لم يكن مفاجئاً نشر موقع "أزار ديفينز" تقريراً، أول من أمس (الثلاثاء)، تحدث علانية عن الدور الإسرائيلي في المواجهات الأخيرة التي اندلعت في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا بقدر ما كشف عن عمق العلاقات العسكرية والتعاون الاستراتيجي بين أذربيجان وإسرائيل منذ تبادل السفراء بينهما في عام 1992. فقد أقرّ التقرير المذكور أن أذربيجان استعانت بما سمّاه "الطائرات الانتحارية من غير طيار" الإسرائيلية الصنع لقصف قوافل الجنود الأرمينيين، في المواجهات العسكرية الأخيرة.
وأعاد التقرير إلى الأذهان الدور الذي تلعبه إسرائيل في مثلث الدول القوقازية: جورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا، وفي تحرك إسرائيل النشط في المنطقة ككل وسعيها لتكريس علاقات مميزة مع الجمهوريات الإسلامية القوقازية التي كانت جزءاً من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً إلى حين تفككه مطلع العقد الأخير من القرن الماضي. وفي مقدمة هذه الدول إضافة إلى الدول الثلاث المذكورة أعلاه، أيضاً كازاخستان وأوزبكستان.
اقــرأ أيضاً
ولعل المفاجأة في نشر التقرير المذكور، في ما يبدو أنه تورط إسرائيل في ساحة إقليمية بعيدة عنها، ما من شأنه أن يضرّ بالعلاقات التي تنسجها إسرائيل مع روسيا تحت زعامة فلاديمير بوتين، ضمن السياسة التي كان قد رسم حدودها في العقد الماضي أفيغدور ليبرمان، عندما كان وزيراً للخارجية في حكومة بنيامين نتنياهو السابقة، كمسعى للاعتماد على روسيا وتطوير العلاقة معها، بعد عامين من الحرب الروسية الجورجية التي وقفت فيها إسرائيل إلى جانب جورجيا ومدتها بالسلاح بمختلف أنواعه، إذ قدمت لها ليس فقط السلاح الدفاعي، بل أيضاً مدتها بوسائل وأسلحة هجومية وفق اتهام روسيا في حينه للحكومة الإسرائيلية.
وبالرغم من أن روسيا وإسرائيل قطعتا في العامين الماضيين شوطاً في تحسين العلاقة بينهما، ولا سيما بعد التفاهم على تنسيق أمني رفيع في الملف السوري، إلا أن السياسة الإسرائيلية في القوقاز، تبدو كأنها تسير في مسار سعي دول حلف شمال الأطلسي وبينها تركيا، إلى محاولة تحجيم الدور الروسي على الساحة الدولية ككل، والوصول إلى تأثير ونفوذ في الجمهوريات الإسلامية في القوقاز، طمعاً في ضمّ بعضها ربما، على غرار أذربيجان إلى حلف شمال الأطلسي من جهة، والاعتماد على الموارد الطبيعية، ولا سيما الغاز الذي تم اكتشافه في العقد الماضي في بحر قزوين من جهة ثانية.
مع ذلك فإن إسرائيل التي سارعت منذ عام 1991 إلى الاعتراف بالجمهوريات الإسلامية في القوقاز وإقامة علاقات دبلوماسية معها، تتحرك بشكل أساسي بدافع بناء تحالفات في آسيا الوسطى بما يخدم سياساتها المختلفة، واقتصادها وفتح أسواق جديدة لتجارة السلاح، وتجنيد دعم دول "إسلامية معتدلة" إلى جانبها في المؤسسات الدولية.
وتعكس العلاقات الخاصة بين إسرائيل وأذربيجان، فضلاً عن علاقتها مع كازاخستان التي أقامت إسرائيل معها علاقات دبلوماسية منذ عام 1992، الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسرائيل لموطئ قدم لها في هذه الدول، لكونها دولاً مجاورة لإيران، يمكن استغلال أراضيها، في حالة قررت توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقد ذكرت تقارير مختلفة في الفترة بين 2008 و2012 وهي الفترة التي يعتقد أن إسرائيل كانت تخطط لضرب إيران، أن النشاط الإسرائيلي في كل من كازاخستان وأذربيجان، وجورجيا، كان يهدف ليس فقط لتبادل الخبرات العسكرية والمناورات المختلفة، وإنما بلغ حد اتهام إيران لإسرائيل بأنها أقامت قاعدة عسكرية في أذربيجان لإطلاق ضربتها ضد إيران.
