وعلى الرغم من مناشدات أهالي القرية للسلطات العراقية لإنقاذهم من هجمات اتهموا المليشيات بتنفيذها، إلا أن الإجراءات الحكومية كانت خجولة، فيما حاول مسؤولون محليون بديالى لديهم ارتباطات بـ"الحشد الشعبي" التخفيف من حدة ما حدث.
وتجاهل اجتماع مجلس الأمن الوطني العراقي، الذي عقد مساء الأحد برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أحداث ديالى، واكتفى المجلس بمناقشة أزمة كركوك.
كما قلل رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى صادق الحسيني (وهو قيادي بمليشيا بدر) من أهمية الاتهامات الموجهة ضد "الحشد" بالوقوف وراء الهجمات التي شهدتها قرية أبو الخنازير، مؤكدا، خلال تصريح صحافي، أن عملية قتل المدنيين كانت على يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وذكر الحسيني أن الحديث عن وجود مليشيات أو جهات مسلحة تابعة لـ"الحشد" غير صحيح وغير مقبول إطلاقا، موضحا أن "الأجهزة الأمنية تعمل على إرجاع الأسر إلى القرية وتطمينهم".
في المقابل، قال أحد الزعماء المحليين في قرية أبو الخنازير، الذي رفض الكشف عن اسمه خشية الاستهداف، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات مسلحة معروفة هي التي نفذت الهجوم، مؤكداً أن حادث مقتل ثلاثة أشخاص في القرية ليس الأول، إذ تقع في المنطقة منذ سنوات عمليات اغتيال، وقصف متكرر بالقنابل وقذائف الهاون من قرى مجاورة يسيطر عليها "الحشد الشعبي".
ولفت إلى وجود رعب بين من تبقى في قرية أبو الخنازير خشية تجدد حالات الاغتيال والخطف، منتقدا صمت الحكومة المحلية في ديالى عن ذلك، ومحاولة تبريرها جرائم القتل التي ترتكب بشكل علني.
واوضح أن الغاية من ذلك معروفة، مشيرا إلى "وجود جهات تعمل من أجل تهجير سكان القرية بهدف إحداث تغيير ديمغرافي كما حدث في مناطق مجاورة".
وأكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى ناهدة الدايني أن "ديالى في خطر"، وأن "الوقت قد حان لاتخاذ قرارات جريئة من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي"، رافضة "قتل 3 مدنيين في وضح النهار، وعلى مقربة من القوات الأمنية".
وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ببغداد الأحد إن مليشيات مسلحة استهدفت رجلاً ونجله وابن أخيه وقتلوهم داخل متجرهم في قرية أبو الخنازير، بعد يوم واحد من هجوم مماثل على قرية مجاورة تسبب بمقتل ثلاثة مواطنين وجرح آخرين بواسطة عبوة ناسفة، عدا عن هجمات بقذائف الهاون طاولت قرى أخرى، مؤكداً أن هناك خشية من أن تكون الهجمات بدوافع طائفية من مليشيات منفلتة، خاصة وأنها "وقعت في مناطق لا يمكن الوصول إليها من قبل "داعش" إلا بتخطي الجيش والشرطة العراقية".