الفصائل المسلّحة تطلق معركتين في الساحل السوري

06 ابريل 2017
تستهدف المعركتان مواقع النظام في جبل الأكراد (أمين صنصر/الأناضول)
+ الخط -
يكثف النظام السوري، مدعومًا من روسيا وإيران، من عمليات القصف على المناطق السكنية الخارجة عن سيطرته، من إدلب وريف اللاذقية إلى دمشق ودرعا، متجاهلًا اتفاق وقف إطلاق النار، في حين تواصل مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تقدمها باتجاه مدينة الطبقة بريف الرقة، بهدف طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، ومتابعة الطريق نحو الرقة.

وفي الساحل، أطلقت معركتان، الأولى باسم "وبشر الصابرين"، تشارك فيها فصائل مسلحة معارضة، والثانية باسم "إنكم الغالبون"، بمشاركة "هيئة تحرير الشام"، و"الحزب الإسلامي التركستاني".

وتستهدف المعركتان مواقع النظام في جبل الأكراد، حيث تم استهداف القوات النظامية والمليشيات الموالية بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون في العديد من النقاط، مثل بلدة كنسبا وقلعة شلف.

وأعلنت عضو القيادة العامة "لقوات سورية الديمقراطية"، والناطقة الرسمية باسم غرفة عمليات "غضب الفرات"، جيهان شيخ أحمد، أن الأخيرة سيطرت على قرية الصفصافة بعد اشتباكات دامت لمدة 38 ساعة متتالية، مبينة أن قرية الصفصافة تبعد 6 كلم عن مدينة الطبقة من الجهة الشرقية.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات "قسد" استطاعت السيطرة على طريق الطبقة - الرقة، في حين استهدفت مدفعيتها الثقيلة أحياء في المدينة. وكانت شيخ أحمد أعلنت في وقت سابق عن انتهاء العمليات في الريف الشرقي للرقة، مبينة أنه تمت السيطرة على مساحة تبلغ 1640 كلم مربع، توجد بها عشرات البلدات والمزارع. ومع هذا التقدم، باتت قوات "قسد" على مقربة من إطباق حصارها على مدينة الطبقة، مع احتمال أن تترك منفذًا لانسحاب مقاتلي "داعش" باتجاه البادية.



كما كثف الطيران الروسي من غاراته على أحياء درعا البلد، المسيطر عليها من قبل فصائل المعارضة، حيث وصل عدد الغارات إلى نحو 16 غارة حتى ظهر اليوم، الخميس، إضافة إلى عدد من صواريخ أرض - أرض، والمعروفة باسم "الفيل"، نسبة إلى الصوت الذي تصدره أثناء هبوطها.

وكان مقاتلو الفصائل المسلحة المعارضة نجحوا، ليل الأربعاء - الخميس، في تحقيق تقدم ملحوظ على حساب القوات النظامية في حي المنشية في درعا، حيث سيطروا على 45 كتلة سكنية، في حين تتواصل الاشتباكات العنيفة بالتزامن مع القصف الصاروخي والمدفعي المتبادل، بحسب ما ذكرت غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، المشكّلة من العديد من الفصائل جنوبي سورية، على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، ضمن معركة "الموت ولا المذلة".

وكان طيران حربي مجهول الهوية استهدف، ليل الأربعاء - الخميس، مواقع قوات النظام في الكتيبة المهجورة، شرق بلدة داعل بريف درعا الأوسط، وبالقرب من فرع الأمن العسكري في مدينة إزرع، شمالي المحافظة.

ووفقًا لبيان سابق من غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، فإن المعارك تأتي في سياق الردّ على عدم التزام قوات النظام والمليشيات الأجنبية بهدنة وقف إطلاق النار، ومحاولاتها المتكررة للسيطرة على معبر درعا القديم مع الأردن، فضلاً عن القصف الذي لم ينقطع منذ بدء الهدنة على مناطق متفرقة من درعا.

كما قُتلت سيدة واثنان من أطفالها، صباح اليوم، بقصف جوي نفّذته طائرة حربية روسية على قرية في ريف حلب الغربي، بالتزامن مع غارات أخرى استهدفت بلدات وقرى مجاورة.

وقال مصدر في الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طائرة حربية يعتقد أنّها تابعة لسلاح الجو الروسي، قصفت قرية حوّر في ريف حلب الغربي، إذ شنّت أربع غارات جوية، ما أسفر عن مقتل سيدة واثنين من أطفالها، ودمار منزل العائلة بالكامل".

