وأعلنت المصادر أن الشهداء في بيت لاهيا، هم محمد صلاح حسن أبو شكل (31 عاماً) وراني فايز رجب أبوالنصر (35 عاماً) وجهاد أيمن أحمد أبو خاطر (22 عاما). وقالت مصادر محلية إن الشهداء الثلاثة يتبعون لـ"كتائب شهداء الأقصى"، التابعة لحركة "فتح".
وباستشهاد هؤلاء، يرتفع عدد شهداء قطاع غزة إلى 10 منذ فجر اليوم، إضافة إلى إصابة ما يزيد عن ثلاثين آخرين بجراح مختلفة، وفق إعلانات متتابعة من وزارة الصحة في غزة.
وفجر الثلاثاء، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً في حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد القيادي في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا (42 عاماً) وزوجته أسماء محمد أبو العطا (39 عاماً).
وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان أبو العطا وزوجته في موكب جنائزي كبير وسط مدينة غزة، وتعهد خلال التشييع قادة من الذراع السياسية لحركة الجهاد بـ"الانتقام لدمائه والثأر من قاتليه".
ورداً على العدوان، استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قصف مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته في "غلاف غزة". وأعلنت سرايا القدس في أكثر من بيان، أنّ مقاتليها أطلقوا عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على اغتيال أبو العطا.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، مواقع عسكرية تتبع لحركة الجهاد الإسلامي في مناطق مختلفة من شمال وجنوب قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، نظمت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة وحراكات شبابية وطلابية، مساء اليوم الثلاثاء، وقفة واعتصاما على ميدان المنارة وسط رام الله، رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووفاء لدماء الشهداء.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بحماية دولية من مجازر الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العدوان على قطاع غزة، وأخرى تؤكد أن سياسة الاغتيالات لن توقف المقاومة، فيما هتف المشاركون للشهداء وقطاع غزة والمقاومة، وأكدت الحراكات الشبابية في نص دعوتها للمسيرة أن الضفة وغزة ملتحمتان، داعية إلى إشعال نقاط الاحتكاك مع جيش الاحتلال.
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "الوقفة تأتي رفضا للعدوان الإجرامي الإرهابي لدولة الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وشدد بكر على أن "دولة الإرهاب تحاول من خلال المجازر الدموية، وسياسة الاغتيالات؛ ثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته وعن كفاحه الوطني المشروع، لكن عملية الاغتيال للشهيد بهاء أبو العطا ومحاولة الاغتيال في دمشق، وإعدام الشهيد عمر البدوي أمس في مخيم العروب، كلها لن تثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته".
الطالبة هدالة شتية قالت لـ"العربي الجديد"، إن "أهم ما في الوقفة أن رام الله مع غزة، طلابا ومواطنين"، متمنية أن تكون الحراكات أوسع، فيما قال الناشط إبراهيم أبو صفية لـ"العربي الجديد": "إن الوقفة تؤكد على خط المقاومة في الرد على الجريمة بحق القيادي في سرايا القدس أبو العطا والمحاولة الفاشلة لاغتيال قيادي آخر في دمشق"، مؤكدا على حق المقاومة في الرد، وأن الدم الفلسطيني سواء أكان في غزة أو الضفة أو في الشتات.
بدوره، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مساء اليوم الثلاثاء، بتدخل دولي فوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال اشتية في تصريح صادر عن مكتبه ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، "يجب على إسرائيل وقف جرائمها ضد المدنيين فورا، وندعو الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية". موضحا أن "الرئيس محمود عباس والحكومة يجريان اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لمنع العدوان من التدحرج".
وشدد اشتية على أنه "لا يجب السماح للمتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني كورقة انتخابية".
من جانب آخر، طالب المجلس الوطني الفلسطيني، في بيان له، المجتمع الدولي ومؤسساته ذات الصلة بتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل من جرائم وعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، خاصة في قطاع غزة المحاصر.
وأدان المجلس الوطني الفلسطيني بشدة، في بيان صحفي صدر عن رئيسه سليم الزعنون، مساء اليوم الثلاثاء، عملية الاغتيال التي استهدفت أبو العطا وزوجته فجر اليوم، "جراء غارة إسرائيلية جبانة دمرت منزله، وما تبعها من غارات إرهابية".
وشدد المجلس الوطني الفلسطيني على أن حكومة المستوطنين التي يقودها نتنياهو تتعمد التصعيد والإيغال في الدم الفلسطيني، من خلال سياسة الاغتيالات الجبانة والقصف للمباني السكنية، في محاولة منها للنيل من إرادة الشعب الفلسطيني، وقطع الطريق على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخدمة لأهداف داخلية إسرائيلية.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قد أدانت، صباح اليوم، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والعاصمة السورية دمشق، الذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى، وطالبت المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة سرعة التدخل لإجبار دولة الاحتلال وحكومتها على وقف عدوانها فوراً.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن عدم محاسبة ومعاقبة دولة الاحتلال على حروبها واعتداءاتها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، تشجعها على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية والدم الفلسطيني.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أدانت التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، باستهدافها للمواطنين الفلسطينيين والممتلكات.