ووفقاً للمعطيات الإسرائيلية الرسمية، فقد باعت إسرائيل مثلا إلى جورجيا وأذربيجان أسلحة مختلفة بدءاً من منظومات الإنذار مروراً بالطائرات بدون طيار ووصولاً إلى الصواريخ بنحو ثلاثة مليارات دولار، 1.6 منها فقط كانت في عام 2012 عندما زودت إسرائيل أذربيجان بأسلحة مختلفة دفاعية وهجومية. كما أن إسرائيل أطلقت قمرين صناعيين من كازاخستان عامي 2011 و2013.
وفيما يرى محللون في إسرائيل أن العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان تستند بشكل أساسي إلى بحث إسرائيل عن حلفاء في آسيا الوسطى ضد إيران، إذ يرى هؤلاء أن إسرائيل وأذربيجان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعتبران إيران عدواً وجودياً لهما، فإن مجمل المصالح الاقتصادية والعسكرية بين إسرائيل وأذربيجان ترتبط أيضاً بجهد حلف شمال الأطلسي لتحجيم الدور الروسي. كما تقوم بين إسرائيل وأذربيجان علاقات تعاون استخباري عميقة.
وقد اكتسبت العلاقات الإسرائيلية الأذرية بعداً إضافياً بعدما تحولت أذربيجان إلى الدولة الرئيسية المصدرة للنفط لإسرائيل عبر أنبوب النفط الذي يمرّ من تركيا.
وكان الباحث الإسرائيلي المختص بسياسات أوروبا الشرقية، زئيف حنين، قد أقرّ في عام 2008 بتورط إسرائيل في دعم جورجيا، وأن سياسة إسرائيل تقوم في دول القوقاز، على إيجاد ورقة يمكن لها استخدامها في وجه روسيا (قبل تطور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سورية منذ سبتمبر/أيلول الماضي)، ولا سيما أن روسيا تزود الدول المعادية لإسرائيل، مثل إيران وسورية بالسلاح. وأقرّ يومها أنّ جورجيا وأذربيجان هما جزء من محور تبنيه إسرائيل في آسيا الوسطى لمواجهة إيران وبلورة "كتلة من الدول الإسلامية المعتدلة المؤيدة لإسرائيل". ولفت إلى أن إسرائيل استغلت وتستغل الاعتقاد لدى النخب الحاكمة في هذه الدول الخارجة من الاتحاد السوفييتي، بأن الطريق للغرب وقلبه تمرّ أيضاً بإسرائيل.
وعلى الرغم من التوتر في العلاقات التركية – الإسرائيلية الراهنة، فإن المصالح الإسرائيلية المذكورة، دفعت بإسرائيل إلى عدم تغيير سياساتها في القوقاز والانتقال لتأييد روسيا في النزاع الأذري- الأرميني، بل لا تزال تفضل الحفاظ على محور العلاقات الجديد، حتى وإن قاد ذلك لوقوفها في نفس المحور مع تركيا المؤيدة لأذربيجان، ضد روسيا، لاعتبارها أن للمحور الجديد في القوقاز وارتباط هذا المحور بشكل أو بآخر بحلف شمال الأطلسي، أهمية استراتيجية على المدى البعيد ، ولا يضر بالضرورة بعلاقات التنسيق مع روسيا في سورية، بل قد يمنحها ورقة مهمة في ضمان مصالحها الإقليمية في المنطقة.
وأعاد التقرير إلى الأذهان الدور الذي تلعبه إسرائيل في مثلث الدول القوقازية: جورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا، وفي تحرك إسرائيل النشط في المنطقة ككل وسعيها لتكريس علاقات مميزة مع الجمهوريات الإسلامية القوقازية التي كانت جزءاً من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً إلى حين تفككه مطلع العقد الأخير من القرن الماضي. وفي مقدمة هذه الدول إضافة إلى الدول الثلاث المذكورة أعلاه، أيضاً كازاخستان وأوزبكستان.
وبالرغم من أن روسيا وإسرائيل قطعتا في العامين الماضيين شوطاً في تحسين العلاقة بينهما، ولا سيما بعد التفاهم على تنسيق أمني رفيع في الملف السوري، إلا أن السياسة الإسرائيلية في القوقاز، تبدو كأنها تسير في مسار سعي دول حلف شمال الأطلسي وبينها تركيا، إلى محاولة تحجيم الدور الروسي على الساحة الدولية ككل، والوصول إلى تأثير ونفوذ في الجمهوريات الإسلامية في القوقاز، طمعاً في ضمّ بعضها ربما، على غرار أذربيجان إلى حلف شمال الأطلسي من جهة، والاعتماد على الموارد الطبيعية، ولا سيما الغاز الذي تم اكتشافه في العقد الماضي في بحر قزوين من جهة ثانية.
