مدافعون عن مصرية "تيران وصنافير" يفندون ادعاءات فاروق الباز: "تنطع علمي"

10 يونيو 2017
ادعى الباز سعودية الجزيرتين (Getty)
+ الخط -
صاحبت ردود فعل غاضبة رسالة العالم المصري، فاروق الباز، الموجهة أخيراً، إلى رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، بشأن تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، في إطار التمهيد لتمرير اتفاقية تنازل القاهرة عن الجزيرتين للرياض بواسطة البرلمان، نهاية الأسبوع الجاري، على الرغم من إصدار المحكمة الإدارية العليا حكماً نهائياً ببطلان تلك الاتفاقية.

وقال الباز في رسالته، والتي حملت عنوان "الوضع الجيولوجي لجزيرتي تيران وصنافير"، إن "الوضع الجيولوجي يُبين - دون أدنى شك - أن جزيرتي تيران وصنافير تتبعان كتلة القشرة الأرضيّة التي تشتمل على شبه الجزيرة العربية، إذ إن كتل القشرة الأرضيّة تفصلها فوالق عميقة تحدد شكلها، واتجاه زحزحتها على مدى العصور الجيولوجية".

وأضاف الباز أن "أحد هذه الفوالق يوجد في منتصف البحر الأحمر، والقياسات الدقيقة أثبتت أن شبه الجزيرة العربية تبعد عن قارة أفريقيا مع مرور الزمن خلال هذا الفالق، ويسهل هذه الحركة وجود فالق عميق في خليج العقبة، يفصل كتلة شبه الجزيرة عما يوجد غربها، شاملاً ذلك على شبه جزيرة سيناء، وباقي أراضي مصر".

وتابع: "هذا الوضع الجيولوجي يُبين أن جزيرتي "تيران وصنافير" تمثلان جزءاً من شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والطبوغرافية، وأن حركة شبه الجزيرة العربية شرقاً تبعد الجزيرتين عن أرض مصر، ولو قليلاً مع مرور الزمن".

وفند الباحث المصري، تقادم الخطيب، مزاعم الباز، قائلاً: "حين كان أنور السادات رئيساً، أصدر الباز كتاب (مصر كما تراها أقمار لاندسات)، وذكر فيه أن تيران وصنافير مصرية، والآن غير رأيه، ويقول إنها تتبع السعودية من الناحية الجيولوجية"، موجهاً عدداً من الأسئلة المحرجة للعالم، والذي وصفه بـ"الفذ، والأسطورة".

وتساءل الخطيب: "هل تبنى على الجيولوجيا حدود سياسية؟ فلو كانت تبنى عليها حدود سياسة لما امتلكت إنكلترا جزر الفوكلاند في أميركا الجنوبية، وكلاهما في قارتين مختلفتين جيولوجياً وسياسياً وتاريخياً، أو ما امتلكت منطقة جيبلتار (في البحر المتوسط).. أو ما امتلكت سلطنة عمان ولاية تقع داخل الإمارات".

وأضاف الخطيب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "هل قرأت أن العالم كان قارة واحدة، ثم حدثت الانفصالات؟ إذن لنلغ الحدود بناءً على ادعائك... ألا تعلم أن الجانب الغربي للجزيرة العربية كان متصلاً بشرق مصر، وحدث انفصال جيولوجي منذ آلاف السنين، وظهر البحر الأحمر... ألم تقرأ من قبل قصة موسي وفرعون، وكيف تقرأ، وأنت تناصر فرعون!".



وواصل حديثه مخاطباً الباز: "هذا يعني، جيولوجياً، أن الجزء الغربي من المملكة السعودية الحديثة تابع لمصر، وليس العكس"، متابعاً "تُرى، ما هي التغيرات الجيولوجية التي حدثت منذ اللحظة التي أصدرت فيها في كتابك الأول أن الجزيرتين مصريتان، ثم أصبحتا الآن سعوديتين؟ الأدلة والبراهين التاريخية الموجودة في أعرق الساحات العلمية العالمية أثبتت أن تيران وصنافير مصرية، فأين أدلتك وبراهينك العلمية أيها العالم؟!".

وكتب المحامي الحقوقي، خالد علي، قائلاً: "كتاب الدكتور فاروق الباز في السبعينيات ضم 65 صورة مقسمة على 8 صفوف، منها صورة لخريطة مصر توضح الأماكن بالأرقام، وأمام كل صورة إلكترونية وضع العالم في الصفحة المقابلة رسماً لخريطة تلك المنطقة، مدون عليها التضاريس والمعالم الجغرافية والعمرانية".

وأضاف علي أن "الباز أوضح في شكره للسادات داخل الكتاب أن هذه الصور تحصل عليها من مشروع لشركة جنرال إليكتريك تحت إشراف وكالة ناسا، والخرائط من إعداد المساحة العسكرية الأميركية، وتمت مراجعة الكتاب من خبراء كلية العلوم بجامعة عين شمس، والمساحة العسكرية المصرية، وهيئة المساحة المصرية".

وتابع: "نجد أن جزر البحر الأحمر حملت رقم 24، وعندما انتقلنا للصورة 24 وجدنا جزر مصر في البحر الأحمر تضم تيران وصنافير وشدوان، ويتضح ذلك بجلاء بالرسم الذي أعده العالم الكبير لخريطة تلك المنطقة، أو بمعنى أصح الخرائط التي حصل عليها من المساحة العسكرية الأميركية، وتمت مراجعتها بمعرفة الخبراء المصريين السالف بيانهم... سبحان مغير الأحوال".

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حازم حسني، إنه "لا يعرف متى يتعلم الدكتور فاروق الباز فضيلة عدم الزج بالعلم خارج سياقه، لخدمة أغراض صاحب السلطان؟ ما هي قيمة هذا التنطع العلمي في حسم قضية وطنية مثل تيران وصنافير؟ لا شيء على الإطلاق!"، في إشارة إلى نفاق العالم الثمانيني لنظام السيسي.

وكتب حسني على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "من المعروف أن العوامل الجيولوجية والجغرافية قد تؤخذ في الاعتبار عند رسم الحدود السياسية للدول، لكنها - بلغة المنطق - ليست عوامل كافية، أو ضرورية في الأصل... فأراضي دولة الإمارات، وكل دول مجلس التعاون الخليجي، تتبع شبه الجزيرة العربية، وأراضي المكسيك تتبع أميركا الشمالية جيولوجياً، وصحراء مصر الغربية تتبع الصحراء الليبية جيولوجياً، وكلتاهما جزء من الصحراء الكبرى، التي تمتد حتى دول غرب أفريقيا... فما هو تأثير هذه الحقائق الجيولوجية والجغرافية؟".