السيسي يتنصل من وعوده مجدداً: "مش هنبيع الوهم لشعبنا"

26 ابريل 2017
يحاول السيسي تصدير صورة ظلامية للواقع الاقتصادي (آدم بيري/Getty)
+ الخط -
يحاول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مجدداً التنصل من وعوده السابقة بتحسين الأوضاع المعيشية في الدولة، عبر إرسال رسالة للشعب مفادها "هذا هو المتاح".


وتمرّ مصر بأزمة اقتصادية كبيرة، بعد تحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وزيادة معدلات التضخم وفرض مزيد من الضرائب والرسوم، وارتفاع الأسعار، وتخفيض قيمة الدعم.


وكان السيسي قد وعد، مع نهاية العام الماضي، بتحسن الأوضاع الاقتصادية للدولة بعد مرور ستة أشهر، ليأتي خلال المؤتمر الدوري للشباب في محافظة الإسماعيلية، اليوم الثلاثاء، ويتنصل من هذا الوعد الذي قطعه على نفسه.


وقال السيسي: "هناك سوء للخدمات في كل مصر عشان إحنا غلابة، وأنا مبرضاش بالغلب، وعارف كل مشروع في بلدنا، وعارف فايدته، وهيكبر مصر إزاي".


وأضاف: "بقول لكل مزايد وحاقد، مش هنبيع الوهم لشعبنا، وكل اللي هنقدر عليه هنعمله، واللي مش هنعمله هنقول مش هنقدر، وإحنا مش هنبيع الوهم لحد، والفقير معندهوش غير الشغل والصبر".


وقال السيسي: "إحنا عايزين 20% بالكتير من حجم اللي موجود في القطاع الحكومي، مع تخرج مئات الألوف سنويًّا فيصبح من الصعوبة توفير فرص عمل، ولا أنا ولا غيري يستطيع توفير فرص عمل في ظل حجم النمو السكاني المتزايد".

وفتحت تصريحات السيسي حول حجم العاملين بالجهاز الحكومي، الباب أمام التكهنات بإمكانية الاستغناء عن أعداد كبيرة من هؤلاء العاملين خلال الفترة المقبلة.


وبحسب مراقبين، فإن السيسي يحاول تصدير صورة ظلامية للوضع الاقتصادي وصعوبة المرحلة الحالية، بدعوى أن هذا هو المتاح ولا يمكن تنفيذ أكثر من ذلك.


واعتبر المراقبون أن رسائل السيسي السلبية عن الوضع الاقتصادي تأتي للتغطية على الفشل الكبير في إدارة الدولة، وتوفير استثمارات أجنبية تساعد على نهوض الاقتصاد والتخفيف من أعباء المواطنين.




واعتاد السيسي، خلال الأشهر الماضية، تكرار الرسالة نفسها إلى الشعب المصري، من خلال استخدام عبارة" إحنا فقرا أوي".


واحتلت سيناء جانباً كبيراً من مناقشات السيسي خلال المؤتمر الدوري للشباب، وبدا من اللهجة المستخدمة محاولة امتصاص غضب أهالي سيناء جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها، والتهميش والتضييق منذ بدء العمليات العسكرية للجيش هناك.


وأحدث الشريط المصور، الذي يظهر عدداً من الجنود يرتدون زي الجيش المصري، ويقومون بعمليات تصفيات جسدية لمدنيين عزل في منطقة صحراوية، حالة من الغضب الشديدة في سيناء خلال الأيام الماضية.


وقدم السيسي اعتذارًا لأهالي سيناء، بسبب مطالبة بعض الإعلاميين بإخلاء محافظة شمال سيناء تمامًا من السكان لكي تتمكن قوات الجيش من مواجهة الإرهاب.


ونفّذت قوات الجيش المصري عمليات تهجير قسري لأهالي مدينة رفح على طول الشريط الحدود مع قطاع غزة، دون تعويض هذه الأسر عن فقدان منازلها حتى الآن، بخلاف قصف مناطق للمدنيين، مما يجبر الأهالي على "هجرة طوعية" خوفاً من استهدافهم.


وأضاف: "الدولة هي من تقدر المواقف فقط، وأي سقطة من الإعلام لا ينبغي احتسابها على مصر، ومحدش يقدر يسيء لأهالي سيناء، ولو كنا هنخلي سيناء كنا عملنا ده لما كان في حجم ضخم من الإرهاب، والموضوع في نهايته".


وعلى الرغم من التأكيد على أن الإرهاب "في نهايته"، ناقض الرئيس المصري نفسه، وأشار إلى أن الظروف لم تتح لتقديم استقرار وأمن حقيقي كامل لأهالي سيناء.


وفي سياق التنمية بمحافظة شمال سيناء، أكد أن الأموال التي تنفق لتنمية سيناء أكبر من أي محافظة أخرى، لتعويض سنوات إهمال شبه جزيرة سيناء من التنمية، وهو أمر يتناقض مع صعوبة الأوضاع والتضييق على حركة التجارة والعمل في محافظة شمال سيناء.


وأشار إلى طرح 10 مليارات جنيه لصالح إنشاء قرى متكاملة في سيناء، وبدأت شركات المقاولات في بدء أعمال البناء لجامعة الملك سلمان.


وتابع: "حجم التنمية في سيناء يفوق التنمية في محافظات الجمهورية، ونحن موجودون لخدمة بلدنا، وهنعمل كل حاجة المصريين عايزينها".