وفي السياق، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، إن ما يُحظر على بلاده العمل عليه وصناعته في المجال الصاروخي هو "إنتاج صواريخ تحمل رؤوسا نووية"، مؤكدا أن "الجمهورية الإسلامية لا تقوم بذلك".
واعتبر أن الصواريخ "محدد مهم في القوة الدفاعية والعسكرية" لإيران، مؤكدا أنها "تحمل رؤوسا حربية تقليدية فقط وهي عالية الدقة جدا".
وأضاف حاتمي أن واشنطن "علمت بدقة صواريخنا في قاعدة عين الأسد، ولا نحتاج إلى أكثر من ذلك"، أي أكثر من أن تحمل روؤسا حربية، بحسب قوله.
يشار إلى أن "الحرس الثوري" الإيراني نفذ هجمات صاروخية على قاعدة عين الأسد بالعراق في الثامن من يناير/كانون الثاني ردا على قيام واشنطن باغتيال أبرز جنرالاته، قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، في الثالث من الشهر نفسه.
كما أوضح حاتمي أن "القمر الصناعي والصاروخ الحامل له مسألة مدنية غير عسكرية"، كاشفا أن بلاده "قد تستخدم القمر الصناعي لأغراض دفاعية أيضا، لكن الصاروخ الذي يحمله إلى الفضاء غير دفاعي".
وأكد في الوقت ذاته أن طهران ستواصل تطوير برنامجها الفضائي "ولا مانع من ذلك في العالم".
وكانت إيران قد أطلقت، الأحد الماضي، قمر "ظفر 1" الصناعي إلى الفضاء، لكن العملية فشلت لعدم تمكن الصاروخ الحامل له من إيصال القمر إلى المدار على بعد 530 كليومتراً من الأرض.
واليوم، الأربعاء، عزا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، سبب فشل العملية إلى الـ"12 ثانية الأخيرة للصاروخ، حيث لم يكف وقوده أو سرعة محركه لإيصال القمر إلى المدار"، مشيرا إلى أنه لو أن "المحرك واصل نشاطه 12 ثانية أخرى لوضع القمر في المدار بكل تأكيد".
مع ذلك، اعتبر جهرمي أن العملية "نجحت بنسبة 95 في المائة، والـ12 اللعينة منعت من وصول القمر إلى المدار"، مضيفا أن بلاده "ستعالج الخلل في المرة القادمة"، كاشفاً عن اعتزامها إطلاق قمر "ظفر 2" إلى الفضاء خلال مايو/أيار المقبل.
كما نفى الوزير الإيراني أن "تكون عملية تخريب استخبارية وراء فشل عملية إطلاق القمر"، مضيفا أن "سبب المشكلة واضح ولم تُلاحظ أي علاقة للأمر بتدخل أجهزة تجسس أجنبية".
ويأتي إصرار إيران على تطوير برنامجها الفضائي فيما تواجه انتقادات غربية بسبب ذلك، حيث تتهمها واشنطن وعواصم أوروبية باستغلال هذا البرنامج لتطوير صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران، أمس الثلاثاء، بالسعي لتطوير برنامجها الصاروخي البالستي من خلال عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية، داعيا إلى "عدم السماح لإيران بتهديد أعدائها والاستقرار الإقليمي".
كما أكد بومبيو على "ضرورة منع أكبر دولة راعية للإرهاب من تطوير صواريخها البالستية واختبارها"، بحسب تعبيره.
واتخذت الحكومة الفرنسية أيضا الموقف نفسه، الإثنين الماضي، معتبرة على لسان الناطقة باسم الخارجية آنييس فون دير مول، أن عملية إطلاق القمر تتعارض مع التزامات طهران الدولية، بسبب استخدام تقنيات مرتبطة بصواريخ بالستية، خصوصا تلك العابرة للقارات، بحسب تعبيرها.
وذكرت دير مول أنه "يُحظر على إيران القيام بأنشطة مرتبطة بالصواريخ البالستية التي بمقدورها حمل رؤوس نووية"، مرجعة ذلك إلى تعهداتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231.