استدعت وزارة الخارجية العراقية، يوم الخميس، القائم بالأعمال الإيراني وأبلغته رفض بغداد لقيام إيران بقصف معسكرات داخل الأراضي العراقية.
وقالت الوزارة في بيان: "على خلفية قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقصف معسكرات داخل العراق تضم قوات عراقية وغير عراقية، استدعت وزارة الخارجية سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق، صباح هذا اليوم (الخميس)، وقد أناب عنه القائم بالأعمال المؤقت موسى طبطبائي، وذلك لتواجد السفير في إيران في مهمة رسمية".
وأشارت الخارجية العراقية إلى إبلاغ طبطبائي رفض حكومة جمهورية العراق تلك الاعتداءات واعتبارها خرقاً للسيادة العراقية، وكذلك دعوة جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس، وعدم جعل العراق ساحة حرب لتصفية الحسابات.
وأوضحت أنها أكدت للقائم بالأعمال الإيراني أن العراق بلد مستقل، وأن أمنه الداخلي يحظى بالأولوية والاهتمام البالغين.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن 22 صاروخا استهدفت، ليل الثلاثاء - الأربعاء، قاعدتين عسكريتين توجد فيهما قوات أميركية في غرب وشمالي البلاد. وأقر الحرس الثوري الإيراني بإطلاق الصواريخ انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية قبل أسبوع.
يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه التقاطع في وجهات النظر بين النواب والمسؤولين العراقيين بشأن مستقبل الوجود الأميركي في العراق.
وقال القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني" محمود خوشناو إن وجود التحالف الدولي الذي يضم قوات أميركية في العراق أمر ضروري في الوقت الحاضر، مطالبا في مقابلة متلفزة، الحكومة العراقية بالتأني بقرارها الطلب من القوات الأجنبية، وخصوصا الأميركية، مغادرة البلاد، مشيرا إلى خشيته من تأثير بعض الأخطاء على أمن العراق.
في المقابل، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي")، كريم المحمداوي، إن القصف الإيراني لقواعد عسكرية عراقية توجد فيها قوات أميركية ليس كافيا، مؤكدا في تصريح صحافي، أن الإيرانيين يريدون إخراج أميركا من المنطقة، ولديهم القدرة على ذلك، بحسب قوله.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي إن مغادرة القوات الأجنبية العراق ستنعكس بشكل إيجابي على البلاد، مؤكدا في بيان عقب لقائه سفير الاتحاد الأوروبي في العراق مارتن هوث، أن موقف الحكومة ومجلس النواب بطلب انسحاب القوات الأجنبية له أثر إيجابي على أمن واستقرار وسيادة العراق.
وأشار إلى رغبة العراق الدائمة في إقامة أفضل العلاقات مع الجميع وحفظ أمن واستقرار المنطقة.
ونقل البيان عن سفير الاتحاد الأوروبي دعوته إلى التهدئة وعدم تصعيد المواقف الدولية في هذا الظرف والعمل المشترك لتجنب المخاطر المحتملة جراء أي تصعيد في الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.