غزة مستاءة من تمثيلها في انتخابات "فتح"

05 ديسمبر 2016
لم تنتج انتخابات الحركة أية تغييرات جذرية (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
لم يكن واقع قطاع غزة في نتائج الانتخابات الحركية لـ"فتح" أحسن من واقع الحركة المعاش حالياً، إذ ظهر أن القطاع هُمش أو غيّب عمداً عن المشهد الفتحاوي الجديد الذي رسمته قيادة الحركة، أو أنّه لم يعد لغزة الثقل والحضور والوزن التنظيمي كما كان على الدوام. ومن بين الخمسة المحسوبين على "فتح" في غزة الذين وصلوا إلى اللجنة المركزية للحركة، واحد منهم فقط مقيم في القطاع والأربعة الآخرون مقيمون في الضفة الغربية. ووصل أحمد حلس إلى اللجنة المركزية في "فتح"، وهو الذي استُدعي بعد غياب عشر سنوات لترتيب أوضاع الحركة الداخلية في ظل تغوّل القيادي المطرود من الحركة محمد دحلان، ومحاولاته المتكررة اختراق جبهة "فتح" الغزية.
وكان مفاجئاً لكثير من الفتحاويين، غياب وخسارة القيادي البارز في الحركة، نبيل شعث، المحسوب على غزة أيضاً، إضافة إلى خسارة كل الجيل الثاني والثالث الذين ترشحوا للانتخابات، مما يعني أنّ التغيير البنيوي للتنظيم لم يحدث، وأنّ لا تغييرات جذرية تمّت. ومع ظهور نتائج الانتخابات، خرج أنصار "فتح" في غزة عن صمتهم، وطالبوا بعودة المنتخبين الخمسة عن القطاع إليه، من أجل ترتيب الأوضاع الداخلية والعمل على تطوير التنظيم الذي يعاني منذ عشر سنوات من الإهمال والتغييب.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، عدنان أبو عامر، لـ"العربي الجديد"، إنّ آمال الفتحاويين بتغييرات جوهرية لم تتحقق، والذي حصل هو غير المأمول حالياً، مشيراً إلى أنّ لا جديد في الانتخابات ونتائجها على اعتبار أنّ أكثر من ثلثي الأعضاء المنتخبين هم من اللجنة السابقة. ويرى أبو عامر أنّ غزة لم تكن عاملاً مؤثراً واضحاً في الانتخابات كما أظهرت النتائج، وقد تكون رسالة سلبية لغزة بأنّ تمثيلها يتقلص، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ "عدم تمثيل غزة بالثقل الرسمي بشارة سوء للقطاع"، خصوصاً أنّ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد لا يعطي لغزة الاهتمام كما كان سابقاً.
ويوضح أبو عامر أنّ رجالات دحلان غابوا عن الانتخابات بصورة واضحة، وهذا يبدو ضربة قاضية من قبل "فتح" لجهود دحلان التي ذهبت سدى في إفشال وإرجاء الانتخابات والمؤتمر السابع، في مقابل صعود نجم القيادي الفتحاوي، جبريل الرجوب، أحد أبرز وأشرس خصوم دحلان. ويحذّر أستاذ العلوم السياسية من أنّ غزة قد تذهب باتجاه دحلان أكثر، إذا ما أدار عباس ظهره لها أكثر، مشيراً إلى أنّ دحلان قد يستغل هذه الثغرة ويزيد من نقمة الفلسطينيين في غزة على عباس، ومن نقمة الفتحاويين أيضاً على قيادتهم الحالية.


من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، لـ"العربي الجديد"، إنّ واقع حركة "فتح" في القطاع لن يختلف كثيراً بعد الانتخابات الحركية، نظراً لارتباطها بملف المصالحة الفلسطينية، وعدم منح حركة "حماس" الحرية المطلقة لها في القطاع. ويؤكد شراب أنّ واقع "فتح" في غزة سيظل مرهوناً بمدى الوصول إلى تفاهمات للمصالحة الفلسطينية مع حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ أحداث الانقسام الفلسطيني منتصف يونيو/حزيران عام 2007.
وعن الخلافات القائمة بين عباس ودحلان، يعتبر شراب أنها لن تنتهي على الرغم من الانتخابات التي جرت وأفرزت قيادة جديدة للجنة المركزية والمجلس الثوري، وأقصت التيار المحسوب على دحلان منها. ويشدد على أهمية إدراك قيادات حركة "فتح" طبيعة هذه الخلافات والعمل على حلها كونها خلافات سياسية قائمة داخل الحركة لم تكن موجودة في السابق، على الرغم من كل الخلافات التي كانت  قائمة بين قيادات الحركة سابقاً قبل صراع عباس ودحلان. ويلفت شراب إلى أن حركة "حماس" كونها مسيطرة على القطاع ستحاول التعامل بذكاء مع الخلافات القائمة بين عباس وتيار دحلان، إلا أنها ستحافظ على علاقتها مع "فتح" بشكل أساسي كونها لا تزال تمثل الشرعية الرسمية للحركة.