تلك السجون باتت ورقة تهديد من قبل "قسد" ضد العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شرق الفرات ضدها، في حين حمّلت واشنطن مسؤولية السجناء لأنقرة، كما أعلن فصيل من "الجيش السوري الحر" المشارك في العملية ضد "قسد" استعداده لتولي مسؤوليتها.
وأعلن جيش "مغاوير الثورة"، الذي يتلقى دعماً أميركياً ويتخذ من منطقة التنف شرقي سورية مركزاً له، مساء أمس، استعداده تأمين سجون تنظيم "داعش" دون قيد أو شرط.
وأوضح الفصيل، المنتشر قرب الحدود العراقية، في بيان، أن عرضه يأتي "بهدف عدم هروب عناصر التنظيم"، ولكونه جزءاً من التحالف الدولي، ولعدم مشاركته في أي صراع داخلي.
وجاء البيان بعد إعلان مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) هروب مئات عناصر التنظيم من سجون في مدينة عين عيسى، بريف الرقة، الأحد الماضي.
ومع بدء العملية العسكرية التركية في شرق الفرات، وردت أنباء من وسائل إعلام تابعة لـ"قسد"، التي تديرها "وحدات حماية الشعب" الكردية، مفادها هروب العشرات من عناصر التنظيم، متذرعة تارة بقصف تلك السجون من قبل تركيا، وتارة بسحب حراسة تلك السجون من أجل مد الجبهات بالمقاتلين ضد التدخل التركي.
وزعمت "قوات سورية الديمقراطية"، الخميس الماضي، وذلك بعيد ساعات من بدء العملية التركية، أن قوات الأخيرة "استهدفت مساء الأربعاء جزءا" من سجن في مدينة القامشلي يضم عددا كبيرا من عناصر "داعش"، ينتمون إلى أكثر من 60 جنسية.
وفي غضون ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووسائل إعلام أميركية، عن نقل سجناء "خطرين" من عناصر "داعش" إلى العراق خشية فرارهم من السجن.
وأطلق ترامب مؤخرا العديد من التصريحات التي أوضح فيها أن الدول الأوروبية لا ترغب في استعادة عناصر "داعش" الذين يحملون جنسيتها، حيث يتواجد الآلاف مع عائلاتهم في سجون "قسد".
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، فإن أبرز السجون التي تحتجز بها "قسد" عناصر "داعش" تقع خارج نطاق المناطق التي تستهدفها العملية التركية في الوقت الحالي، وفرار عناصر "داعش" منها يعود إلى تسهيل ذلك من قبل "قسد".
وبحسب ما ذكرته مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، فإن غالبية المعتقلين في السجون من عناصر "داعش" ينتمون للجنسية العراقية، وهناك المئات من العناصر من الأوروبيين وبقية الجنسيات العربية.
وأبرز تلك السجون، بحسب المصادر، هي "سجن غويران"، ويقع في مدينة الحسكة، و"سجن هيمو" الذي يقع شرق القامشلي، وتشرف عليه "قسد" إلى جانب القوات الأميركية، و"سجن المالكية" الذي يقع في أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، وأيضا تشرف عليه القوات الأميركية إلى جانب "قسد"، و"سجن علايا" الواقع بالقرب من مدينة القامشلي، وجميعها حاليا خارج نطاق المنطقة التي تستهدفها العمليات التركية.
ووفق إشارة المصادر، فإن تلك السجون تضم في معظمها عناصر التنظيم الأجانب، ومن يصنفون بالخطيرين، موضحة أن هناك سجونا ضمن القواعد الأميركية في المنطقة، وأبرزها في حقل العمر النفطي، حيث تحتجز القوات الأميركية عناصر خطرين من التنظيم.
أما بقية السجون فمعظمها يقع بالقرب من المخيمات التي تحتجز بها "قسد" عائلات عناصر التنظيم، سواء السوريون منهم أم الأجانب، ومنها مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي، ومخيم عين عيسى شمال الرقة، ومنطقتا عين الخضرة وروج قرب القامشلي.
وهناك سجون متفرقة في مناطق سيطرة "قسد" في مدينتي عين العرب ومنبج، وتلك لم تشملها العمليات التركية أيضا. وبحسب المصادر، فإن السجناء هناك جلهم من السوريين ومن أبناء المنطقة، وأطلق معظمهم بوساطات العشائر المحلية، وذلك عقب شهور من السيطرة عليهما.
حتى إن المصادر ذكرت أن عددا من أولئك المطلقين باتوا مقاتلين في صفوف المليشيا، إما بعد تجنيدهم إجباريا من قبل الأخيرة، أو انخراطهم طوعا في صفوفها.