التفاصيل الكاملة لمقتل جنرال بارز بالجيش العراقي بنيران مليشيات "الحشد الشعبي"

14 مارس 2018
اشتباك مسلح بين الجيش و"الحشد الشعبي"(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
أسفر اشتباك مسلّح وقع، أمس الثلاثاء، بين قوة عراقية تابعة للجيش ومسلحين من مليشيات "سرايا السلام" ضمن "الحشد الشعبي" قرب سامراء عن مقتل عميد رفيع في الجيش وإصابة عدد من الجنود بينهم عدد من الجرحى بحالة خطرة، وذلك في أول صدام بين الجيش وفصائل المليشيات منذ إقرار الحكومة قانوناً تساوي فيه بين الطرفين بالحقوق والواجبات والامتيازات المالية والقانونية.

وروى مسؤول حكومي تفاصيل الاشتباك، مؤكداً أنّ "آمر اللواء 57 بالقوات العراقية الخاصة والمكلفة بتأمين مواكب رئيس الوزراء حيدر العبادي العميد شريف إسماعيل المرشدي قتل بنيران الحشد الشعبي، أمس، قرب سامراء عندما كان في طريقه لترتيب زيارة مقررة للعبادي إلى الموصل".

وتابع المسؤول، متحفظاً عن ذكر اسمه في حديث مع "العربي الجديد"، أن "أفراد المليشيات كانوا يقيمون حاجز تفتيش عندما مر رتل عسكري عراقي تابع للقوات الخاصة اللواء 57 وأوقفوه وطلبوا من الجنود أن يترجل الضباط منه وأن يخضعوا للتفتيش وهو ما أدى إلى مشادة كلامية اضطرت العميد القتيل إلى الترجل من السيارة لحل الإشكال إلا أن أفراد المليشيات كانوا يطلقون النار فأصابته إحدى الرصاصات برأسه بشكل مباشر، فارق الحياة على أثرها كما أصيب عدد من الجنود".


ولفت المسؤول عينه، إلى أن "تعزيزات عسكرية من الجيش العراقي وصلت إلى المكان وانسحبت على أثرها المليشيات".

بدوره، قال النقيب باللواء الثاني بقوات الشرطة الاتحادية المتواجدة قرب سامراء، إنّ "المشكلة حصلت بسبب عناد آمر القوة التابعة للحشد، إذ كان يريد من الجيش أن يرضخ ويترجل أفراده ويخضعوا للتفتيش، والجيش رفض ذلك".

وأكد النقيب، مفضلاً عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن وجود سوء تنسيق غير صحيح ومحاولة تضليل حقيقية"، موضحاً أنّ "الاشتباك حدث بشكل مباشر بعد دقائق عدّة من المفاوضات من قبل الجيش مع الحشد أن يسمحوا لهم بالمرور وأنهم بمهمة رسمية".

وأعلن مكتب العبادي، اليوم الأربعاء، مشاركته في تشييع الجنرال الذي قتل على يد عناصر من مليشيات "الحشد"، مؤكّداً أنّ الأخيرة وجّهت بفتح تحقيق بالحادث.

وجاء في البيان الصادر عن مكتب العبادي، إنّ "العميد كان من الذين شاركوا بالحرب ضد تنظيم داعش وكان مثالاً للبطولة والتضحية"، واصفاً من أطلق عليه النار بعبارة "عناصر غير منضبطة".

ووفقاً للمعلومات المتحصلة عن الجنرال القتيل فهو العميد شريف إسماعيل المرشدي 56 عاماً من سكان بغداد ولديه أربعة أبناء.

تولى المرشدي، بحسب المعلومات، منصب آمر اللواء 57 بالقوات العراقية الخاصة المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء ببغداد بعد أحداث اقتحام المنطقة من قبل أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إذ تولى القتيل حينها مهمة استعادة الأمن وإخراج أنصار الصدر وأسفر ذلك عن سقوط قتلى، وهو ما دفع البعض إلى التكهن بأن العملية متعمدة وعبارة عن أخذ ثأر قديم.

المساهمون