ليبيا: سيف الإسلام يكثف نشاطه منذ وعكة حفتر

01 مايو 2018
سيف الإسلام القذافي خلال محاكماته (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت مصادر خاصة في تونس لـ"العربي الجديد" عن "وجود مساعٍ للتوسط من أجل إطلاق لقاءات ومفاوضات تجمع بين بعض ما يسمى قوى فبراير، أي الأطراف التي أطاحت بنظام معمّر القذافي، وقوى سبتمبر أي بقايا نظام القذافي". وأضافت المصادر أن "بعض القوى الليبية طلبت من بعض الدوائر التونسية التي تحافظ على علاقات جيدة بالطرفين التدخل والتوسط لإقناع الجانبين بضرورة الشروع في هذه المفاوضات، لأنها تمثل في الحقيقة جانباً حاسماً في المصالحة الليبية الشاملة التي لا يمكن الانطلاق في مرحلة ليبية جديدة من دونها".

وتعوّل هذه الجهات الليبية على العلاقات الجيدة لتونس ببقايا نظام القذافي، وتحديداً سيف الإسلام، معتبرة أن "سماح تونس لنجل القذافي بإعلان ترشحه للرئاسة وإطلاق حملته الانتخابية من أراضيها يعتبر مؤشراً مهماً على طبيعة العلاقات معه، وربما يسهم في تسريع هذه اللقاءات التي أصبحت ضرورية ومستعجلة بعد أن أصبحت الانتخابات الليبية قريبة جداً وفق نظرهم".

وتكشف المصادر أن "المساعي التونسية، الخاصة وغير الرسمية، قد بدأت بالفعل منذ فترة وجرت لقاءات مع مقرّبين من سيف الإسلام وبقايا نظام القذافي عموماً"، مؤكدة "وجود استعدادات من الطرفين واقتناع بأهمية هذا التقارب". وكشفت من جهة أخرى عن "وجود تنقلات مهمة لسيف الإسلام في الفترة الأخيرة، ليس في ليبيا فقط وإنما خارجها أيضاً، ولقاءاته ببعض الجهات الدولية النافذة في دولة ذات تأثير كبير في المنطقة، رفضت الإفصاح عنها، منذ التراجع النسبي لحضور خليفة حفتر بعد وعكته الصحية الأخيرة". وربطت المصادر بين غياب الأول (حفتر) وصعود الثاني (سيف الإسلام)، ومعتبرة أن "صعود سيف الإسلام قد يؤدي بالضرورة إلى تراجع حفتر الذي يلقى دعماً من بقايا نظام القذافي، وسيف الإسلام أكثر انفتاحاً على الحوار من حفتر الذي يريد السيطرة على كل شيء وبمنطق القوة".

وتعوّل الجهات الليبية المذكورة على أهمية هذه الوساطة التونسية في التقريب بين الطرفين، مؤكدة أن "لتونس أهمية قصوى في تغيير المشهد الليبي ونزع فتيل الخلافات الذي دام أكثر مما ينبغي من دون أن ينهي النزاع لصالح جهة على حساب أخرى، وأنه حان الوقت للدخول في مفاوضات شاملة بين كل الفرقاء مهما كانت خلافاتهم السابقة".





المساهمون