مع الانخفاض النسبي في العمليات العسكرية والقصف الجوي أمس الأربعاء وفي ساعات صباح اليوم الخميس في محافظة إدلب شمالي غرب سورية، وقعت اشتباكات متقطعة بين الفصائل المسلحة وقوات النظام السوري والمليشيات التي تسانده، فيما غاب الطيران الروسي عن الأجواء لليوم الثاني على التوالي، وسط حديث عن طلب تركي من روسيا بوقف العمليات العسكرية بعد محاصرة النقطة التركية في بلدة الصرمان، وهي النقطة الثالثة التي يتم حصارها حتى الآن من جانب قوات النظام.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات جرت بين الفصائل العسكرية وقوات النظام قرب قرية أبو جريف جنوب شرق إدلب، فيما أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" صد محاولة تقدم لقوات النظام قرب القرية بريف إدلب الشرقي.
كما تشهد محاور التماس بريف معرة النعمان عمليات قصف بري متبادل بين الجانبين، خاصة على محاور فروان والبريسة وحلبان.
وقصفت الفصائل المسلحة مواقع قوات النظام في المغارة وتل مصيطف وحلبان والبرسة وفروان بريف معرة النعمان الشرقي، فيما قصفت قوات النظام كلا من محيط معرة النعمان ومعرشورين والدير الشرقي والغدفة وتلمنس.
في غضون ذلك، دخل رتل عسكري تركي إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد منتصف ليل الأربعاء– الخميس.
ويتألف الرتل، بحسب مصادر محلية، من نحو 80 آلية، واتجه قسم منه نحو النقطة التركية في العيس جنوب حلب، وقسم آخر توجه نحو الراشدين بضواحي حلب الغربي.
وكانت عدة أرتال عسكرية تركية دخلت قبل أيام الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين إلى إدلب، وتوجهت الأرتال نحو ريف إدلب الجنوبي.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركيّة إبراهيم قالن قال، قبل يومين، إن روسيا ستعمل على وقف الهجمات في منطقة إدلب، وذلك بعد محادثات جرت في موسكو مع وفد تركي.
ومع الانخفاض الكبير في حجم العمليات العسكرية خلال الساعات الماضية، دون أي معلومات مؤكدة عن التوصل لاتفاق روسي تركي، بات الحديث عن إمكانية أن توقف روسيا عملياتها، ولكن بشروط قديمة حديثة تحاول دائماً فرضها، أبرزها فتح الطرق الدولية ودوريات روسية تركية وحل هيئة تحرير الشام.
وطرح الوفد التركي الرفيع الذي وصل إلى موسكو، مطلع الأسبوع الجاري، وعقد اجتماعات على مدى ثلاثة أيام مع دبلوماسيين روس، مسألة وقف قوات النظام أعمالها الهجومية في إدلب، آخر معاقل المعارضة، وفقاً لصحيفة "فيدوموستي" الروسية في عددها الصادر، اليوم الخميس.
وأوضح مصدر دبلوماسي، لـ"فيدوموستي"، أنّ الموقف التركي يتلخص في أنّ أعمال القتال تؤدي إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص إلى الحدود التركية.