جعفر الصدر من بيروت لبغداد... رسائل سياسية وراء لقاءاته مع القيادات العراقية

18 مارس 2019
عقد الصدر لقاءات مع عدة شخصيات سياسية (فيسبوك)
+ الخط -
لليوم الثاني على التوالي يجري جعفر محمد الصدر، نجل مؤسس حزب الدعوة الإسلامية في العراق، لقاءات سياسية مع زعامات وقيادات عراقية مختلفة، بعد سنوات من اختفائه عن الساحة السياسية، حيث يقيم في العاصمة اللبنانية بيروت.

الحراك السياسي لجعفر الصدر يأتي بعد نحو 80 يوما من اختفاء ابن عمه مقتدى الصدر إعلاميا، ومقاطعته الأنشطة السياسية والإعلامية في البلاد، في تصرف فسره مقربون منه بغضبه مما آلت اليه مشاورات تشكيل الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، وعودتها إلى مربع التحاصص الطائفي وفشلها في تقديم شيء ملموس للمواطنين حتى الآن.

ووفقا لبيانات صدرت في بغداد، فإن جعفر الصدر عقد لقاءات واجتماعات عدة مع زعامات عراقية، أبرزها عبد المهدي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وعمار الحكيم.

وبحسب بيان لمكتب العبادي، فإنّه "بحث مع جعفر الصدر المستجدات في الساحة العراقية، والحراك السياسي في البلاد"، بينما أكد مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أنّ لقاءه "شمل مستجدات الوضع العراقي، وملفات إكمال التشكيلة الحكومية، ومرشحي الحقائب الوزارية الشاغرة، وإنهاء ملف إدارة الدولة بالوكالة"، فيما لم يكشف مكتب عبد المهدي عن أي تفاصيل بشأن لقائه بجعفر الصدر، مكتفيا بالقول إنّ "اللقاء كان بمكتب عبد المهدي".

وجعفر الصدر كان قد استقال من البرلمان العراقي عام 2010 رغم فوزه وظهور اسمه كمرشح لرئاسة الحكومة، التي فاز فيها نوري المالكي حينها بولاية ثانية، ليغادر الأول العراق إلى بيروت، حيث عاش هناك منذ الثمانينيات مختفيا عن الساحة السياسية العراقية.

وحول الزيارة ولقاءات الصدر، قال مسؤول في التيار الصدري بمدينة النجف لـ"العربي الجديد"، إنها "أوصلت رسائل للقيادات العراقية السياسية، ولا يمكن أن تكون بمعزل عن رؤية ابن عمه مقتدى الصدر حول العملية السياسية الحالية والتعثر الذي أصابها، خاصة في ما يتعلق بالعودة إلى خانة المحاصصة الطائفية وإدارة الوكالات بالوكالة وتردي الوضع المعيشي والخدمي في جنوبي العراق".

وبين أن "القيادات العراقية يدركون أن أسرة الصدر قادرة على تحريك الجنوب العراقي ضد كل الأحزاب والعناوين السياسية الحالية التي فشلت طوال الخمسة عشرة سنة الماضية في تحقيق شيء للمواطنين الناقمين، وهنا تكمن أهمية تلك الزيارات وما تم وسيتم تناوله".

ونفى في الوقت نفسه معلومات نقلتها وسائل إعلام عراقية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن جعفر الصدر قد يتسلم منصبا مهما في العراق، معتبرا أن الحكومة الحالية برئاسة عبد المهدي "متعبة ولا يمكن المجازفة في الاشتراك بها"، وفقا لقوله، لكنه في الوقت نفسه اعتبره "شخصية قيادية مرشحة للعب دور إيجابي في العراق بحال فشلت الحكومة الحالية أو تم إفشالها"، على حد تعبيره.

وبين أن "لقاءات الصدر تأتي للحث على إنهاء أزمة الحكومة بعد 5 أشهر من تشكيلها وتسمية وزراء الدفاع والداخلية وإنهاء مناصب الوكالة".

الخبير بالشؤون العراقية واثق الهاشمي، اعتبر أن ظهور جعفر الصدر له رسائل سياسية، مبينا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية، أنه "من المرجح أن يكون جعفر يعتزم التهيئة للعودة إلى العمل السياسي بعد اعتزال طويل"، وأشار إلى أن "الأيام المقبلة ستكشف عن تفاصيل جديدة بشأن عودته إلى الساحة".

فيما اعتبر عضو البرلمان العراقي عن تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، رامي السكيني، أن "رئيس الوزراء قد قصر في تأدية واجبه بالكشف عن ملفات الفساد، وقد يخفق حتى في برنامجه الحكومي إذا بقي بهذا الأداء، وهذان ملفان خطران، لكن جعفر الصدر بإمكانه أن يكون الشخصية التي تدفع إدارة عبد المهدي للاتجاه الصحيح، وتجاوز الأزمة، لما يمتلكه من خطاب متزن ورؤية واضحة بعيدة عن التشنجات السياسية"، مبينا في تصريح لوسائل إعلام عراقية، أن جعفر الصدر لديه الرؤية نفسها التي يمتلكها ابن عمه مقتدى الصدر.

لكنه أكد أنه لا يستطيع تأكيد الأنباء حول عودة جعفر الصدر بصورة نهائية إلى العملية السياسية في العراق.

المساهمون