عقدت نهاية الأسبوع الماضي في تونس ندوة دولية مهمة تناولت وضع "بحيرة السلام"، كما كان يُسمى البحر الأبيض المتوسط وقت الهدنة، الذي تلتقي فيه اليوم أطماع وحسابات من كل أصقاع الدنيا، وتتفاقم فيه الصراعات التي تُنذر بتحويل المنطقة إلى بؤرة توتر كبيرة، بسبب غازها وبترولها وموقعها الاستراتيجي في تحديد صراعات أخرى تدور فيها ومن حولها.
الندوة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي الذي يديره عدنان منصر، الذي كان يرأس ديوان الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، ويبدو أنه قرر الابتعاد عن السياسة مؤقتاً والتفرغ لوظيفته الأساسية، البحث. وطرحت الندوة موضوعاً مهماً ومحيّناً على جدول أعمال الشعوب، "المغرب العربي: عقدة متجددة في الصراع الدولي... إعادة توزيع خريطة النفوذ وانعكاساته على مستقبل استقرار المنطقة". وطرحت أسئلة حارقة وعرضت لتفاقم مشاريع إيران وتركيا وإسرائيل في المنطقة، أمام سقوط المشروع العربي وتراجع الدور الأوروبي، على الرغم من دخول لاعبين جاؤوا من بعيد إلى المنطقة مثل الدب الروسي.
وتساءل الحاضرون: كيف يمكن حل الملف الليبي في برلين أو إسطنبول أو باريس، بينما تتفرج تونس والجزائر، والأصل أنه لا حل إلا بينهما ومعهما وفي حصن المغرب العربي؟ ويوضح منصر في هذا المجال أن اتحاد المغرب العربي في حالة موت سريري لأنه لم يعقد قمة منذ عقدين من الزمن بسبب خلافاته، وأن المتاح اليوم محاولات ثنائية بين تونس والجزائر اللتين تملكان أوراقاً كثيرة للتدخل في الملف الليبي، مدفوعتين بالتغيرات الحاصلة في البلدين والتقارب الواضح بين إدارتيهما، وبوعيهما بأن انعكاس الأزمة في ليبيا على بلديهما كبيرة ومتفاقمة.
وكشفت الندوة كمّ الثروات الطبيعية التي تتحفظ عليها المنطقة والأسباب الاقتصادية الاستراتيجية التي تدفع روسيا وتركيا وإسرائيل إلى استثمار كل قواها في هذه المعركة الطاحنة، بينما يتفرج العرب ويتطاحنون فيما بينهم، وهو ما أدى إلى طرح ما يعرف بـ"صفقة القرن" أمام هذا الوهن العربي. وعلى الرغم من أن بعض المحاضرين أبدوا تفاؤلاً بسقوط الصفقة مثلما سقطت مبادرات أخرى قبلها في سنوات الضعف العربي، إلا أنهم أغفلوا في الحسبان درجة هذا الضعف التي لم تبلغ ما بلغته اليوم، بعدما أصبح الصراع مكشوفاً ولم يعد متوقفاً عند خصومة زعماء وأنظمة، بل تحول إلى محاولة تجويع وانتقام وحصار، بما يطرح السؤال عن إمكانية ترميم ما تهدم. الندوة كانت مهمة جداً في طرح هذه الأسئلة بوضوح تام، وسجلت حضور عدد كبير من الطلاب الباحثين، ليشهد هذا الجيل على لحظة فارقة في تاريخه، ويعاين ما اقترفه العرب من صمت.
الندوة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي الذي يديره عدنان منصر، الذي كان يرأس ديوان الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، ويبدو أنه قرر الابتعاد عن السياسة مؤقتاً والتفرغ لوظيفته الأساسية، البحث. وطرحت الندوة موضوعاً مهماً ومحيّناً على جدول أعمال الشعوب، "المغرب العربي: عقدة متجددة في الصراع الدولي... إعادة توزيع خريطة النفوذ وانعكاساته على مستقبل استقرار المنطقة". وطرحت أسئلة حارقة وعرضت لتفاقم مشاريع إيران وتركيا وإسرائيل في المنطقة، أمام سقوط المشروع العربي وتراجع الدور الأوروبي، على الرغم من دخول لاعبين جاؤوا من بعيد إلى المنطقة مثل الدب الروسي.
وتساءل الحاضرون: كيف يمكن حل الملف الليبي في برلين أو إسطنبول أو باريس، بينما تتفرج تونس والجزائر، والأصل أنه لا حل إلا بينهما ومعهما وفي حصن المغرب العربي؟ ويوضح منصر في هذا المجال أن اتحاد المغرب العربي في حالة موت سريري لأنه لم يعقد قمة منذ عقدين من الزمن بسبب خلافاته، وأن المتاح اليوم محاولات ثنائية بين تونس والجزائر اللتين تملكان أوراقاً كثيرة للتدخل في الملف الليبي، مدفوعتين بالتغيرات الحاصلة في البلدين والتقارب الواضح بين إدارتيهما، وبوعيهما بأن انعكاس الأزمة في ليبيا على بلديهما كبيرة ومتفاقمة.
وكشفت الندوة كمّ الثروات الطبيعية التي تتحفظ عليها المنطقة والأسباب الاقتصادية الاستراتيجية التي تدفع روسيا وتركيا وإسرائيل إلى استثمار كل قواها في هذه المعركة الطاحنة، بينما يتفرج العرب ويتطاحنون فيما بينهم، وهو ما أدى إلى طرح ما يعرف بـ"صفقة القرن" أمام هذا الوهن العربي. وعلى الرغم من أن بعض المحاضرين أبدوا تفاؤلاً بسقوط الصفقة مثلما سقطت مبادرات أخرى قبلها في سنوات الضعف العربي، إلا أنهم أغفلوا في الحسبان درجة هذا الضعف التي لم تبلغ ما بلغته اليوم، بعدما أصبح الصراع مكشوفاً ولم يعد متوقفاً عند خصومة زعماء وأنظمة، بل تحول إلى محاولة تجويع وانتقام وحصار، بما يطرح السؤال عن إمكانية ترميم ما تهدم. الندوة كانت مهمة جداً في طرح هذه الأسئلة بوضوح تام، وسجلت حضور عدد كبير من الطلاب الباحثين، ليشهد هذا الجيل على لحظة فارقة في تاريخه، ويعاين ما اقترفه العرب من صمت.