مع ذلك فإن إسرائيل التي سارعت منذ عام 1991 إلى الاعتراف بالجمهوريات الإسلامية في القوقاز وإقامة علاقات دبلوماسية معها، تتحرك بشكل أساسي بدافع بناء تحالفات في آسيا الوسطى بما يخدم سياساتها المختلفة، واقتصادها وفتح أسواق جديدة لتجارة السلاح، وتجنيد دعم دول "إسلامية معتدلة" إلى جانبها في المؤسسات الدولية.
وتعكس العلاقات الخاصة بين إسرائيل وأذربيجان، فضلاً عن علاقتها مع كازاخستان التي أقامت إسرائيل معها علاقات دبلوماسية منذ عام 1992، الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسرائيل لموطئ قدم لها في هذه الدول، لكونها دولاً مجاورة لإيران، يمكن استغلال أراضيها، في حالة قررت توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقد ذكرت تقارير مختلفة في الفترة بين 2008 و2012 وهي الفترة التي يعتقد أن إسرائيل كانت تخطط لضرب إيران، أن النشاط الإسرائيلي في كل من كازاخستان وأذربيجان، وجورجيا، كان يهدف ليس فقط لتبادل الخبرات العسكرية والمناورات المختلفة، وإنما بلغ حد اتهام إيران لإسرائيل بأنها أقامت قاعدة عسكرية في أذربيجان لإطلاق ضربتها ضد إيران.
وفيما يرى محللون في إسرائيل أن العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان تستند بشكل أساسي إلى بحث إسرائيل عن حلفاء في آسيا الوسطى ضد إيران، إذ يرى هؤلاء أن إسرائيل وأذربيجان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعتبران إيران عدواً وجودياً لهما، فإن مجمل المصالح الاقتصادية والعسكرية بين إسرائيل وأذربيجان ترتبط أيضاً بجهد حلف شمال الأطلسي لتحجيم الدور الروسي. كما تقوم بين إسرائيل وأذربيجان علاقات تعاون استخباري عميقة.
وقد اكتسبت العلاقات الإسرائيلية الأذرية بعداً إضافياً بعدما تحولت أذربيجان إلى الدولة الرئيسية المصدرة للنفط لإسرائيل عبر أنبوب النفط الذي يمرّ من تركيا.
وكان الباحث الإسرائيلي المختص بسياسات أوروبا الشرقية، زئيف حنين، قد أقرّ في عام 2008 بتورط إسرائيل في دعم جورجيا، وأن سياسة إسرائيل تقوم في دول القوقاز، على إيجاد ورقة يمكن لها استخدامها في وجه روسيا (قبل تطور التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل في سورية منذ سبتمبر/أيلول الماضي)، ولا سيما أن روسيا تزود الدول المعادية لإسرائيل، مثل إيران وسورية بالسلاح. وأقرّ يومها أنّ جورجيا وأذربيجان هما جزء من محور تبنيه إسرائيل في آسيا الوسطى لمواجهة إيران وبلورة "كتلة من الدول الإسلامية المعتدلة المؤيدة لإسرائيل". ولفت إلى أن إسرائيل استغلت وتستغل الاعتقاد لدى النخب الحاكمة في هذه الدول الخارجة من الاتحاد السوفييتي، بأن الطريق للغرب وقلبه تمرّ أيضاً بإسرائيل.
وعلى الرغم من التوتر في العلاقات التركية – الإسرائيلية الراهنة، فإن المصالح الإسرائيلية المذكورة، دفعت بإسرائيل إلى عدم تغيير سياساتها في القوقاز والانتقال لتأييد روسيا في النزاع الأذري- الأرميني، بل لا تزال تفضل الحفاظ على محور العلاقات الجديد، حتى وإن قاد ذلك لوقوفها في نفس المحور مع تركيا المؤيدة لأذربيجان، ضد روسيا، لاعتبارها أن للمحور الجديد في القوقاز وارتباط هذا المحور بشكل أو بآخر بحلف شمال الأطلسي، أهمية استراتيجية على المدى البعيد ، ولا يضر بالضرورة بعلاقات التنسيق مع روسيا في سورية، بل قد يمنحها ورقة مهمة في ضمان مصالحها الإقليمية في المنطقة.