النظام السوري يكثف حملته على معرة النعمان... والآلاف عالقون وسط القصف

جلال بكور

avata
جلال بكور
20 ديسمبر 2019
BC84E389-447F-4B3E-A767-49525C03F5CB
+ الخط -
استأنفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الجمعة، عمليات القصف المكثف على مدينة معرة النعمان ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي، شمالي غربي سورية، موقعة مزيداً من الضحايا بين المدنيين، وسط حركة نزوح "حذر" في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام كثفت، صباح اليوم، من قصفها على مدينة معرة النعمان براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، حيث استهدفت مداخل المدينة ومخارجها والطرقات في محيطها.
وأسفر القصف، وفق المصادر ذاتها، عن مقتل مدني وجرح عشرة آخرين على الأقل في مناطق متفرقة من المدينة، بينهم مصابون بجروح خطرة.

وأشارت المصادر إلى أن طيران الاستطلاع التابع للنظام يحلّق في أجواء المنطقة بكثافة، ويرصد الحركة على الطرقات، وذلك يجعل المدنيين يتخوفون من الحركة خشية الاستهداف من الطيران أو راجمات الصواريخ.

وكان القصف على مدينة معرة النعمان ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي قد أسفر، يوم أمس الخميس، عن مقتل 12 مدنياً وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء.


آلاف عالقون 

ويعيش أهالي معرة النعمان أوضاعاً مأساوية، إذ تحدّث ناشطون عن كارثة إنسانية تهدّد من بقي في المدينة، إذ لا يستطيعون مغادرتها لعدم وجود آليات تنقلهم لمناطق الريف الشمالي الغربي في المحافظة القريبة من الحدود، بينما طالبت جهات مدنية المجالس المحلية بتوفير مأوى لأكثر من سبعين عائلة تقيم في العراء بالقرب من المعرة، وتوفير أماكن إقامة لها أو إخلاء المدارس لاستيعابها.

وقال الناشط الإعلامي من معرة النعمان عمر السعود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع مأساوي اليوم في مدينة معرة النعمان، فهناك الكثير من العوائل ليست لديها سيارات لتقلها خارج المدينة، في ظل تواصل القصف الذي لا يكاد يتوقف أبدا".

وفي السياق ذاته، قال عمر حلبي، من مدينة معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف يطاول كل أحياء مدينة معرة النعمان، ولا مكان تذهب إليه العوائل، والسيارات الموجودة الآن ليس فيها وقود لتنقل النازحين لمناطق أخرى في ريف إدلب، ومن يتمكن من الخروج حاملا معه بعض الملابس وخاصة ملابس الأطفال، كثيرا ما تعترض سبيله طائرات النظام الرشاشة التي استهدفت خلال الأيام الماضية عدة قوافل للنازحين. نترقب معجزة قد تحصل وتوقف القصف على المدينة، لكن يبدو أنها بعيدة. لم يعد بمقدورنا البقاء، ولا نعرف ماذا نفعل".


وعلق الناشط الإعلامي خضر العبيد على مشاهد الخارجين من مدينة معرة النعمان، مشيرا لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الأمر يفوق الوصف، فما يجري هو جريمة بحق الإنسانية، فطرقات ريف إدلب الشمالي وبلداته تعج بالنازحين وهم يصلون تباعا لمناطق قاح وأطمة في ريف إدلب الشمالي الغربي، أطفال ونساء وكبار السن، بينما يحاول الشبان على الدراجات النارية العودة للمدينة لإخراج ذويهم هناك".

وقدر العبيد عدد السكان في المدينة بنحو 70 ألفا قبل بدء عمليات التصعيد العسكري عليها في مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ذات صلة

الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة