العراق: حزب الدعوة يستجدي الدعم الخارجي لكسب الداخل

12 اغسطس 2017
المالكي خلال لقائه بوتين في موسكو في يوليو 2017(Getty)
+ الخط -
تزامناً مع بدء العد التنازلي في بغداد للإعلان عن انشقاق جديد داخل صفوفه عبر خروج رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي من كنفه وخوض الانتخابات بكتلة سياسية جديدة يترأسها، بدا حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، الذي يمسك بزمام السلطة في العراق منذ عام 2004 وحتى الآن، أكثر نشاطاً في الخارج وأقل منه في الداخل فيما تسجل استطلاعات الرأي تراجعاً في شعبيته.

ووفقاً لمصادر سياسية عراقية في بغداد مقربة من العبادي فإن الأخير يستعد للإعلان عن كتلته الانتخابية الجديدة باسم "التحرير والبناء" بعيداً عن عباءة حزب الدعوة التي يرأسها نوري المالكي.

وفي السياق، قال موظف بارز في مكتب رئيس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إن قائمة العبادي ستضم شخصيات جديدة تقيم خارج العراق وجميعها من الكفاءات العلمية المشهود لها. وبحسب المصدر فإن الشخصيات المذكورة تنتمي إلى طوائف مختلفة. ولفت المصدر إلى أن حزب الدعوة يحاول إفشال محاولات العبادي سحب بعض الشخصيات من الحزب معه في كتلته الجديدة بعد أن تعذر إقناعه بالعدول عن قراره.

في موازاة ذلك، تواجه مكاتب حزب الدعوة في البصرة والمثنى وذي قار انشقاقات هي الأخرى. وتوجّه عدد من كوادر الحزب للانضمام إلى أحزاب أخرى بسبب ما اعتبروه تفرد قيادة الحزب في القرارات وعدم العودة إليهم وحصر المنافع بشخصيات معينة.

وفي السياق، قال عضو الحزب عن محافظة ذي قار، فاضل السالمي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن سبب استقالته من الحزب يعود إلى التخبط في القرارات التي باتت مركزية من بغداد ومن شخص واحد وهو نوري المالكي. واعتبر أن "الحزب لم ينحرف عن مساره بل القائمون عليه انحرفوا حتى ضاع إرثه وتاريخه بسببهم"، على حد وصفه.

وإزاء هذه التحديات الداخلية التي يواجهها، كثّف حزب الدعوة الإسلامية من جولاته الخارجية. وبعد أيام من زيارة رئيس الحزب نوري المالكي إلى موسكو يعقد مسؤولون من الحزب مباحثات في إيران مع مسؤولين عن الملف العراقي. كما من المقرر أن يتوجه وفد آخر إلى لبنان للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وبحسب مسؤولين مقربين من حزب الدعوة فإنه "يسعى لضمان دخوله في قائمة انتخابية واحدة مع الحشد الشعبي التي ستشارك بقائمة تشرف عليها قيادات الحشد البارزة كهادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وآخرين".

ووفقاً للمصادر نفسها فإنه من حيث المبدأ هناك موافقة على هذه الخطوة، لكن لم يتم التوافق على النظام الداخلي لهذا التحالف، إذ تطمح الحشد الشعبي للحصول على مناصب مهمة على حساب حزب الدعوة.

وفي السياق، دافع القيادي في حزب الدعوة، رئيس كتلته في البرلمان، خلف عبد الصمد، في حديث مع "العربي الجديد" عن مليشيات الحشد الشعبي، رافضاً الدعوات لحلها وواصفاً إياها بأنها "مدفوعة من الخارج".

وحول تحالفات الحزب الجديدة وأين سيتجه، قال عبد الصمد، الذي يوصف بأنه أحد أبرز مساعدي المالكي، إن "الدعوة" لم يحسم تحالفه بعد حتى الآن، مستدركاً بأن الكتلة الأقرب لنا هي التي لا تؤمن بنظام المحاصصة.

كما تطرق رئيس كتلة حزب الدعوة في البرلمان إلى جملة من الملفات التي تم طرحها في زيارتهم الأخيرة الى موسكو نهاية الشهر المنصرم. وأشار إلى أن "المسؤولين الروس أبلغونا بأنهم لن يوافقوا على تقسيم العراق، وأن موسكو ستقف بوجه مشروع انفصال كردستان". ولفت إلى أن "موسكو أكدت أنها ستستخدم الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار يمس سيادة العراق ووحدته، كما أنها ستوقف أي محاولات لتأجيل الانتخابات المقبلة أو إيقافها وتشكيل حكومة طوارئ"، على حد وصفه.

في موازاة ذلك، كشف عبد الصمد عن موقف الحزب الجديد حيال الوجود الأميركي في العراق، بقوله إن "الحزب لا يرحب بالقوات الأميركية والعراق ليس بحاجة لها". ويعد هذا الموقف تطوراً جديداً في رؤية الحزب الذي لطالما حاول السير طيلة السنوات الماضية على حبل رفيع بين طهران وواشنطن.

إلى ذلك، تشير نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز دجلة إلى تراجع شعبية حزب الدعوة إلى أكثر من النصف عما كانت عليه في الانتخابات الماضية التي أجريت عام 2014، وهو تراجع يصيب أيضاً شعبية الأحزاب الرئيسية في البلاد.

ووفقاً لنائب رئيس مركز دجلة، حسين السعدي، فإن 27 في المائة فقط من الشارع الشيعي لا يزال مقتنعاً بحزب الدعوة وأنه سيختار مرشحيه في انتخابات 2018، بعد أن سجل الحزب نفسه نسبة تصل إلى 50 في المائة بالانتخابات الماضية.

 

المساهمون