موريتانيا تسحب ترخيص مركز تابع لـ"لإخوان المسلمين"

25 سبتمبر 2018
الشرطة حاصرت المركز لساعات(Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا، سحب ترخيص مركز تكوين العلماء، الذي يرأسه العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، في أول خطوة تصعيدية ضد "الإخوان المسلمين" بعد الانتخابات البرلمانية التي احتلوا فيها المركز الثاني بعد حصول حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل)، على 14 معقداً برلمانياً من أصل 40 مقعداً حصدتها أحزاب المعارضة.

وسحبت الحكومة الموريتانية ترخيص مركز تكوين العلماء، وذلك بعد ساعات من تطويق مقره المركزي، أمس الإثنين، في العاصمة نواكشوط من طرف قوات تابعة لجهاز الأمن.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن وزارة الشؤون الإسلامية بدأت إجراءات سحب ترخيص مركز تكوين العلماء بعد حصار مقره من قبل الشرطة لعدة ساعات.

من جهتها، قالت إدارة مركز تكوين العلماء بموريتانيا إن "المركز معلمة علمية موريتانية تعتمد مناهج المحظرة الموريتانية (الكتاتيب القرآنية)، بطبعتها الأصلية وتضفي عليها أبعاداً عصرية، تضمن عدم اندثار المنهج، وعدم تقوقعه، وقد تخرج خلال أكثر من عقد من الزمن عشرات العلماء وطلبة العلم النبهاء".

وأوضحت إدارة المركز، في بيان صحافي، أن "المركز مؤسسة علمية أهلية، وعملها وهدفها علمي بحت، وليست طرفاً في أي خلاف محلي أو دولي"، مبينةً أنها "فوجئت مساء أمس الاثنين بوصول وحدات من الشرطة لمقر المركز"، وذلك في وقت "كنا نستعد لاستقبال طلبة العلم بعد اكتمال مسابقة دخول العام الدراسي الجديد".

وأشار البيان إلى أن "المركز ساهم ويساهم في الأمن الحقيقي، وفي تعزيز السلم المحلي والإقليمي والدولي من خلال نشر العلم الصحيح، وإشاعة قواعد الوسطية والاعتدال"، نافياً "تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" عن المنهج الإسلامي النبوي الرشيد.

واعتبر البيان أن المركز هو آخر مظنة، وأبعد موطن عن أسباب تهديد الأمن العام، أو خرق السكينة، أو إثارة الفوضى والبلبلة، فالعلم والعلماء، وطلبة العلم سلكوا طريق الرشاد، واختاروا طريق الإصلاح والتزكية، والدعوة بالتي أحسن.

وطالب البيان بوقف الإجراءات التي اتخذت، وإزالة أي أثر لها قد يشوش على بداية السنة الدراسية الجديدة في وقت اكتملت الاستعدادات لها، وأعلنت لوائح المتأهلين في مسابقة دخول العام الدراسي الجديد.

من جهته، أكد رئيس مركز تكوين العلماء، العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، أن المركز "مؤسسة علمية دعوية تعمل على نشر العلم الشرعي، والعمل به، ولا علاقة لها بالخلافات السياسية".

وقال الشيخ الددو، في حديث مع قناة "الجزيرة مباشر"، إنّ "قرار إغلاق الشرطة المركز وسحب ترخيصه كان مفاجئاً لهم"، معتبراً "أنه غير مبرر، وأنهم يكلون أمره إلى الله تعالى".

وشدد الشيخ على انعدام أي مبرر أو أساس لما تم من محاصرة المركز، ومن الحديث عن سحب ترخيصه".

ويشكل القرار خطوة تصعيدية ضد التيار الإسلامي في موريتانيا، وذلك بعد تصريحات للرئيس محمد ولد عبد العزيز اتهم فيها من وصفهم بـ"تيارات الإسلام السياسي" بتخريب عدد من الدول العربية و"الوقوف وراء الفتن والتحريض على الغلو والتطرف".

ولم يسبق للتيار الإسلامي في موريتانيا أن سجلت عليه أي تصرفات من شأنها أن تثير الفتن أو تشكل استفزازاً للسلطة، في ظل اتهامات من بعض المدونين والكتاب للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بالتحريض ضد "إخوان" موريتانيا وترغيب النظام في المواجهة والصدام معهم.

المساهمون