السلطات الأردنية تعتقل معارضَين وسط تنديد وتحذير من عودة الاعتقالات

03 يونيو 2020
مخاوف من عودة الاعتقالات السياسية (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت السلطات الأردنية، أمس الثلاثاء، البرلماني السابق والمعارض البارز أحمد عويدي العبادي، والناشط والمعارض السياسي المهندس صبر العضايلة، في خطوة لاقت انتقادات وتحذيرات من عودة الاعتقالات السياسية.
ووصف نميّ، نجل العبادي، في فيديو مصور اعتقال والده بأنه "عملية اختطاف" جاءت بعد استدراج الأجهزة الأمنية له، محمّلاً السلطات الأردنية مسؤولية الحفاظ على سلامته وصحته، لافتاً إلى أن والده في أواسط السبعينيات من العمر، ولديه أمراض مزمنة.
وقال إن نشر والده لمذكراته قد يكون سبب اعتقاله، مضيفاً أن على الدولة أن تعتقل الفاسدين لا المواطنين، والمعارضين.
وأشار إلى أن والده تفرغ منذ خمس سنوات للبحث والتأليف، محمِّلاً عدداً من المسؤولين بصفتهم الشخصية والوظيفية تبعات اعتقال والده.


والعبادي عقيد متقاعد من القوات المسلحة الأردنية ونائب أسبق في مجلس النواب الأردني، ومعارض حالي، واشتهر بانتقاده المستمر لسياسات العائلة المالكة في الأردن. 
وتخرج العبادي من جامعة بيروت العربية، من كلية الآداب قسم جغرافيا عام 1969، وحصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية والتاريخية والجغرافية من معهد الدراسات الإسلامية العالي بالقاهرة عام 1978، ثم نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والاجتماعية من جامعة كامبريدج البريطانية.
وفي سياق متصل، اعتقلت السلطات الأردنية أمس الثلاثاء أيضاً الناشط والمعارض السياسي المهندس صبر العضايلة.
وانتقد مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال العبادي والعضايلة، وكتب ليث محمود في تغريدة على موقع "تويتر": "في يوم واحد اعتقال شيخ الأحرار صبري العضايلة، والدكتور أحمد عويدي العبادي موجة الاعتقالات التي نشهدها منذ فترة تدل على أن القرارات القادمة لن تعجب أحداً والمرحلة القادمة ستشهد حملة أوسع من الاعتقالات لتخويف الشعب وإخراسه، وكالعادة الجبان سيزداد جبناً، والحر لن يزداد إلا ثباتاً وقوة".


من جهته قال الناشط معتز ربيحات: "شكله بلشت حملة الاعتقالات! اعتقال صبري العضايلة، وبعدها خبر اعتقال أحمد العويدي العبادي، داخلين على مرحلة صعبة".


وكتب شادي عويدي العبادي: "نُحمّل الدولة والحكومة المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة الدكتور أحمد عويدي العبادي ومن أمر باعتقال واختطافه، ونطالب بالإفراج عنه فوراً قبل فوات الأوان، لأننا لن نسكت ولن نتنازل عن شيوخنا وكبارنا وعمدان بيوتنا، وأي مكروه يصيبه لا سمح الله سيكون القادم أعظم".


من جهته، طالب الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي، في تغريدة له، بالإفراج عن المعتقلين: "الحرية لكل صاحب حق، ولكل صاحب رأي، ولكل صاحب موقف. الحرية للشيخ صبري العضايلة، الدكتور أحمد عويدي العبادي. البطل عبد الله أبو صايل.، النائب سليم بطاينة، السيد معتصم البطاينة... ولكل حر كريم".


وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد انتقدت في تقريرها العالمي 2020 السلطات الأردنية، وقالت إنها كثفت من اعتقال المتظاهرين والنشطاء السياسيين ومعارضي الفساد مع تزايد الاحتجاجات على سياسات التقشف الاقتصادي في الأردن.
وأشارت إلى أن السلطات احتجزت عشرات النشطاء السياسيين، واتهمت بعضهم بموجب أحكام غامضة في القوانين الأردنية التي تُستخدم للحد من حرية التعبير، مثل "تقويض نظام الحكم السياسي" أو "إهانة الملك" أو "التشهير عبر الإنترنت".


وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، مايكل بَيج: "أغلق الأردن على نحو متزايد سبل الاحتجاجات العامة والتعبير عبر الإنترنت في 2019. على المسؤولين والمُشرّعين الأردنيين أن يجعلوا من إزالة التشريعات الغامضة المُستخدمة للحد من الخطاب السلمي أولوية لهم في 2020".