حملة تحشيد لناشطين ومتظاهرين عراقيين: راجعين للشارع بعد كورونا

13 ابريل 2020
النشطاء علقوا التظاهرات لما بعد كورونا (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق ناشطون ومتظاهرون عراقيون، في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، حملة واسعة، كانت بدايتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انتقلت إلى ساحات وميادين التظاهرات، عبر يافطات وصور كتب عليها (راجعين بعد الحظر)، و(مليونية بعد كورونا)، في إشارة منهم إلى معاودة التظاهرات العراقية فاعليتها مجددا بعد تطويق خطر انتشار فيروس كورونا في البلاد.

وتراجعت أعداد المحتجين في ساحة التحرير وسط بغداد، التي تُعد نقطة انطلاق تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن عشرات المعتصمين لا يزالون في خيامهم التي رفضوا الانسحاب منها، إذ لا تزال الخيام منصوبة واليافطات والشعارات مرفوعة، وصور الضحايا في مكانها، ونفس الحال في مدن جنوب البلاد، مثل الناصرية وكربلاء والبصرة.

وقرر المتظاهرون منذ أسابيع تولّي مهمة حماية أنفسهم وأسرهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا، من خلال إجراء حملات تعقيم وتعفير للساحات والخيام، وتعليق التجمعات الضخمة، وتعليق الدعوات إلى التظاهرات المليونية أو التظاهرات الطلابية، وتقليل عدد المعتصمين. 

وتتضمن الحملة الجديدة دعوات استعداد لإعادة التظاهرات مجددا وتوسعة رقعتها بعد ما أسماه ناشطون تراجع أحزاب السلطة عن وعودها بالإصلاح، واستمرار التقاسم الطائفي والحزبي في الحكومة ومؤسسات الدولة، والتنصل عن وعود محاربة الفساد. وقتل خلال التظاهرات نحو 700 شخص وأصيب قرابة 27 ألفا، قبل أن تؤدي جائحة كورونا إلى إخلاء الساحات من المتظاهرين.

ويذكّر المتظاهرون أنفسهم بشعارات مختلفة أطلقت أول أيام التظاهرات مطلع أكتوبر من العام الماضي، مثل "نريد وطن"، "وانعل أبو إيران لأبو أميركا".

 

في السياق، قال عضو اتحاد الطلبة في جامعة بغداد، يسار جليل، وهو أحد المعتصمين في ساحة التحرير، إن "أدوار المحتجين اختلفت بعد انتشار فيروس كورونا في العراق، ولم يعد من الضروري أن يتواجد كل المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد مثلاً، إنما يبقى عدد يحمي الخيام من القوات الأمنية وعناصر المليشيات، فيما يتكلف الآخرون بالقيام بحملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من منازلهم، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع بدء قرار حظر التجول".

وبيّن جليل لـ"العربي الجديد" أن "المتظاهرين عازمون على العودة مرة أخرى إلى الساحات، لا سيما وأن السلطات لم تنفذ أي مطلب من مطالب المحتجين، ولا تزال مستمرة في طرق التحاصص على المناصب وإدارة الدولة بواسطة مجموعة من الأحزاب والمليشيات المتورطة في سرقة وقتل العراقيين".

 

وقال الناشط في تظاهرات الناصرية، جنوبي العراق، أحمد عباس، لـ"العربي الجديد"، إن عودتهم حتمية للشارع، مضيفا أن التحشيد مستمر، وحاليا هناك حلقات ومجموعات تواصل، و"نحن نحاول إعادة ترتيب صف الشارع مجددا، ونستعد لانتفاضة ترعب الفاسدين والطائفيين وعملاء السفارتين الأميركية والإيرانية"، معتبرا أن "قدر العراقيين هذه المرة أن يكون التغيير من بينهم لا من جهة خارجية".

 

 

وكتب الناشط البارز في التظاهرات أمير محمد على حسابه في "فيسبوك": "أين أبناء العراق؟ وأين رجال العراق من هذه التفاهات السياسية والتحكم الخارجي والداخلي من أناس لا يمتّون للشعب العراقي والعراق بصلة لا من قريب ولا من بعيد، فهم مجرد مراهقين سياسة تعمل للخارج وتنفذ أجندات وشهوات إيران وأمريكا... راجعين بعد الحظر".

  

المساهمون