأجهزة في المناطق الخاصة بدخول وخروج الأمتعة وعمل الموظفين، علماً بأن مصر لم تطبق نظام بصمة الوجه في مطار القاهرة إلا الشهر الماضي فقط، وبدأ العمل بها، بهدف التأمين وإحكام السيطرة على منافذ المطار.
وعلى الرغم من أن شركة "إيروفلوت" الروسية الحكومية استأنفت رحلاتها من موسكو إلى القاهرة والعكس في إبريل 2018، بناء على بروتوكول استئناف الرحلات وتأمين المطارات الذي وقّعه البلدان، إلا أن الموعد المبدئي لعودة الطيران إلى مدن البحر الأحمر والأقصر كان أغسطس/آب الماضي، فيما أوصى وفد التفتيش الأخير باستمرار التأجيل. ويعتمد البروتوكول والوثائق التكميلية الموقّعة بين البلدين، مطلع العام الماضي، حلاً وسطاً حول سلطات واختصاصات الخبراء الأمنيين الروس، إذ كانت موسكو ترغب ألا يختصوا فقط بالتفتيش على الإجراءات الأمنية الخاصة بالرحلات الروسية، بل تمتد سلطاتهم للرقابة على الإجراءات الأمنية الخاصة بباقي الرحلات. وفي النهاية اتفق الطرفان على أن تكون للمراقبين الروس سلطة مراقبة على الرحلات من روسيا وإليها فقط.
وكان مطارا شرم الشيخ والغردقة يستقبلان نحو 90 في المائة من حركة السياحة الروسية إلى مصر، قبل حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015. وكانت السياحة في مدن البحر الأحمر تعتمد بنسبة 92 في المائة على الطيران المباشر، وليس الطيران الداخلي الآتي من القاهرة. وأثّر إجبار السائحين الروس على استخدام الطيران الداخلي من القاهرة إلى أي مدينة أخرى للوصول إلى مكان إقامتهم، بالسلب على إقبال الروس على الحجوزات الفندقية بنسبة تصل إلى 70 في المائة، علماً أن السائحين الروس يمثلون، بحسب إحصاء أجري مطلع العام الحالي، نحو 40 في المائة من إشغال الفنادق في مدن البحر الأحمر.
إلى جانب ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية، لـ"العربي الجديد"، اتفاق بوتين والسيسي على تسهيل موسكو حصول القاهرة على أسلحة، وناقلات أسلحة جديدة إلى الجيش المصري من الصين ودول شرق أوروبية أخرى، بأسعار أفضل مما تم عرضه على مصر سابقاً عند طلبها في موعد سابق هذا العام، من دون إعلان رسمي. وفي موضوع سد النهضة، كان بوتين عرض وساطة روسية لحل الخلاف بين مصر وإثيوبيا.
ورجحت المصادر أن ينتظر الروس حتى العودة الفعلية للطيران البريطاني إلى مطار شرم الشيخ، بعد قرار لندن رفع حظر السفر عن هذا المطار، واختبار مدى سلامة الإجراءات الفنية التي تشغل موسكو، ما يعني أن وزارة الطيران المدني الروسية سترسل وفداً جديداً للتفتيش، على الأقل، قبل نهاية العام الحالي. وأشارت المصادر إلى أن "بوتين ووزراءه لم يحددوا موعداً، لكنهم تحدثوا عن توقعات باستئناف الرحلات في القريب العاجل". ورغم أن هذا الوعد سبق وقطعه بوتين أكثر من 6 مرات حتى الآن، إلا أن الحكومة المصرية متفائلة بتصاعد الضغوط التي تمارسها الشركات السياحية الروسية على الحكومة الروسية للمضي قدماً في الطيران المباشر قبل موسم العطلات الشتوية ورأس السنة، بعدما أوقفت في يونيو/حزيران الماضي، تسفير رحلات "شارتر" إلى مطارات قريبة من شرم الشيخ، نظراً لأنها لم تحقق الجدوى الاقتصادية المرجوة بسبب زيادة تكلفة الرحلات البرية إلى شرم الشيخ نتيجة الحاجة لاستعدادات أمنية عالية المستوى بالنظر للوضع الأمني الذي تعيشه سيناء حالياً، مع انخفاض عدد السائحين في الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم إقبال السائح الروسي، محدود الدخل، على دفع مزيد من الأموال مقابل رحلة برية إضافية للوصول إلى وجهته النهائية.
وكان السيسي قد تلقى وعداً من بوتين، في يونيو/حزيران الماضي، بالعمل على حسم مسألة استئناف الرحلات الجوية بشكل كامل بين البلدين قبل نهاية العام الحالي، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في مدينة أوساكا اليابانية على هامش قمة مجموعة العشرين، لكن الرئيس الروسي امتنع عن إعطاء موعد نهائي لعودة الرحلات، موضحاً أنه سيطّلع على التقارير الفنية الخاصة بهذا الملف فور عودته إلى موسكو. وكانت مصادر ملاحية مصرية ذكرت، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن التقرير الفني الروسي حول حالة المطارات الإقليمية المصرية في إبريل/نيسان الماضي، سجل بعض الملاحظات السلبية، لكنها بشكل عام أقل من التقارير السابقة، لكن موسكو ما زالت تشترط تطبيق أنظمة قياس بصمة بيومترية متقدمة، وبصمة الوجه، في مطاري شرم الشيخ والغردقة، الأمر الذي لم يتحقق بالكامل بسبب مشاكل مادية. واكتفت السلطات المصرية بتركيب بعض الأجهزة في المناطق الخاصة بدخول وخروج الأمتعة وعمل الموظفين، علماً بأن مصر لم تطبق نظام بصمة الوجه في مطار القاهرة إلا الشهر الماضي فقط، وبدأ العمل بها، بهدف التأمين وإحكام السيطرة على منافذ المطار.
وكان مطارا شرم الشيخ والغردقة يستقبلان نحو 90 في المائة من حركة السياحة الروسية إلى مصر، قبل حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015. وكانت السياحة في مدن البحر الأحمر تعتمد بنسبة 92 في المائة على الطيران المباشر، وليس الطيران الداخلي الآتي من القاهرة. وأثّر إجبار السائحين الروس على استخدام الطيران الداخلي من القاهرة إلى أي مدينة أخرى للوصول إلى مكان إقامتهم، بالسلب على إقبال الروس على الحجوزات الفندقية بنسبة تصل إلى 70 في المائة، علماً أن السائحين الروس يمثلون، بحسب إحصاء أجري مطلع العام الحالي، نحو 40 في المائة من إشغال الفنادق في مدن البحر الأحمر.