السيسي في لقاء مع المثقفين: أنا مش رئيس مصر

22 مارس 2016
السيسي يحاول تلميع صورة نظامه بعد الانتقادات الحقوقية (Getty)
+ الخط -
يصر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على استخدام الوسائل العاطفية في خطاباته السياسية، حيث قال في لقاء جمعه بالمثقفين والأدباء: "في رقبتي 90 مليون، وحريص على التوازن بين أمنهم واستقرار الدولة، وبين تأمين الحقوق والحريات، وأكافح من أجل استقلال القرار المصري".

وأضاف السيسي، اليوم الثلاثاء، في اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة من الحوارات التي تستضيفها الرئاسة، أنه "لا أحد يستطيع البقاء في موقع الرئاسة أكثر من الفترة المقررة"، مشدداً: "أكافح من أجل استقرار القرار المصري.. وأنا مش رئيس مصر، ولكن ابنها".​

وكان السيسي قد التقى، ظهر اليوم الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، عدداً من المثقفين والكتّاب، وذلك لمناقشة مختلف القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وحضر اللقاء يوسف القعيد، وأحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد سلماوي، ويوسف زيدان، وفريدة النقاش، وإقبال بركة، وعبد الله السناوي، ووحيد حامد، وضياء رشوان، وفاروق جويدة، وصلاح عيسى، وجلال أمين.

اقرأ أيضا: تعديل وزاري وشيك في مصر.. وحلف اليمين الثلاثاء

وقالت المصادر الرئاسية إن "اللقاء يأتي لتبادل الأفكار والرؤى حول سبل التنمية وتوفير البيئة المناسبة للنهوض"، فيما أكد الكاتب محمد سلماوي، في تصريحات صحافية، وهو الذي أطلق عدة دعوات سابقة لوقف تشوية المعارضيين من قبل بعض الأذرع الإعلامية والأجهزة المقربة من السيسي، أن "لقاء اليوم تأخر كثيرا، بوصف المثقفين والأدباء هم من دعموا السيسي في "30 يونيو"، وهم القوة الناعمة التي وقفت ضد الإخوان المسلمين".

من جهته، ذكر السناوي: "نحتاج إلى توضيح حول عدة قضايا، منها صدور بعض الأحكام القضائية بشأن ازدراء الأديان، وخدش الحياء العام، وهو ما يتناقض مع ما دعت إليه 30 يونيو"، بحسبه. 

وحوكم عدد من المثقفين، أخيرا، بتهمة ازدراء الأديان، أبرزهم إسلام بحيري وفاطمة ناعوت. كما قضت محكمة في المنيا بمعاقبة أربعة قاصرين أقباط، تراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، بالحبس 5 سنوات، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، على خلفية بث فيديو مسيء للإسلام على الإنترنت.

وبحسب مراقبين، فإن سلسلة الحوار الوطني، والتي بدأها السيسي، تأتي كرسالة للغرب بوجود معارضين له يتم التحاور معهم.

ويسعى النظام المصري، من خلال الحوارات، إلى أن يظهر بصورة المنفتح على مكونات المجتمع المصري، بعد اعتماده على العسكريين، والذين يحرص السيسي على التعاون معهم وإسناد المشروعات إليهم، بل وتكليفهم بالمهام القومية، كتخفيض أسعار السلع، وكذلك الظهور معهم في لقاءات عدة، ضمن الندوات الاستراتيجية التي تقيمها القوات المسلحة، والتي شارك السيسي في فعالياتها مرتين أخيرا.

وقد استبقت دعوات الحوار تهدئة من قبل الأذرع الإعلامية في الحديث عن رموز المعارضة المصرية، ومنها مطالبة الإعلامي وائل الأبراشي بإنصاف حمدين صباحي إعلامياً وسياسياً، ووصفه بأنه قام بدور وطني كبير خلال انتخابات الرئاسة الماضية.

كما تم إطلاق سراح 10 من قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية، وقادة الأحزاب السياسية المعتقلين، منهم مجدي حسين، ومجدي قرقر، ونصر عبد السلام، وقبلهم القيادي الجهادي محمد الظواهري، وذلك لمواجهة الانتقادات الحقوقية والإدانات المتتالية للسجل الحقوقي والإنساني في مصر، آخرها توصية البرلمان الأوروبي بتشكيل لجنة أممية لمتابعة السجون المصرية، وإصدار 224 توصية حول انتهاكات حقوق الإنسان في البلد.

ويرى خبراء أن السيسي يستهدف خلق معارضة لنظامه تقبل بوجوده وتعارض سياساته، بعد فشل المعارضة الديكورية التي صنعتها أجهزته الأمنية، ووصل عددها نحو 300 حزب وائتلاف في البرلمان المصري.

اقرأ أيضاً: حرب السيسي على المنظمات الحقوقية... تشويه صورة ثورة يناير

دلالات