العراق: تعتيم على جرائم المليشيات في ديالى

23 ديسمبر 2016
عمليّات اعتقال مستمرّة في ديالى (جيم لوبيز/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل الأجهزة الحكومية في ديالى، شمال شرق بغداد، تعتيمها الإعلامي على جرائم المليشيات المتنفّذة في المحافظة، والتي تستمر في تنفيذ أجنداتها ومخططاتها الطائفية من دون أي وازع أو خوف، بينما ناشد الأهالي بإيصال صوتهم ومطالبتهم بوقف الانتهاكات.


وقال عضو في مجلس المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات في ديالى تواصل ارتكاب جرائمها وأجنداتها المشبوهة في مناطق المحافظة"، مبينا أنّ "تلك المليشيات تنفّذ، بالتنسيق مع شرطة المحافظة، عمليّات اعتقال مستمرّة في مناطق عدة".

وأضاف المسؤول أنّ "تلك الحملات تنفّذ بموافقة حكومة ديالى، وسط تعتيم إعلامي كبير من قبلها"، مبينا أنّ "إدارة المحافظة منعت أي نشاط إعلامي يرافق تلك العمليات، كما منعت مكتب المحافظة الإعلامي من متابعتها".

وأشار إلى أنّ "تلك الإجراءات التي اتخذتها السلطات حالت دون فضح الانتهاكات التي تقع، والتي تتعاون على ارتكابها الشرطة والمليشيات"، مبينا أنّ "تلك الحملات أسفرت عن اعتقال العشرات من أبناء المحافظة بلا تهم معينة".




 

ورفض المسؤولون في المحافظة الإدلاء بأي تصريح لـ"العربي الجديد" بأسمائهم، خوفا من المليشيات ومن الجهات السياسية المسيطرة على إدارة المحافظة، المرتبطة بتلك المليشيات، وأكدوا على عدم كشف أسمائهم حفاظا على حياتهم.

من جهته، أكد ضابط في شرطة المحافظة أنّ "المليشيات توجه أوامرها لقيادة الشرطة بالتحرّك نحو أي منطقة تريد أن تنفذ حملة اعتقال فيها، وأن قيادة الشرطة لا تستطيع رفض تلك التوجيهات".

وقال الضابط، وهو برتبة مقدم، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المليشيات تقود الملف الأمني في محافظة ديالى بشكل منفرد ومستقل عن الأجهزة الأخرى، وإنّ لديها خططا موضوعة مسبقا تسير عليها"، مبينا أنّ "أي جهة أمنية لا تستطيع أن تعترض على خطط المليشيات، وأنّ الضابط الذي يرفض التعاون معها سيعرض حياته للخطر ويقتل".

وأضاف أنّ "تلك السيطرة على الملف الأمني والخوف من المليشيات أجبر الجهات المعنية كافة على الانصياع لتوجيهاتها التي لا يمكن حتى مناقشتها"، مشيرا إلى أنّ "الاعتقالات مستمرة في أغلب مناطق المحافظة، وفق خطط المليشيات، وأنّها طاولت العشرات من الشباب الأبرياء".

وأكد أنّ "الأهالي يناشدون الجهات المسؤولة للتدخّل ووقف تلك الانتهاكات ووضع حدِّ لها، وإنقاذ أبنائهم من يد المليشيات الخارجة عن القانون".

يشار إلى أنّ المليشيات المسيطرة على كافة مفاصل محافظة ديالى كانت قد أعادت العمل بـ"المخبر السرّي"، على الرغم من منعه من قبل الحكومة، وهي اليوم تعتمد عليه بتقديم الأسماء لها، لتنفّذ حملات الاعتقال.