خمسة أعوام على بناء "النهضة".. وقلق مصري على المياه

02 ابريل 2016
إثيوبيا تواصل تشييد السد (Getty)
+ الخط -
احتفلت إثيوبيا، اليوم السبت، بالذكرى الخامسة لبناء "سدّ النهضة"، حين وضع رئيس وزراء إثيوبيا الراحل ملس زيناوي حجر الأساس للسدّ في 2 أبريل/ نيسان عام 2011، ومن المحتمل الانتهاء من بناء السد العام المقبل 2017 ليكون أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالمياً في قائمة أكبر السدود إنتاجاً للكهرباء.


وأصاب الاحتفال بالذكرى الخامسة لبناء السد الإثيوبي الشعب المصري بالحزن، والخوف من الفقر المائي الذي ستواجهه مصر بعد تشغيل أكبر وأضخم سدّ في أفريقيا، بسبب اقتطاع جزء كبير من حصة مصر المائية التي تبلغ 74 مليار متر مكعب سنوياً. وبحسب خبراء في الكهرباء، فإن أي نقص في تلك الكمية من المياه، من الممكن أن يؤثر سلباً على حركة توربينات الكهرباء بمحطة السدّ العالي بمحافظة أسوان.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة الري المصرية، أن سكوت الحكومة المصرية، ممثلة في وزير الري الجديد محمد عبد المعطي، على تلك الاحتفالات دليل على فشل النظام بالكامل في الوصول إلى أي حلول إيجابية مع أديس أبابا حول السد، مؤكداً أن إثيوبيا تعمل بكل قوتها على مدار الساعة من أجل اكتمال بناء السد في الوقت المحدد، الذي من المقرر تشغيله في يونيو/ حزيران من عام 2017.


وأضاف المصدر نفسه أن إثيوبيا ماضية حتى النهاية في بناء السد، وأنها لن تتراجع حتى يكتمل بناؤه، وأن مشروع بناء السد يسير بمعدلات أسرع من سير المفاوضات التي تقوم بها الحكومة المصرية مع السودان وإثيوبيا، من أجل التوصل لاتفاق مشترك محكوم عليه بالفشل، مشيراً إلى أن إثيوبيا ليس لديها أي بوادر أمل للتفاوض حول المشروع الذي ترى أنه سيحولها إلى وضع اقتصادي وسياسي أفضل بكثير مما تعيشه حالياً.

وقال المصدر إن الموقف المصري لا يزال يسير في"التحايل" للوصول إلى صيغة مناسبة للتفاوض، وأن الجميع في وزارة الري المصرية لديه خيبة أمل في عدم الوصول إلى أي اتفاق مرضٍ لمصر بخصوص السد، مضيفاً أن الجميع في الحكومة على يقين من أن أديس أبابا نجحت بامتياز في بناء سد النهضة، وأن كل ما تقوم به مصر من محاولات محكوم عليه بالفشل.

ولفت المتحدث إلى أن إثيوبيا استطاعت أن تستدرج النظام في التوقيع على اتفاقية المبادئ، التي تضمنت فعليًا ولأول مرة اعترافا رسميا مصريا بحق إثيوبيا في تشييد السد والاستفادة من الكهرباء المتولّدة منه، وقال إن إثيوبيا ماضية حتى النهاية في بناء السد، وأنها لن تتراجع حتى يكتمل بناؤه، ما يضع مصر في أزمة مائية عميقة ستكون لها "تأثيرات كارثية" في المستقبل.


وفي سياق متصل، قال وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام، إن احتفال إثيوبيا بالعام الخامس لبناء سد النهضة دليل على نجاحها في هذا المشروع الضخم، مؤكداً أن استكمال بناء السد سوف يشجع دولا أفريقية أخرى على إقامة مثل ذلك السد خلال السنوات المقبلة، موضحاً أن أسباب نجاح إثيوبيا في بناء السد هو موقف بعض القوى الدولية والإقليمية في الوقوف إلى جوارها.

وقال علام إن هناك "تواطؤا سياسيا" من جانب الفريق المفاوض المصري، "وإثيوبيا تسوّف في المحادثات لعلمها بتواطؤ المسؤولين. وإثيوبيا استطاعت أن تتلاعب بالنظام المصري وتماطل في المفاوضات حتى تستكمل بناء السد ليبقى واقعاً لا يمكن تغييره"، محذراً من أن مصر مقبلة على كارثة مائية ما لم تتخذ السلطات خطوات جادة نحو حسم الموضوع الذي يضر بالأمن القومي ويهدد بفقدان أكثر من 2 مليون فدان و40 في المائة على الأقل من قدرة السد العالي الكهربائية وخسارة من 9 إلى 12 مليار متر مكعب من حصة مصر المائية سنوياً.

وأضاف علام أن مختلف المفاوضات التي أجرتها مصر خلال السنوات الماضية كانت عبثية وفاشلة، والنتيجة خروج مصر من تلك المباراة "فاشلة"، وأن هذا الفشل سوف يدمر مصر بالكامل، مشدداً على أن استمرار مصر في تلك المفاوضات خلال السنوات الماضية كان فضيحة، وتحقق هدف أديس أبابا في الحصول على المزيد لإكمال بناء السد كما هو مخطط ومعلن، معتبراً أن الارتباك السياسي الداخلي الذي شهدته مصر عقب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني عام 2011 استغلته إثيوبيا لصالحها، بحيث تم توظيف ما حدث داخل مصر في بناء السد فى الوقت الذي أظهرت فيه أحياناً صورة التعاون مع مصر من أجل استكمال هدفها.