وأوضح أنّ "طائرات النظام الحربية استهدفت مدينتي عندان وحيان، إضافة إلى بلدة القاسمية، بالعديد من الغارات الجوية، واقتصرت أضرارها على الماديات".

وفي غضون ذلك، شهدت منطقة جبل الحص، في ريف حلب الجنوبي، حركة نزوح واسعة بسبب القصف الجوي الذي تنفّذه الطائرات الروسية والسورية، إضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي.

وواصل النظام استهداف أحياء جوبر والقابون وبرزة وتشرين، شرق العاصمة دمشق، عبر قصف مكثف بمختلف الأسلحة الثقيلة، وخاصة صواريخ "الفيل" شديدة التدمير، في وقت دارت اشتباكات عنيفة على جبهة حي برزة إثر محاولة القوات النظامية والمليشيات الموالية والطائفية التقدم في الحي.



وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ "قذيفة هاون مجهولة المصدر، سقطت على مدرسة في حي برزة بمدينة دمشق، ما أسفر عن مقتل سبعة أطفال وجرح عدد آخر".

وفي الأثناء، دارت مواجهات بين قوات النظام والمليشيات الداعمة له من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، قرب شارع الحافظ في الحي، أسفرت عن سقوط العديد من الجرحى، كما قصفت قوات النظام بصواريخ أرض - أرض، حي تشرين، شرقي العاصمة.

إلى ذلك، قتل مدنيان وأُصيب آخرون بجراح، جرّاء غارات جوية بالصواريخ المتفجرة على بلدة مشمشان بريف إدلب الغربي، كما تسببت الغارات بدمار واسع أصاب الممتلكات الخاصة والعامة.

وتسبّب قصف مماثل، استهدف قرية الضاهرية القريبة، بمقتل سيدتين وإصابة آخرين، ساهمت فرق الدفاع المدني بنقلهم إلى النقاط الطبية الميدانية.

وعن موعد بدء تهجير أهالي بلدات مضايا وبقين والزبداني، أفاد الناشط الإعلامي في مضايا، حسام محمود، في حديث مع "العربي الجديد"، بأنه "لا موعد رسميا إلى الآن لبدء عملية التهجير، في حين تفيد المعلومات الواردة بأن من المرجح أن تبدأ يوم الأحد المقبل".

من جانبه، قال عضو "تنسيقية الثورة في تدمر"، خالد الحمصي، إن "الاشتباكات والمعارك ما زالت مستمرة شمال وشرق وشمال شرقي مدينة تدمر، حيث تمكن النظام من السيطرة على عدة مواقع شمال المدينة"، مبينًا أن "الاشتباكات تتركز في محيط صوامع الحبوب، وجبل المزار، وجبل عنتر، ومحيط مستودعات التسليح، إضافة إلى تجدد الاشتباكات في محيط حقل شاعر، شمال غربي تدمر، في وقت يستهدف الطيران الحربي والمروحي الروسي مناطق أرك، التليلة، المحطة الثالثة، بقصف شبه يومي".

ولفت الحمصي إلى أن "مليشيا النظام ما تزال تمنع أهالي المدينة المتواجدين في مناطق سيطرتها من العودة إليها، بحجة عدم استقرار الوضع الأمني للمدينة، بينما تسمح لبعض الشبيحة والموالين بالعودة في أي وقت، كما يسمح لبعض العمال بالعودة لتنظيف الشوارع وبعض الدوائر الحكومية"، مضيفًا أنه "إلى الآن لم تشهد المدينة أي عمليات إصلاح أو صيانة للمنشآت والبنى التحتية".

من جانبه، قال المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي، إن "الطيران الحربي استهدف، اليوم الخميس، بلدتي الزعفرانة ودير فول، ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى المدنيين، في حين استهدفت القوات النظامية في كتيبة الهندسة مدينة الرستن بريف حمص الشمالي براجمات الصواريخ".

ولفت إلى أن "أهالي حي الوعر في مدينة حمص، يستعدون لوداع دفعة جديدة من المهجرين يوم السبت، حيث يعتقد أن تكون وجهتهم مدينة جرابلس في ريف حلب"، معربًا عن اعتقاده بأن "يصل عدد المهجرين في هذه الدفعة إلى 2000 مهجر".