قوات الأمن الإيرانية تفرق تظاهرة مضادة في طهران

30 ديسمبر 2017
محتجّون أثناء التظاهر أمام جامعة طهران (فرانس برس)
+ الخط -
فرّقت قوات الأمن الإيرانية، اليوم السبت، تظاهرة مضادة خرجت عقب مسيرات أخرى ضد المعارضة في ذكرى إنهاء "الحركة الخضراء"، التي وقعت أحداثها في 30 ديسمبر/ كانون الأول عام 2009، وسط أنباء عن إغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الثورة الذي تقع فيه جامعة طهران، فضلاً عن محطتي مترو.

وفي سياق الاحتجاجات التي خرجت في الأيام الأخيرة، وحملت مطالب اقتصادية منددة بغلاء الأسعار، وقد تخللتها شعارات سياسية، ذكرت وكالة "فارس"، المحسوبة على التيار المحافظ، أن محتجين بالعشرات خرجوا أمام جامعة طهران، الواقعة في شارع الثورة في العاصمة، عصر اليوم السبت، مرددين شعارات لا ترتبط أساساً بالوضع المعيشي، حسب تعبيرها.

وأكدت "فارس" أن "من بين هذه الشعارات ما يندد بروسيا، وبدعم إيران لغزة ولبنان"، مضيفة أن قوات الأمن قامت بتفريق المشاركين هناك، قائلة إن "هؤلاء لم يستمعوا للتحذيرات المتعلقة بعدم السماح بتحويل المطالب الشعبية إلى مؤامرة سياسية تستهدف البلاد".

من جهته، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، أحمد توكلي، إن الاحتجاجات ذات المطالب الاقتصادية كانت متوقعة بسبب عدم إيلاء الأوضاع المعيشية للإيرانيين اهتماماً بالغاً، محذراً في الوقت ذاته من التحرّكات والتجمعات غير القانونية، التي من الممكن أن يتم استغلالها من قبل من وصفهم بـ"المنافقين والإرهابيين".


وقبل ذلك، دعا وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، الإيرانيين إلى عدم المشاركة في تجمعات غير قانونية، على حد تعبيره، وقال إن من يريدون التظاهر عليهم التقدم بطلب رسمي للمحافظة، وبأن كل الدعوات لإطلاق احتجاجات، التي يتبادلها فاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي، "غير قانونية".

وفي تصريحات نقلتها مواقع إيرانية، أضاف فضلي إن السلطة القضائية والقوات الأمنية حاولت التعاطي مع ما حدث خلال الأيام الماضية حتى لا تتحول التجمعات إلى مشكلة تبعث على القلق، على حد تعبيره.

يشار إلى أنه بعد يومين من احتجاجات مطلبية عمّت مدناً إيرانية، خرجت اليوم تظاهرات ضدّ المعارضة في مدن عدة، منها العاصمة طهران ومدينة مشهد، شمال شرقي البلاد، تدعو لإعدام "المنافقين"، في إشارة إلى رموز "الحركة الخضراء"، ممن يخضعون للإقامة الجبرية.

وندّدت الشعارات بما وصفتها بـ"الفتنة الجديدة"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي خرجت، في اليومين الماضيين، في عدد من المدن الإيرانية، ومنها مشهد، نيشابور، كرمانشاه، قم، أصفهان، اعتراضاً على غلاء الأسعار، والتي لم تخلُ من شعارات سياسية.

طهران ترفض الموقف الأميركي الداعم الاحتجاجات الإيرانية

وفي السياق، علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أيّد خلالها مطالب المتظاهرين في البلاد، ممن احتجوا على الوضع المعيشي وعلى سياسات حكومة الرئيس حسن روحاني الاقتصادية. واعتبر قاسمي أن التصريحات الأميركية "سخيفة وفي غير مكانها وتشير إلى تدخل سافر في شؤون البلاد"، على حد تعبيره.

وفي بيان صادر عنه اليوم السبت، أضاف قاسمي أنه "ليس من حق أميركا أن تظهر كأنها تدافع عن حقوق الشعب الإيراني"، معتبراً أن الإيرانيين لن يفتحوا مجالاً للشعارات الأميركية التي وصفها بـ"الاستغلالية والمنافقة".

وذكر قاسمي أن "الشعب الإيراني هو من يحقق أمن وتقدم البلاد، وانتقاده المؤسسات الحكومية هو ما يضمن ذلك، ومشاركتهم بحذر من أهم العوامل التي تضمن مقاومة من يتربصون بالبلاد من أمثال ترامب"، قائلاً أيضاً إن "الإيرانيين يعرفون دور ترامب في انتهاك حقوق الإنسان في كل من فلسطين واليمن والبحرين، ولا يمكن أن يقدموا له الدعم كونه منعهم من السفر إلى الولايات المتحدة لأسباب واهية، وتقوم إدارته باعتقال إيرانيين مقيمين في أميركا"، مضيفاً أن الدعم الظاهري لمطالب الإيرانيين لا يدل إلا على "رياء واشنطن"، وعلق قاسمي على الاحتجاجات الأخيرة قائلاً إن "الدستور يسمح بدعم قانوني للمطالبات المدنية التي من الممكن متابعتها".