ما مصير نازحي مخيم الركبان بعد الانسحاب الأميركي من سورية؟

22 ديسمبر 2018
المدنيون يواجهون مصيراً مجهولاً (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
يواجه أكثر من 50 ألف مدني في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، مصيراً مجهولاً بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، فيما تعهدت فصائل معارضة موجودة في المنطقة بالدفاع عن المدنيين إزاء أيّ محاولة من جانب قوات النظام للتقدم باتجاه المخيم، الذي تحاصره الأخيرة منذ أشهر ويعيش أوضاعاً إنسانية صعبة.

وتنتشر في المنطقة عدة فصائل من المعارضة السورية، مثل "مغاوير الثورة" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، و"لواء شهداء القريتين" الذي أعلن في بيان له، اليوم السبت، التزامه بالدفاع عن المدنيين في مخيم الركبان. وجاء في البيان: "سندافع عن أهلنا في المخيم حتى آخر قطرة من دمنا، وحتى يتسنى لهم تقرير مصيرهم بالانتقال إلى الشمال السوري تحت رعاية أممية".

وقال الناشط الصحافي عماد غالي المقيم في المخيم لـ"العربي الجديد"، إن "معظم قاطني المخيم يتطلعون إلى الانتقال للشمال السوري سواء إلى منطقة درع الفرات أو محافظة إدلب، على أن يكون ذلك بضمانات دولية لأنهم لا يأمنون غدر قوات النظام".
وأوضح غالي أنه في شهر سبتمبر/ أيلول الفائت، كان "لواء شهداء القريتين" ونحو خمسة آلاف من المدنيين توصلوا إلى اتفاق مع الجانب الروسي للانتقال إلى الشمال السوري، لكن الاتفاق تعطل حينذاك بسبب عدم موافقة الجانب التركي عليه.
ورأى أن انسحاب القوات الأميركية يترك المدنيين دون حماية إزاء قوات النظام، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مع السفارة الأميركية في الأردن، بشأن مصير المدنيين في مخيم الركبان بعد انسحاب القوات الأميركية، وأن هناك رداً متوقعاً من السفارة يوم 24 الشهر الجاري.
ويشهد مخيم الركبان عمليات تسوية فردية، يجريها وجهاء المنطقة ورجال مصالحات مع النظام السوري، حيث تدفع الظروف الإنسانية الصعبة، والحصار المفروض على المخيم من النظام، في ظلّ شحّ المساعدات الإنسانية والطبّية، بعض الأهالي غير الملاحقين إلى العودة لمناطق النظام.
وكانت تصريحات روسية – أردنية سابقة تدور حول ضرورة تفكيك مخيم الركبان، وعودة قاطنيه إلى مناطق النظام. وقالت فصائل المعارضة العاملة في محيط المخيم، أو ما تسمى منطقة الـ 55، بأن قوات التحالف أبلغت الفصائل قرار الانسحاب رسمياً. غير أن العقيد مهند الطلاع قائد فصيل "مغاوير الثورة"، قال في تصريح لوكالة "رويترز" اليوم، إن القوات الأميركية لم تغادر بعد قاعدة التنف التي تقع على تقاطع طريق رئيسي سريع يربط بغداد بدمشق، وهو الطريق البري الرئيسي لنقل إمدادات الأسلحة من إيران إلى سورية. وقاعدة التنف هي الموقع الوحيد الذي يضم وجوداً أميركياً عسكرياً كبيراً داخل سورية، خارج الشمال الخاضع لسيطرة الكرد.
من جهته، قال المكتب الإعلامي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو" العاملة في مخيم الركبان، إن القوات البريطانية الموجودة في منطقة التنف لم تعلن نيتها الانسحاب من قواعدها، بعد إبلاغ الفصائل رسمياً بقرار انسحاب القوات الأميركية.
وأوضح أن منطقة التنف تحوي جنوداً وقاعدة عسكرية بريطانية، لم يصدر منها أي تصريح حول الانسحاب، مضيفاً أن خروج المدنيين مرتبط بموافقة التحالف الدولي، أو تسليم المنطقة للجنود البريطانيين.
ويقطن في مخيم الركبان نحو 50 ألف شخص، يعانون من انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحّي والتعليمي وسوء الظروف المعيشية، وسط احتجاجات على تقاعس المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات.


من جهته، أعلن "تجمع الشهيد أحمد العبدو" الليلة الماضية، إلقاء القبض على ستة عشر عنصراً من عناصر تنظيم "داعش"، حاولوا التسلل إلى مخيم الركبان قادمين من منطقة تلول الصفا.

وأضاف في بيان له، أن عملية الأسر تمت بعد الاشتباك مع عناصر التنظيم على أطراف المخيم، مشيراً إلى أن من بين الأسرى قياديين في التنظيم.
وكان المكتب الأمني لقوات "الشهيد أحمد العبدو"، أصدر بياناً أعلن فيه اتخاذ تدابير أمنية، وطالب سكان المخيم بالإبلاغ عن أي شخص غريب يدخل المخيم أو تحرّك مشبوه لأشخاص في المنطقة.

المساهمون