حل مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، اليوم الأربعاء بالعاصمة المغربية الرباط، ضمن زيارة قادت هذا الأخير إلى كل من الجزائر ومخيمات تندوف، قبل أن يحل غدا بكبريات حواضر الصحراء.
والتقى كوهلر برئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، حيث دارت المباحثات حول مستجدات ملف الصحراء، في محاولة من المبعوث الأممي لدفع الأطراف المتصارعة إلى بدء مفاوضات حول حل النزاع.
والتقى كوهلر قبل أيام قليلة بمسؤولين من الجزائر، وقياديين من جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف، وبعد حلوله في المغرب ولقائه مسؤولين حكوميين في الرباط، يرتقب أن يحل غدا الخميس بمدن العيون والداخلة للاطلاع على مستوى التنمية فيها، قبل أن يحط الرحال بمدريد.
وكان كوهلر قد التقى مسؤولين مغاربة في مارس الماضي في مدينة لشبونة البرتغالية، في سياق لقاءات المبعوث الأممي مع أطراف ملف الصحراء لحلحلة مواقفها بهدف إجراء مفاوضات مباشرة، غير أن الوفد المغربي أكد أن حل النزاع لن يكون خارج سيادة المملكة على الصحراء.
ويعلق الباحث السياسي كريم عايش على زيارة كوهلر المغرب بالقول إنها "تندرج ضمن مساعي الأمم المتحدة لإيجاد حل لهذا الصراع المفتعل حول الصحراء"، مردفا أنه "منذ تنصيبه برمج زيارة لمركز هيئة المينورسو في شهر إبريل، وأجلت بسبب تزامنها مع جلسة مجلس الأمن الذي أصدر التوصية رقم 2414، والتي تدعو إلى إطلاق مفاوضات مباشرة في أفق حل سياسي واقعي وعملي دائم".
وأوضح عايش في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المبعوث الخاص يحل في ظرف عرف تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية للمغرب، وتصرفات عناصر البوليساريو في المنطقة العازلة"، مضيفا أن زيارة كوهلر تأتي أيضا قبيل قمة إفريقية تنعقد بموريتانيا تضع ضمن أجندتها قضية الصحراء".
وقال المتحدث ذاته بأن "هذه القمة تناقش ملف الصحراء في غياب أي اتصالات بين الدول الثلاث المحيطة بالصحراء، خاصة كون الجزائر تستمر في التغريد خارج السرب بدعم الحل المتمثل في تقرير المصير"، مسجلا أن "هذا الحل أثبت فشله لكون الفئة الناخبة فئة مشتتة وبيئتها الجغرافية تتقاسمها القبائل والرحل".
وتابع عايش بأن المبعوث الشخصي للأمين العام يأتي لـ"القيام بعمل دراسي أولا، بتكوين معارفه الخاصة وتقاريره الشخصية بعيدا عن التقارير المتضاربة وغير الدقيقة للمبعوث السابق كريستوفر روس، ولمواقف بان كي مون نفسه، من خلال لقائه الشخصي بكل الأطراف وحديثه إليهم، والزيارة الميدانية لمراكز المينورسو".
وزاد الباحث بأن طريقة عمل كوهلر "يعيد إلى الأذهان مشوار بيتر فان فالسوم الذي قاد مفاوضات مانهاست ومكنت من فتح مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، والتي لم تفض إلى نتيجة بسبب عدم جدية البوليساريو، وتحريض الجزائر ضد المسلسل الأممي، وضد المبعوث الشخصي آنذاك الذي استقال تاركا الملف لكريستوفر روس".
وذهب عايش إلى أن كوهلر مطالب بـ"السير ببطء حتى يتم جمع جميع الأطراف حول طاولة المفاوضات"، موضحا أنه يقصد دولا بعينها لطالما اختفت تحت طاولة البوليساريو، لعرقلة الجهود الأممية، والحل النهائي لنزاع الصحراء، وبالتالي إغراق المنطقة في صراعات غير ذي جدوى".