وحاول متظاهرو محافظة ذي قار (جنوباً) اقتحام مبنى الحكومة المحلية، وقابلت القوات العراقية ذلك بإطلاق الرصاص الحي ما أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين وإصابة 20 آخرين بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
كما أكدت مصادر محلية في ذي قار أن قوات الأمن اعتقلت عددا من المحتجين واعتدت بالضرب على آخرين، مبينة لـ"العربي الجديد" أن أعداد المتظاهرين تزايدت بعد تعرض الاحتجاجات للقمع من قبل القوات العراقية.
وأشارت إلى قيام محتجين بحرق الإطارات في الشوارع المؤدية إلى مبنى الحكومة المحلية على الرغم من تعرضهم لإطلاق نار من قبل قوات حماية المبنى.
واتسع نطاق تظاهرات بغداد ليشمل مناطق الشعب والزعفرانية والوزيرية والقناة والطرق الرئيسية السريعة وسط بغداد مثل طريق مطار بغداد، وطريق بغداد – ديالى، وشهدت مناطق متفرقة من العاصمة تصاعدا لأعمدة الدخان في أكثر من منطقة بسبب قيام المحتجين بحرق إطارات السيارات.
وبحسب مشاركين بتظاهرات بغداد فإن المحتجين حاولوا العودة إلى ساحة التحرير وسط بغداد إلا أن القوات الأمنية منعتهم من ذلك، كما منعوا من التظاهر في ساحتي الفردوس والطيران القريبتين من "التحرير"، موضحين لـ"العربي الجديد" أن تظاهرات الأربعاء حملت مطالب إضافية أبرزها قيام الحكومة وبشكل فوري بتقديم الضباط والجنود المسؤولين عن الاعتداء على المتظاهرين للقضاء من أجل محاسبتهم.
وبينوا أن الاتهامات موجهة لقوات حماية الشغب، وقوة خاصة أخرى مكلفة بحماية المنطقة الخضراء، مشيرين إلى قيام الطيران المروحي العراقي بالتحليق بشكل مكثف فوق المناطق التي يتجمع فيها المتظاهرون.
ولفت المشاركون إلى قيام بعض متظاهري بغداد بجلب خيم معهم للاعتصام فيها ابتداء من ليل الأربعاء، إلا أن القوات الأمنية منعتهم، مؤكدين أن المحتجين مصرون على نصبها.
إلى ذلك، دعا عضو البرلمان العراقي محمود ملا طلال الحكومة إلى إقالة قائد عمليات الجيش في بغداد الفريق جليل الربيعي "بسبب فشله في إدارة مهامه الأمنية"، موضحاً في بيان أن الربيعي "لم يتمكن من السيطرة على الوضع الامني، وكادت الأوضاع تنفجر وتخرج عن السيطرة بسبب عدم قدرته على التعامل مع الأزمات".
وشدد طلال على "ضرورة ابتعاد القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن المحاباة والمجاملات على حساب أرواح المواطنين".
في سياق مواز، قالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن عبد المهدي ترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني.
وفي البصرة، تظاهر المئات من سكان المدينة المطالبين بإصلاح النظام السياسي، وحاول المحتجون الوصول إلى مبنى المحافظة، الا أن القوات العراقية قطعت جميع الطرق المؤدية للمبنى.
كما تصاعدت أعمدة الدخان في مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) بعد قيام محتجين بالخروج للشوارع وحرق إطارات السيارات احتجاجا على تعامل الحكومة الذي وصفوه بالقمعي مع المتظاهرين.