السفير الأميركي ينصح حكومة نتنياهو بعدم مواجهة ترامب

12 مايو 2017
نُصح نتنياهو بعدم خوض مواجهة مع ترامب(شاؤول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ السفير الأميركي لدى تل أبيب دايفيد فريدمان، نصح مؤخّراً حكومة بنيامين نتنياهو، بعدم الخوض في مواجهة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدم وضع عراقيل أمام مبادرته السياسية، للتوصّل إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوردت الصحيفة، اليوم الجمعة، أنّ فريدمان نصح الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع إدارة ترامب، خاصة وأنّ الرئيس الأميركي "مصمّم" على تحقيق اتفاق كهذا، بحسب السفير، معتبراً أنّه من المهم بالتالي أن تتعاون إسرائيل مع مبادرة ترامب، وتساعده على النجاح بها.

وقالت الصحيفة، إنّ فريدمان أجرى، خلال الأسابيع الأخيرة، محادثات مكثّفة مع دبلوماسيين إسرائيليين وأعضاء في الحكومة، شدّد خلالها على هذا الأمر، مؤكداً للجانب الإسرائيلي أنّ ترامب يحمل "فرصة كبيرة" لإسرائيل، وأنّه معني بمساعدتها أيضاً في التوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.


وأشار فريدمان في محادثاته، بحسب "هآرتس"، إلى حقيقة أنّ ترامب اختار وعيّن في كلّ المناصب المتعلّقة بإسرائيل، موظفين أو مستشارين يهودا متدينين أورثوذكسيين.

وبحسب الصحيفة، فإنّ تقارير في الإعلام الإسرائيلي، ذكرت أنّ حكومة نتنياهو قلقة من التصريحات والاتصالات التي يجريها الرئيس الأميركي، وخاصة مما قد يحمله خطابه المرتقب خلال زيارته لإسرائيل في 22 من مايو/ أيار الجاري، وتحديداً لجهة أن يحدّد هذا الخطاب مبادئ ترامب للتسوية مع الفلسطينيين، مع تحديد حلّ الدولتين على رأس هذه المبادئ، حتى لو تضمّن الخطاب وعوداً بعدم فرض إملاءات على إسرائيل.

وأشارت "هآرتس"، في هذا السياق، إلى أنّ المساعي الإسرائيلية تنصبّ حالياً، على ضرورة أن يشمل خطاب ترامب، والمقرّر أن يلقيه من على "قلعة مسادا" التي تحكي أسطورة انتحار جماعات يهودية رفضاً للاستسلام للرومانيين، اعترافاً بكون القدس "الموحدة" عاصمة إسرائيل، وهو ما ستكون له دلالات وتبعات في المفاوضات القادمة.


وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد نشرت، أمس الخميس، تقريراً نقلت فيه عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية قولهم، إنّ نتنياهو "قلق" من تصميم ترامب على التوصّل إلى سلام، ومن الاهتمام الكبير الذي يبديه في المسألة الفلسطينية.

ويكمن قلق نتنياهو، بحسب الصحيفة، من حقيقة كون ترامب "صديقاً معلناً" لإسرائيل، إذ إنّه لن يكون بمقدور نتنياهو، خلافاً لعهد باراك أوباما، تجنيد الكونغرس الأميركي ضدّ مبادرة سياسية يطلقها ترامب.

وفي السياق، أشار تقرير ليوسي فيرتير في صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أنّ حجم القلق الإسرائيلي السائد في أوساط اليمين الإسرائيلي اليوم، يضاهي حجم التفاؤل الذي أبداه هذا اليمين مع صعود ترامب، ووصل إلى أوجه في حينه، بتصريحات وزير التربية والتعليم، عن حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، بأنّ انتخاب ترامب يعني "طي ملف الدولة الفلسطينية وحلّ الدولتين".

في المقابل، رأى فيرتير أنّ التفاؤل انتقل عملياً إلى الجاب الفلسطيني، معتبراً أنّ الفلسطينيين "تمكّنوا على ما يبدو من أسر فؤاد ترامب واستمالته إلى جانبهم".

مع ذلك، يبدو أنّ حكومة نتنياهو من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، ستضطران إلى التعامل مع مبادرة ترامب، التي لا تزال مجهولة من حيث بنودها الأساسية، من أجل ضمان ألا يتمّ تحميل المسؤولية لهم، في حال تعثّر جهود الرئيس الأميركي.

وسيسعى نتنياهو، في ظلّ تحذيرات ونصائح السفير فريدمان، إلى المناورة وإبداء مواقف مؤيدة بشكل عام لمبادرة ترامب، أملاً في أن يأتي الرفض في نهاية المطاف من الجانب الفلسطيني، وبالتالي تحميل الفلسطينيين المسؤولية الكاملة، والادعاء مجدّداً أنّه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام على أساس حلّ الدولتين.