وأضاف جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي في العاصمة الألبانية تيرانا، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، أنّ قرابة مليون شخص نزحوا من هناك بسبب هجمات النظام التي تدعمها روسيا.
وأشار إلى أن ألمانيا قدمت 40 مليون يورو (44 مليون دولار) دعما لخطط تركيا لتوطين السوريين الفارين من إدلب.
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن الجيش التركي سيضرب قوات النظام السوري في حال كررت اعتداءاتها على الجنود الأتراك، حتى لو كان ذلك خارج المناطق المشمولة باتفاق سوتشي في شمال سورية.
وأضاف أردوغان أن "الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب لن تستطيع التحرك بحرية كما كانت في السابق"، مشيراً إلى أن "تركيا لن تظل صامتة حيال ما يجري في إدلب، رغم تجاهل الجميع للمأساة الحاصلة هناك".
وجدد أردوغان كلامه عن المهلة التي منحها للنظام، مشدداً على إصرار بلاده على خروج النظام السوري إلى خارج نقاط المراقبة التركية في شمال سورية، بحلول نهاية فبراير/ شباط الحالي. واستطرد في هذا السياق: "لن نتراجع عن ذلك وسنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو دون تردد".
وفي تصريحات أخرى للصحافيين، عقب اجتماع الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" بالبرلمان، صرح الرئيس التركي بأنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في إدلب والأضرار التي ألحقها النظام السوري وروسيا بالقوات التركية.
وكان الكرملين وتزامناً مع إلقاء أردوغان لكلمته، قد قال إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي، في اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، أوضاع محافظة إدلب السورية.
وأضاف، في بيان مقتضب بشأن الاتصال، أن بوتين وأردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سورية، وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سورية، من خلال الوكالات المعنية.
وعاد الكرملين ليرد على تصريحات أردوغان للصحافيين، وذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال في تصريحات لاحقة إنّ موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أنّ الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة.
ووصفت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية التركية كلام أردوغان، اليوم الأربعاء، حول التطورات بإدلب، بأنّه "موقف واضح وغير مسبوق في دعم المعارضة السورية عسكرياً، وهناك جدية كبيرة لدى تركيا تختلف هذه المرة عن المرات السابقة، وتؤكد على مضي تركيا قدماً في طريقها نحو الحل العسكري إن لم تنسحب قوات النظام".
وأفادت المصادر لـ"العربي الجديد"، بأنّ "كلام أردوغان واتصاله مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خرج بموقف في أنقرة يوصف بأنه الفرصة الأخيرة للدبلوماسية، حيث كان أردوغان حازماً وواضحاً في كلمته واتصاله بأنّ أنقرة لن تتسامح مع أي خرق أو استفزاز من أي شخص كان، بما في ذلك النظام والتنظيمات الراديكالية، التي دائماً ما توفر الاستفزاز اللازم لتنفيذ روسيا والنظام هجماتهما".
واعتبرت المصادر أنّ "الفرصة الآن هي الأخيرة للدبلوماسية، وبعدها إذا لم تنجح الجهود بحصول تركيا على ما تطلبه من روسيا، خاصة بعد إيفاد وفد رفيع المستوى إلى موسكو يضم كلًا من وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي آكار، فإنّ أصعب الخيارات وآخرها، أي الحرب، ستكون الخيار الوحيد لدى أنقرة، حيث إن أي عملية مقبلة قد تصل إلى أبعد من حدود محافظة إدلب".