جدل لتلويح قيادي بـ"مصر القوية" بالسماح للسيسي بإكمال مدته

04 ابريل 2016
فشل واسع تعاني منه البلاد (Getty)
+ الخط -
أثار نائب رئيس حزب مصر القوية أحمد شكري، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح جدلا واسعا داخل صفوف حزبه بعدما لمّح في مقال له بالسماح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باستكمال مدته الرئاسية الأولى التي تبقى بها عامان على الرغم من الفشل الذي تعانيه البلاد في قطاعات عدة.

وقال شكري في المقال الذي جاء بعنوان "الخروج الآمن لمصر" إن "هذا الانتقال السياسي يقتضي خفوت الصوت المتعجل غير الممنهج ويبدأ بفتح حوار مجتمعي حقيقي، وقد تكون الاستقالة أو انتهاء فترة الرئاسة الأولى فرصة لبدء تأسيس الجمهورية الجديدة".

وتابع، حفيد إبراهيم شكري رئيس حزب العمل الراحل، الملقب بـ"المناضل"، أن "هذا الخروج يجب أن يصحبه تفهم داخل المؤسسة، في إشارة للمؤسسة العسكرية، نفسها بخطورة هذا التداخل الخطير بين الجيش والسياسة، ويجب أن يكون وفق إجراء دستوري وسلمي يتبع تلك الخطوة إعادة النظر في العلاقات المدنية العسكرية بوجه كامل وبشكل متدرج، يحفظ للمؤسسة هيبتها والاستفادة من دورها الأصيل وقوامها الصلب، وهو الدور الذي نقدره، ونجلّ تضحيات جنودنا على الحدود".

وعلى الرغم من تأكيد شكري في مقاله أن الخروج الآمن لمصر مرتبط بشكل أساسي بخروج السيسي من السلطة بقوله "الخروج الآمن لمصر يتضمن خروج السيسي من السلطة وبأقل خسائر للوطن، لأنه جزء من الأزمة، فهو وزير دفاع مرسي، وقد طالبنا في الثلاثين من يونيو بانتخابات رئاسية مبكرة، وحذرنا من تدخل المؤسسة العسكرية"، إلا أنه لمّح في مقاله إلى إمكانية إكمال مدته الرئاسية الأولى.

 
تلميح نجل شقيقة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، بإمكانية استكمال السيسي مدته الأولى بدا واضحا تعارضه مع الرؤية السابقة التي أعلنها الحزب على لسان رئيسه عبد المنعم أبو الفتوح، والتي طالب خلالها بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وهو ما أكده قيادي بالهيئة العليا للحزب، مشددا على أن ما طرحه شكري يعبّر عن رأيه الشخصي، وإن كان المقال قد تضمن بشكل صريح أن السيسي جزء من الأزمة.

وتابع عضو الهيئة العليا "الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة بعد الفشل الذريع الذي وصلت له البلاد على كافة المستويات، كانت جزءا من رؤية تم التصويت عليها بالمكتب السياسي للحزب، وبالتالي لا يمكن لأحد من قياداته التراجع عنها"، مضيفا "شكري لم يطرح تصوره على أنه رأي الحزب الرسمي".

وقال القيادي بالحزب "على الرغم من أننا نعاني من القمع الأمني كحزب بسبب التضييق علينا وعلى أنشطتنا والقبض على عدد من أعضاء الحزب خلال فعاليات سياسية سابقة، إلا أننا نصرّ على وجهة نظرنا والتي ترى أنه لا بد من خروج الجيش من المعادلة السياسية، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لأن أي حل لا يتضمن خروج السيسي لن يؤتي أي ثمار على صعيد تهدئة الأوضاع بالبلاد".

وكان أبو الفتوح قد أكد في ندوة عقدها الحزب بمقره بمنقطة غاردن سيتي بقلب القاهرة السبت الماضي أن "هناك تحديين أمام الديمقراطية في مصر، أحدهما التنظيمات الدينية التي تريد دائمًا الزج بنفسها في معترك الحياة السياسية، والثاني دخول الجيش في السياسة"، وهو ما وصفه بالكارثة، مشددًا على ضرورة خروج الجيش من هذا المستنقع معززًا مكرمًا، بحسب تعبيره.

وأضاف أبو الفتوح، خلال كلمته بالندوة "نحن نقدر الجيش، ولكن في مكان تعبّده وهو الدفاع عن الوطن وحدوده، أما الجلوس على كرسي الحكم فلا يشرف أي جيش".

وأوضح رئيس حزب مصر القوية، أن الحزب لا يطرح أية رؤية من باب المكايدة السياسية ولكن حبا وإنقاذا للوطن، مشددا على ضرورة عودة المسار الديمقراطي الذي يشتمل على الحريات واحترام القانون والدستور، وألا تتحول مصر إلى عزبة.