نذر مواجهة بين المجلس العسكري والمعتصمين في السودان

12 مايو 2019
المجلس العسكري يحاول إنهاء الاعتصام (محمود حجاج/ الأناضول)
+ الخط -

قال تجمع المهنيين السودانيين، مساء اليوم الأحد، إن قوات تابعة للاستخبارات العسكرية وبعض بقايا وفلول نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، اعتدت على بعض أفراد اللجان الميدانية المسؤولة عن تأمين مياه الشرب والثلج والطعام للمعتصمين بمحيط قيادة الجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم.

وأضاف التجمع في بيان له أن الاستخبارات منعت كذلك وصول تلك الاحتياجات الأساسية لساحة الاعتصام السلمي للصائمين قرب موعد الإفطار، واصفاً ذلك بأنه سلوك متفلت ومرفوض تماماً في مجمله. وأضاف البيان أن تلك الإجراءات التعسفية هي جزء من مخطط ومحاولات عدة لفض الاعتصام الباسل".
وأكد تجمع المهنيين بأنه لن يسمح بذلك و"أن خيارات التصعيد والتصدي السلمي مفتوحة أمامنا وأن الاعتصام سيظل صمام أمان ثورتنا الظافرة وحصن ثوارها المنيع".


ودعا التجمع المواطنين في كل أحياء العاصمة القومية والمناطق المجاورة إلى الخروج في مواكب والتوجه لساحة الاعتصام، دفاعاً عن الاعتصام ولمد الثوار المعتصمين بالماء والطعام وغيرهما من الاحتياجات.
وبدأت نذر المواجهة بين المجلس العسكري والمعتصمين منذ صباح اليوم حينما أغلق المعتصمون شارع النيل، أحد أشهر شوارع الخرطوم أمام حركة السير، ما خلف اختناقاً مرورياً في وسط الخرطوم.

المجلس العسكري ينفي
من جانبه، نفى المجلس العسكري الانتقالي ما تردد عن وجود محاولات لفض الاعتصام الشعبي بالقوة، من جانب القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.

وأكد المجلس في بيان نشره على صفحته في فيسبوك للمواطنين جميعاً والمعتصمين على وجه الخصوص، إن هذا الحديث عارٍ من الصحة تماماً، مشيراً إلى أن المجلس العسكري ظل يكرر إنه لا فضَّ للاعتصام بالقوة، مضيفاً "أما ما يحدث خارج منطقة الاعتصام فذلك شأن آخر يستوجب الحسم".

وأوضح البيان أن مجموعات قامت اليوم بإغلاق جزء كبير من شارع النيل وبعض الطرق الأخرى، واصفاً ذلك بـ"الأمر المرفوض تماماً ويخلق نوعاً من الفوضى والمضايقات"، ونوه إلى أن ذلك يستدعي من الجهات المختصة الحسم اللازم تطبيعاً لحياة المواطنين وحفاظاً على أمنهم وسلامتهم، حسب ما جاء في البيان.

وكان المجلس العسكري قد دعا وسائل الإعلام لمؤتمر صحافي مساء اليوم، قبل أن يعلن تأجيله لوقت آخر دون أن يحدد أسباب التأجيل.

وكان تجمع المهنيين السودانيين قال في بيان سابق له، إن الأحداث تسارعت في الساعات الأخيرة في ساحات الاعتصام أمام محيط قيادة الجيش السوداني، متحدثاً عن محاولات جرت لفضّ بعض المتاريس "أفشلتها روح المقاومة الجبارة لثائرات وثوار الميدان".


وأضاف البيان أن "الاعتصام تمدد إلى مساحات جديدة بفعل تصعيد جماهيري واعٍ لأهمية مواصلة المقاومة"، حاثّاً الجميع على "التوجه إلى القيادة العامة فوراً لمساندة المعتصمين"، كما دعا إلى "التحلّي بالهدوء وضبط النفس، والتمسك بالسلمية التامّة، وتفادي الدخول في أي مواجهات مع أي جهة مهما كانت الظروف".
وفي السياق، أعلنت قوى "إعلان الحرية والتغيير" اليوم، حملة تصعيدية جديدة، تبدأ اليوم الأحد وتستمر حتى السبت المقبل.
وبحسب بيان "الحرية والتغيير"، فإن الحملة تشمل مواكب مسائية إلى ميدان الاعتصام، على أن يخصص يوم الإثنين لمواكب مسائية داخل الأحياء، يصحبها عمل دعائي استعداداً للعصيان المدني.

وذكر البيان أن يوم الثلاثاء سوف تنتظم فيه مواكب خاصة بالمهنيين مع عمل دعائي للإضراب السياسي العام، على أن يترك يوم الأربعاء للمبادرات الفردية داخل ميدان الاعتصام، ويوم الخميس يخصص لمواكب تسليم السلطة لحكومة مدنية.