تنتهي، مساء اليوم الخميس، مهلة الأربع وعشرين ساعة التي منحها حزب "نداء تونس" لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، لتحديد موقفه من الحزب وبعض القضايا الأخرى.
وكان الحزب وجه، مساء أمس الأربعاء، رسالة إلى الشاهد دعاه فيها لتوضيح علاقته بحزبه وبالكتلة النيابية الجديدة (كتلة الائتلاف الوطني)، التي تضم عدداً من النواب المستقيلين من "نداء تونس" وحزبي "آفاق تونس" و"الاتحاد الوطني الحر".
وتضمنت الرسالة أيضاً طلب توضيحات فيما يتعلق بعلاقة الشاهد بحركة "النهضة"، وكذا نيته التوجه للبرلمان لتجديد الثقة.
ويبدو أن "نداء تونس" متشبث هذه المرة بالمهلة التي منحها للشاهد، حيث سبق أن وجهت في السابق أسئلة كثيرة لرئيس الحكومة التونسية لم يجب عنها، واستمر الغموض في العلاقة التي تربطه بالحزب الذي عيّنه.
وكان مسؤولون في "نداء تونس" قد أكدوا منذ يومين أنهم سيبحثون إمكانية طرد الشاهد من الحزب بعد وقوفه خلف تأسيس كتلة جديدة بالبرلمان داعمة له.
وكانت الهيئة السياسية لـ"نداء تونس"، المجتمعة عشية أمس الأربعاء بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة، وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة تتضمن أسئلة حول علاقته بـ"نداء تونس"، وفق ما أفاد به القيادي عضو الهيئة السياسية للحزب عبد الرؤوف الخماسي.
وقال الخماسي، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، إن الهيئة السياسية لنداء تونس في حالة انعقاد لمدة 24 ساعة إضافية، على أن تجتمع مجدداً في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس للنظر في رد رئيس الحكومة على الأسئلة المضمنة في الرسالة الموجهة إليه، واتخاذ القرار المناسب بشأن رئيس الحكومة ووزراء النداء في حكومته.
وتستمر حالة الغموض بين الشاهد وحزبه منذ أشهر، بسبب الخلاف بينه وبين مؤسس الحزب ورئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، الذي دعاه صراحة للاستقالة أو تجديد الثقة.
وخرج الشاهد إلى العلن ليصرح في التلفزيون الرسمي أن نجل الرئيس ومدير الحزب، حافظ قايد السبسي، تسبب في "انهيار الحزب وتشتيته"، بما فتح باب الصراع واسعاً بينهما.
وتحدث مراقبون عن دخول الطرفين "طريق اللاعودة"، خصوصاً بعد دخول حركة "النهضة" على الخط وتمسكها ببقاء الشاهد على رأس الحكومة، دفاعاً عن الاستقرار السياسي في البلاد".
ويوجد الشاهد في "موقف محرج"، حيث إنه اليوم مدعو إلى الإجابة عن هذه الاستفسارات التي وجهها إليه حزبه، وتوضيح هذه النقاط علنياً، وذلك بعد فترة طويلة من الغموض بشأن مستقبله السياسي.
وتأرجحت التسريبات بين نية رئيس الحكومة التونسية الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وبين رغبته في تأسيس حزب جديد، أو سيطرته على "نداء تونس" واستبعاد السبسي الابن.
وينتظر أن تنتهي اليوم لعبة الصمت والمواربة، فيما تجد الهيئة السياسية لـ"نداء تونس" نفسها أيضاً في موقف صعب للغاية، لأن إبعادها للشاهد من الحزب سيشكل ضربة موجعة لما تبقى منه، بعد موجة استقالات كبيرة بين قياديّيه ونوابه.
ويلتقي رئيس البرلمان، محمد الناصر، اليوم الخميس، رئيس الحكومة، لـ"التباحث في بعض الملفات البرلمانية".
وقالت مصادر إن ملف علاقة الشاهد بالحزب ستكون من بين هذه الملفات التي سيبحثها الطرفان.
وفي سياق آخر، قررت الهيئة السياسية لـ"نداء تونس" في اجتماع أمس تعيين رضا شرف الدين على رأس لجنة إعداد مؤتمر الحزب بعد تأكيد موعده في 26 و27 يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.