العراق: مساعٍ لإشراك قوات بريّة أميركيّة في معركة الموصل

07 يناير 2015
يعمل العبادي على تحرير الموصل في أسرع وقت (الأناضول)
+ الخط -

يؤكّد مسؤولون وقادة عسكريون عراقيون، في الفترة الأخيرة، قرب موعد معركة تحرير الموصل المرتقبة، في وقت يكشف فيه مصدر سياسي مطّلع لـ"العربي الجديد"، عن "مساع حكوميّة تُبذل لعقد اتفاق سرّي مع واشنطن لإشراك قوات برية أميركية في تحرير الموصل".

ويوضح المصدر أنّ "القادة العسكريين العراقيين والسياسيين يدركون أنّ الجيش العراقي غير قادر على حسم معركة الموصل، خصوصاً أنّهم يفكرون في عدم إدخال القوات الإيرانيّة إلى الموصل لحساسية المنطقة، وخوفاً من ردّة فعل أهالي المحافظة الرافضين لسياسة التدخّل الإيراني". ويشير إلى أنّ "القادة يحاولون أيضاً عدم إشراك قوات البشمركة الكرديّة في المعركة، خوفاً من تداعيات النجاحات الأخيرة التي حققتها، والتي تفاعل معها الشارع العراقي بشكل كبير، في وقت تنعدم ثقته في الجيش العراقي، وهو ما لا يصبّ في صالح الحكومة المركزيّة، بقدر ما يصبّ في صالح حكومة كردستان".

وتثبت دراسة الواقع الميداني، وفق المصدر العراقي ذاته، أنّ "الجيش العراقي، مدعوماً بالحشد الشعبي، لا يستطيع تحقيق أيّ تقدم في الموصل، بدون دعم أميركي برّي. وبالتالي، فإنّ المعركة ستكون خاسرة، لذا تمّ اتخاذ قرار بطلب قوة برية أميركية بشكل سرّي مع بدء تنفيذ الخطة".

ويؤكّد المصدر أنّ "القرار اتخذه القائد العام للقوات المسلحة، بالتشاور مع كبار القادة العسكريين، وسيتمّ التنسيق مع واشنطن في هذا الشأن"، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي "يحاول البدء بتحرير الموصل في أسرع وقت ممكن، لأنّه يحاول تحقيق إنجاز كبير على الأرض يُحسب له".

من جهته، يرى الخبير الأمني الاستراتيجي، واثق العبيدي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحديث عن معركة الموصل يتطلّب استعدادات كبيرة، خصوصاً أنّ الجيش العراقي غير مهيأ حالياً لخوض أي معركة من الناحية النفسيّة واللوجستيّة". ويؤكّد أنّ "الجيش العراقي إذا أراد شنّ هجوم على الموصل، فيجب أن يستعين بالجيش الأميركي، لأنّ النتائج، بدون الاستعانة به، ستكون عكسية"، لافتاً إلى أنّه "في حال هزم الجيش مرة ثانية فستكون نهاية له، وسيؤثر كثيراً على الواقع الأمني للبلاد، فضلاً عن أنّ ذلك سيصب في صالح تنظيم "داعش" معنوياً".

ولا ينكر القيادي الكردي، شوان محمد طه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك اتفاقاً استراتيجياً بين العراق والولايات المتحدة، على عدّة محاور، ومنها الجانب العسكري، الذي يتضمّن التدريب والتسليح ومساعدة القوات العراقيّة في وقت الحاجة، وهذا اتفاق صريح".

ويرى طه أنّه "في حال وجود نيّة للهجوم على الموصل، فإنّ ذلك يحتّم على القوات العراقيّة الاستعانة بالقوات الأميركيّة وقوات الناتو، لكون الحرب حالياً ليست على العراق وحده فحسب، وإنّما حرب على المجتمع الدولي، كما أنّ القوات العراقيّة غير مهيأة وغير قادرة على تحرير الموصل". ويشدّد طه على "أهميّة أن يكون هناك دور لأبناء عشائر الموصل في معركة مدينتهم، وعلى حاجتهم إلى التدريب والتسليح قبل المعركة"، مؤكّداً على "ضرورة أن تسبق المعركة بضربات نوعيّة قبل طائرات التحالف تمهيداً للهجوم". ويدعو القيادي الكردي الحكومة إلى أن "تتعامل مع قضيّة الموصل بتأنٍ وحكمةٍ، ومن دون خضوع للأجندات السياسيّة، وأنّ تحسب حساب الأهالي، وهم أكثر من مليون ونصف موجودين في المحافظة"، مضيفاً: "أرواحهم ليست رخيصة".

وتتحدث الحكومة العراقية منذ فترة عن تحرير الموصل، وتعد بقرب الهجوم عليها، فيما يشكك عسكريون وخبراء أمنيون في قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة وتحقيق نجاحات في الموصل.

المساهمون