مفاوضات إسرائيلية فلسطينية لسحب قوات الاحتلال من مدن الضفة

06 ابريل 2016
تفاهمات لسحب جيش الاحتلال من المناطق أ (Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، أن تقدما تم إحرازه في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن سحب القوات الإسرائيلية من مدن الضفة الغربية، وخاصة المصنفة بأنها منطقة أ، وتقليص حجم نشاط جيش الاحتلال في هذه المدن.

ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، وجهات غربية ضالعة في هذه المفاوضات، أن وزراء الكابينت الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية سيتلقون اليوم تقريرا عن المفاوضات السرية التي كشف النقاب عنها لأول مرة قبل ثلاثة أسابيع، والتي جرت تحت قاعدة سحب وتقليل نشاط جيش الاحتلال في مدينتي رام الله وأريحا أولا، كمقدمة لتطبيق انسحاب مشابه من باقي مدن الضفة، خاصة وأن الاحتلال لا يحترم صلاحيات السلطة الفلسطينية بشأن المسؤولية الكاملة على المناطق المصنفة بحسب اتفاق أوسلو بالمناطق (أ).

ويدير المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، الجنرال يوآب مردخاي، وقائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الجنرال روني نوما، أما عن الجانب الفلسطيني فيشارك رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس جهاز الأمن الوقائي، زياد هب الريح.

وبحسب هآرتس، فقد رفض الجانب الفلسطيني الاقتراح الإسرائيلي وطالب بأن يشمل الانسحاب كامل مدن الضفة الغربية ومناطق أ، حتى لا يعتبر القبول بانسحاب ووقف جزئي لنشاط الاحتلال في رام الله وأريحا، تشريعا لاقتحامات جيش الاحتلال مدن الضفة الغربية وموافقة على خرق اتفاقيات أوسلو.

وقالت الصحيفة، إن المفاوضات التي تجري بموافقة وإيعاز من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعالون، لم تصل إلى طريق مسدود خلافا لتصريحات أدلى بها نتنياهو بهذا الخصوص بعد الكشف عن المفاوضات.

وقالت مصادر إسرائيلية للصحيفة، إن الأسابيع الأخيرة شهدت انعقاد ثلاث جلسات تفاوضية، تناولت تقليص نشاط جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، وإنه تم إحراز تقدم لكن لم يتبلور بعد اتفاق، خاصة وأن الطرفين يصران على أن هذه المفاوضات ذات طابع أمني وعسكري، وليس لها طابع أو صبغة سياسية.

وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى، إن الجانب الفلسطيني يطالب باستعادة السيطرة الأمنية كاملة ، مقابل مواصلة التنسيق الأمني ولكن دون أي خطوة سياسية مثل وقف التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال، جادي أيزنكوت، صرح خلال لقاء له هذا الأسبوع مع رئيس مجلس الشيوخ الأميركي، بول ريان، أن هناك أهمية كبيرة للمحافطة على التنسيق الأمني مع الفلسطينيين. وأثنى أيزنكوت في هذا السياق على نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قائلا "إنهم يقومون بعمل جيد، ونحن راضون جدا عن التنسيق معهم".

من جهته، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس الماضي، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية، أن الأجهزة الفلسطينية تقوم بحملات تفتيش في المدارس الفلسطينية عن أسلحة وسكاكين مع التلاميذ الفلسطينيين، وأنها صادرت نحو 70 سكينا تم العثور عليها في حقائب الطلبة.

وأكد عباس أنه يعارض استمرار الهبة الشعبية الفلسطينية، وأنه لو كان قادرا على وقفها لفعل ذلك، محذرا من خطر انهيار السلطة الفلسطينية، وأنه مصرّ على استمرار التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، مطالبا نتنياهو بوقف عمليات التوغل في المدن الفلسطينية، والتي وصلت وفق تصريحاته إلى درجة حتى محيط مقره الرسمي في رام الله.

وعرض عباس خلال المقابلة على نتنياهو عقد لقاء بينهما، فيما رد الأخير بأنه على استعداد لعقد هذا اللقاء في القدس المحتلة، بشرط مناقشة مسألة "التحريض" في وسائل الإعلام الفلسطينية ضد إسرائيل.

المساهمون