مصر والفصائل الفلسطينية: حوارات منفردة بلا استضافة جماعية

09 يونيو 2016
الغول: مصر مستعدة لاستئناف جهودها بملف المصالحة (العربي الجديد)
+ الخط -
يؤكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، كايد الغول، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ السلطات المصرية لم تبلغهم في اللقاء الأخير الذي عقد بين وفد قيادي من الجبهة ومسؤولي الاستخبارات المصرية عن وجود استضافة جماعية للفصائل الفلسطينية، لبحث المصالحة الوطنية خلال الفترة المقبلة. وكان وفد من "الجبهة الشعبية" عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين كبار في الاستخبارات المصرية بالعاصمة القاهرة قبل أيام عدة، وصفها بيان صدر عقب الاجتماع باللقاءات "الإيجابية". وعاد الوفد إلى القطاع بعد أيام من المباحثات التي تناولت المصالحة وأزمة معبر رفح، وعملية التسوية وغيرها من مبادرات السلام. ويشير الغول، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الجانب المصري أبدى استعداده لاستئناف الجهود الخاصة بملف المصالحة وإنهاء الانقسام واستضافة الفصائل، وإمكانية عقد المجلس الوطني الخاص بمنظمة التحرير في القاهرة، خلال الفترة المقبلة.


ويوضح الغول أنّ السلطات المصرية أبلغتهم بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي "فتح" و"حماس"، واستعادة الوحدة الوطنية لتعزيز مكانة القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي في ظل المتغيّرات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

ويلفت القيادي في "الجبهة الشعبية" إلى أنّ مصر تنظر بخطورة لأي تصورات سياسية جديدة تبحث عن استبدال منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين. ويوضح أنّ مصر أبدت استعداداها لإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية والدخول مجدداً فيه حال توفرت الإرادة الكاملة لإنهاء الانقسام لدى حركتي "فتح" و"حماس".
ويتحدث الغول عن وجود مؤشرات على لقاء قريب سيجمع "فتح" و"حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل بحث ملف المصالحة وحل الإشكاليات الخاصة، مشيراً إلى ضرورة أن يُسفر هذا اللقاء عن تجاوز كافة العقبات والإشكاليات التي تعيق تنفيذ المصالحة.
والتقت وفود من "حماس" و"فتح" مرات عدة في الدوحة، برعاية قطرية، لتقريب وجهات النظر وإيصال المصالحة الفلسطينية إلى نقطة التطبيق، لكنّ الحركتان عقب ما أُعلن عن التوصل لاتفاق مبدئي، عادتا لتبادل الاتهامات بتخريب الأجواء، والتعنت في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. واتهمت "حماس" صراحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، زعيم حركة "فتح"، بالمسؤولية عن تعطيل ما تم التوافق عليه في الدوحة، لكنّ "فتح" ردّت باتهام الحركة الإسلامية بعرقلة الجهود عبر شروط مسبقة ليست من ضمن ملفات المصالحة الأساسية.

ويشير القيادي في "الجبهة الشعبية" إلى أنّ اللقاءات الثنائية التي يجري عقدها بين "فتح" و"حماس" والخاصة بملف المصالحة قد ثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواها، في ظل غياب الفصائل الفلسطينية الأخرى، ورفض الطرفين التوصل لاتفاق حقيقي ينهي الانقسام الفلسطيني المستمر لعامه التاسع على التوالي.

ويدعو الغول إلى ضرورة إشراك كافة الفصائل الفلسطينية في لقاءات المصالحة من أجل الوصول إلى تفاهمات حقيقية تؤدي إلى تنفيذ الاتفاقيات السابقة الخاصة بملف المصالحة، منوهاً إلى أنّ اتفاق القاهرة الموقع عام 2011 بمشاركة الفصائل خرج للنور نتيجة وجود مختلف الفصائل.

وحول معبر رفح وأزمة استمرار إغلاقه، يقول الغول إنّ السلطات المصرية أكدّت لهم أنّ فتح المعبر أمام حركة المسافرين الغزيين سيبقى وفقاً للحالة الأمنية في شبه جزيرة سيناء. ويلفت إلى أن الجانب المصري أبلغهم أنهم ليسوا في وارد إعفاء الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولياته تجاه القطاع.
وتواجه مصر الدعوات الفلسطينية والدولية والأممية لفتح معبر رفح باستمرار والتخفيف من معاناة السكان المدنيين بمبررين، أولهما رفضها تحمّل مسؤولية غزة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي، أما المبرر الثاني فهو الأوضاع الأمنية في سيناء المحاذية للقطاع، والتي تشهد قتالاً شبه يومي بين الجماعات المسلحة وقوات الجيش المصري.