غياب طيران التحالف يمكّن "داعش" من مصفاة بيجي

04 مايو 2015
"داعش" سيطر على 75% من مصفاة بيجي (فرانس برس)
+ الخط -
حقق تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، في الأيام الأخيرة تقدماً عسكرياً ملحوظاً في مصفاة بيجي النفطيّة (أكبر مصفاة في العراق)، إذ قطع خطوط الإمداد عن القوات الأمنية التي تقاتل داخل المصفاة، في ظل غياب طيران التحالف الدولي، مما أثر سلباً على القوات الأمنيّة.

وقال مصدر محلّي في محافظة صلاح الدين لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع الأمني داخل المصفاة خطير للغاية، حيث إن الاشتباكات مستمرة طيلة الليل، بين القوات الأمنية المحاصرة في المصفاة وبين داعش"، مبيناً أنّ "التنظيم أمّن ظهره وطريق إمداداته بشكل كامل، الأمر الذي يتيح له القدرة على إدامة زخم المعركة".

وأشار إلى أنّ "وضع القوات الأمنيّة داخل المصفاة وضع مأساوي جداً؛ إذ قطع التنظيم عنها خطوط الإمداد، في وقت تعدّ فيه الإمدادات والتعزيزات العسكرية قليلة جداً قياساً بما يجري في المصفاة".

من جهته، حمّل عضو لجنة الأمن في مجلس صلاح الدين، محمد النيساني، الحكومة "مسؤوليّة ما يجري من تدهور أمني خطير داخل المصفاة"، مؤكّداً أنّ "التنظيم بات يسيطر على أكثر من 75 في المئة من المصفاة".

وأوضح النيساني، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة لم تستطع منع الحشد الشعبي من التواجد في المحافظة، الأمر الذي حال دون دخول طيران التحالف فيما يجري في المصفاة، ما تسبب بهذا التردي الأمني"، مبيناً أنّ "القوات الأمنية بحاجة إلى دعم من طيران التحالف، والطيران لن يشارك مع وجود الحشد، والقوات الأمنية هي، اليوم، ضحية هذه المناكفات السياسية".

ودعا، الحكومة إلى "اتخاذ موقف حازم ودراسة الموقف الميداني الخطير، ومحاولة إدخال طيران التحالف الذي يستطيع وحده تغيير مجريات المعركة".

وفي السياق، رأى الخبير العسكري، عبد العظيم الشمري، وهو لواء ركن متقاعد من الجيش السابق، أنّ "المعارك يجب أن تخلو من المجاملات السياسيّة".

وأوضح الشمري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "مجاملات الحكومة للحشد الشعبي حمّلت البلاد خسائر كبيرة، بدءاً بتكريت وديالى وانتهاءً بالأنبار"، مشيراً إلى أنّه "يجب على الحكومة أن تتعامل مع معطيات ميدانية حقيقية، لتستطيع تدارك الموقف في جبهات القتال".

وأكّد الشمري، أنّ "الواقع يؤشّر أن القوات الأمنيّة التي تقاتل في بيجي ليس لها القدرة على حسم المعركة، وهي بحاجة إلى غطاء طيران التحالف، كما أن الحشد الشعبي لا يستطيع حسم المعركة، الأمر الذي يحتم في كل الأحول دخول طيران التحالف"، مضيفاً أنه "على الحكومة هنا اتخاذ القرار الحكيم والشجاع، فإمّا أن تضحي بالقوات الأمنية وبالمصفاة وتجامل الحشد الشعبي، أو تدخل طيران التحالف وتحافظ على القوات الأمنية والمصفاة وتحافظ على هيبة الدولة".

وأوضح الخبير العسكري، أنّ "خسارة المعركة وتحقيق الانتصار متعلق بالقرار الحكومي، وهي وحدها التي تتحمّل المسؤوليّة".

اقرأ أيضاًمعارك بين "داعش" والقوات العراقية داخل مصفاة بيجي