مقر إقامة قيس سعيد يثير جدلاً في تونس

24 أكتوبر 2019
ينتظر تشكيل الرئيس الجديد أعضاء ديوانه ومرافقيه (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -
فوجئ التونسيون، أمس الأربعاء، بمغادرة رئيسهم الجديد قيس سعيد قصر قرطاج والعودة إلى مقر سكنه في حي المنيهلة بالعاصمة.

وشهدت مراسم تسلّم السلطة من سلفه محمد الناصر، إطلاق 21 طلقة نارية، واستعراض تشكيلة عسكرية وتقبيله للعلم، ما أثار مشاعر المتابعين للموكب عبر شاشات التلفزيون. ودخل سعيد القصر بعدما ودّع الناصر، وكانت عائلته في استقباله بحميمية لافتة، غير أنه عاد مساء إلى مقر سكنه، ويبدو أنه استقبل فيه بعض الضيوف، من بينهم مسؤولو "حركة الشعب".

وتساءل كثيرون عما إذا كان سعيد سيواصل الإقامة في بيته القديم، وعدم الانتقال إلى قصر قرطاج للرئاسة إلا لمباشرة أعماله، غير أن هذا الأمر يبدو صعباً للغاية لأسباب أمنية، حيث إن الحماية الأمنية للرئيس ولجميع أفراد عائلته تستوجب بروتوكولات أمنية دقيقة، بالإضافة إلى أن تنقله من مقر سكنه إلى القصر الرئاسي والعودة منه يومياً، سيتسبب في تعطيل لحركة المرور.

وكان هذا الأمر قد أثير أيضاً مع الراحل الباجي قايد السبسي، الذي يبدو أن زوجته الراحلة كانت ترغب في البقاء بمقر سكنها في حي سكّرة بضواحي تونس، إلا أن الضرورات الأمنية والبروتوكولية فرضت دخولهم إلى قصر قرطاج.

وتداول التونسيون، اليوم الخميس، على صفحات التواصل الاجتماعي، تساؤلات حول زوجة الرئيس الجديد قيس سعيد، القاضية إشراف شبيل، وذكر بعضهم أنها قد تضطر إلى طلب عطلة مطوّلة من منصبها بدون أجر، حتى لا يحدث أي تداخل أو تأويل بشأن التدخل في القضاء، غير أنّ هذا الأمر لم يتم تأكيده رسمياً.

وينتظر مراقبون تشكيل الرئيس الجديد لديوانه والمرافقين له في هذه العهدة الجديدة، مع أنه سيضطر إلى إبعاد شقيقه نوفل، الذي رافقه طيلة حملته الانتخابية، وكان أحد أبرز أركانها، بسبب التزامه المسبق بألا يعيّن أحداً من عائلته في أي منصب.

ولوحظ، أمس الأربعاء، ظهور شخصية رافقت سعيد من البرلمان إلى قصر قرطاج، وتبيّن أنه الدبلوماسي السابق عبد الرؤوف بالطبيب، الذي يبدو أنه سيكون مدير ديوانه الجديد، وهو شخصية غير معروفة كثيراً، إلا لبعض المراقبين، عُرفت باستقامتها وعدم تسيسها، عدا تجربة قصيرة مع "التيار الديمقراطي"، إثر تقاعده من السلك الدبلوماسي سنة 2016.

وانضم بالطبيب إلى نقابة وزارة الخارجية بعد الثورة، ودافع عن ضرورة إبعادها عن التجاذبات السياسية، والاعتماد على كفاءات الوزارة، وسيكون له بالتأكيد أثر في تصوّر الدبلوماسية التونسية الجديد في العهدة الجديدة، خصوصاً مع تجربته الطويلة في هذا الاختصاص، آخرها منصب سفير تونس في بودباست بين سنتي 2013 و2015.

وشغل بالطبيب مواقع عديدة في وزارة الخارجية التونسية، منها منصب كاتب للشؤون الخارجية في وزارة الشؤون الخارجية، مكلف بالتقاضي والتنظيم، وبديوان وزارة الخارجية مكلف بالشؤون القانونية والقنصلية، وبسفارة تونس في لاهاي، مكلف بالشؤون الثقافية والإعلام، ثم في سفارة تونس بالقاهرة مكلف بالشؤون الثقافية والقنصلية والإعلام، ورئيس قسم بإدارة التعاون متعدّد الأطراف، مكلف بالتعاون مع مجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة العمل العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وقنصل مساعد في قنصلية تونس بجدة ورئيس قسم بإدارة الشؤون القانونية ومدير مركزي في الخطوط التونسية.

وستساعد هذه الخبرات بالتأكيد في رسم ملامح الديوان الرئاسي الجديد الذي سيُحدّد أسلوب العهدة الرئاسية الجديدة التي ستطبع بأسلوب الرئيس نفسه ورؤيته لطريقة التواصل مع التونسيين من ناحية، ومع الأطراف السياسية وإدارة المرحلة الجديدة، من ناحية أخرى.

دلالات